رحلة المصور محمد بكر: خمسون عامًا من التصوير السينمائي

ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للتصميم أقيم معرض المصور السينمائي محمد بكر بمؤسسة فوتوبيا لتستعرض أرشيفه الضخم
No Image
Change Font Size 20

استطاع فن التصوير الفوتوغرافي أن يقف شاهدًا على الزمن طوال أكثر من قرن مضى، ولكن للصور الفوتوغرافية السينمائية على وجه الخصوص مذاق مختلف، إذ تجعلنا نستعيد عند رؤيتها تفاصيل أحداث العمل الفني وتذكرنا بما شعرنا به عند مشاهدة الفيلم للمرة الأولى.

نأخذكم اليوم في جولة ضمن فعاليات أسبوع القاهرة للتصميم إلى معرض واحد من أهم مصوري السينما المصرية الذي وثق بكاميرته أكثر من ألف فيلم سينمائي على مدار خمسة عقود، أفلام كلاسيكية بالأبيض والأسود وأخرى ملونة حفرت في وجداننا وذاكرتنا. في قلب القاهرة وبالتحديد في مؤسسة فوتوبيا بمصر الجديدة أقيم معرض شيخ المصورين محمد بكر تحت عنوان "خمسون عاما من البورتريه السينمائي". افتُتح المعرض في 25 فبراير/شباط الماضي وبسبب الإقبال الشديد عليه فقد تم تمديده إلى السادس من أبريل/ نيسان.

ولد المصور محمد حسين بكر في 30 يونيو/ حزيران من العام 1937، وعشق مهنة التصوير التي ورثها من والده المصور العظيم حسين بكر، وقد بدأ حياته العملية مساعدًا له في اوائل الخمسينيات، وكانت أول صورة التقطها في فيلم سمارة عام 1956. وخلال تجولنا في المعرض الذي ضمَّ ما يقارب 100 صورة التُقطت من 80 عملًا سينمائيًا مختلفًا، شعرنا بأننا ركبنا آلة الزمن، خصوصًا وأن المعرض كان مقسمًا إلى حقب زمنية منذ الخمسينيات وحتى الألفية. استوقفتنا من حقبة الستينيات الصور الملتقطة من فيلمي "بين القصرين" و"قصر الشوق" فتذكرنا ما احتواه من أغاني فلكلورية وموسيقى تصويرية حفرت في الأذهان. كما وجدنا رابطًا موسيقيًا خفيًا بين تلك الأفلام وأخرى من نفس الحقبة مثل "صغيرة على الحب" و"الأيدي الناعمة" و"معبودة الجماهير"، وهو أن الموسيقار علي إسماعيل هو من وضع الموسيقى التصويرية لكل تلك الأعمال.

انتقلنا بعد ذلك إلى حقبة السبعينيات التي كان أبرز صورها فيلم "خلي بالك من زوزو" للسندريلا سعاد حسني، الذي كان مليئًا بالموسيقى والاستعراضات، وشكَّل نقلة نوعية كبيرة في السينما المصرية وقتها رغم الانتقادات التي تعرض لها في بداية عرضه. ألف موسيقاه التصويرية فؤاد الظاهري، أما أغانيه الشهيرة فقد لحنها كل من كمال الطويل و سيد مكاوي وابراهيم رجب.

وفي حقبة الثمانينيات كان الفنان أحمد زكي حاضرًا بقوة مع صور فيلم "النمر الأسود" والذي ألّف موسيقاه التصويرية الحماسية جمال سلامة، وفيلم البرئ الذي صاغ لنا موسيقاه الحزينة "عمار الشريعي" والتي متى سمعناها لا نستطيع أن نتمالك دموعنا. تواجد أيضًا فيلم "أربعة في مهمة رسمية" الذي قدم أحمد زكي من خلاله أروع أغنية للحيوانات على أنغام الموسيقار حسن أبو السعود الذي نفذ موسيقى الفيلم التصويرية.

حقبة التسعينات كانت مليئة بالأفلام التي لا تنسى من أبرزها فيلم "الكيت كات" الذي ألّف موسيقاه الكلاسيكية راجح داوود، كما احتوى على أغنيات بصوت محمود عبد العزيز بكلمات كتبها صلاح جاهين وسيد حجاب وألحان سيد مكاوي وإبراهيم رجب. وفيلم "الإرهاب والكباب" بموسيقى تصويرية أيقونية ألفها مودي الإمام امتزج فيها الغضب والرهبة والتشويق، لينقل من خلالها المشاعر المتأججة في الفيلم الذي ناقش مشاكل المجتمع ولكن بطريقة ساخرة. ولجيل التسعينات الباحث عن النوستالجيا وجدنا فيلمًا لواحد من أكبر الفنانين في الوطن العربي هو عمرو دياب، الذي حضر بعدسة المصور محمد بكر من خلال فيلم "آيس كريم في جليم" بموسيقى تصويرية لحسام حسني، الذي وزع أيضًا أغنيات الفيلم التي جمعت وصدرت في ألبوم قصير في نفس العام، أما الكلمات فكتبها مدحت العدل ولحن جميع الأغنيات عمرو دياب بنفسه.

لفت نظرنا في حقبة الألفينات فيلم "الساحر" الذي ألّف موسيقاه هشام نزيه، وأيضًا فيلم "أحلى الأوقات" الذي قدّم فيه محمد منير واحدة من أجمل أغانية بعنوان "الدنيا ريشة في هوا".

كان من الصعب الحديث عن كلّ البورتريهات والأفلام وموسيقاهم ولكننا اخترنا لكم الأقرب لقلوبنا، ونترككم الآن مع بلايليست مجمعة فيها أغاني كل ما ذكرناه من أفلام وأكثر، لتتذوقوا معنا روعة الموسيقى والأغنيات المصنوعة للسينما عبر العقود، والتي يجمعها عنصر هام، هو عشق القائمين عليها للفن.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع