لطالما ارتبطت التترات القديمة بطفولتنا البسيطة، بدءًا من تجمّعنا أمام الشاشة بإنتظار مسلسلنا المفضّل وغناء الكلمات المليئة بالمشاعر ومحاولة تقليد ألحانها الشّجية، إلى تناقل بعضها من أهالينا وهم يروون لنا القصص النوستالجية وراءها وارتباطها بسياق المسلسلات. جمعنا في هذه القائمة أبرز التترات الخليجية القديمة، التي تصحبنا معها في رحلة عبر الزمن في كل مرة نسمعها.
تتر مسلسل حبابة
يعتبر مسلسل "حبابة" أول عمل تلفزيوني تشارك فيه الممثلة هدى حسين في العام 1978 مما سبب له شهرة كبيرة عبر الأجيال. يدور المسلسل حول قصص تحكيها الجدة لحفيدتيها كل يوم، ويعتبر تتر هذا العمل من أقصر التترات ككلمات ولحن، حيث يظهرن فيه الحفيدات ببداية العمل وهن يغنين "يا حبابة .. يا حبابة .. يا نور البيت وأصحابه يا حبابة". تعكس الكلمات والألحان والأزياء المختارة بساطة هذا الزمن، وتركّز حبكة المسلسل على فن رواية القصص بشكل فني مصوّر.
تتر مسلسل إلى أبي وأمي مع التحية
" يا أبونا وأمنا .. يا سند بيت الهنا. إحنا ما ننسى فضلكم .. حتى آخر عمرنا" تميّز هذا التتر الذي صدر عام 1980 باختصار كلماته والتركيز على ألحانه، وهي من تأليف عبدالأمير عيسى وتلحين مؤسس فرقة التلفزيون الكويتية الراحل الأستاذ مرزوق المرزوق. تعكس الكلمات قيم هذا الجيل وتقديرهم لوالديهم وحس الترابط ما بينهم كونه عمل تربوي، كما تعكس الألحان روح المسلسل الإيجابية.
من الجدير بالذكر أن لحن الأغنية المميز ما زال يُستخدم على مواقع التواصل الاجتماعية ليومنا هذا، كما أعاد الفنان حمود الخضر تقديمها في أغنيتة الجديدة "بيت الهنا"، مع إضافة عجلان ثابت لأبيات جديدة لها.
تتر مسلسل خرج ولم يعد
يطغى على المسلسل الصادر عام 1982 طابع كوميدي بحت، وتدور قصته حول رجل يدعى سلمان أبو الريش، متزوج من رئيسته في العمل غنيمة، وسرعان ما يصاب بالجنون بعد ارتباطه بزوجته الثانية دلال، مما يدفع لتفاقم الأحداث وهروبه من منزله.
تنعكس حبكة المسلسل وحسه الفكاهي على التتر بشكل كبير، حيث تعبّر غنيمة عن استيائها على الزوجة الثانية والتغيير الدرامي في حياتها بسببها وهي تغنّي "خضّت البيت خضّه" بينما ترد عليها دلال "جان ما تدرين ما تدرين أنا الأصل في هالبيت".
مسلسل خالتي قماشة
يعتبر المسلسل من أقدم المسلسلات الخليجية المشهورة في العالم العربي وقد صدر عام 1983، وما زال العديد يشاهده على مختلف منصات البث لما يحمل فيه ما بين طياته من ذكريات الزمن الجميل. يعكس التتر للمسلسل الحس الفكاهي به ويتحدّث عن الخالة قماشة، ألا وهي الشخصية الرئيسية وسيدة البيت التي تتمتع بشخصية مسيطرة قوية، وهو من كلمات عبداللطيف البناي وألحان يوسف ناصر.
مسلسل مدينة الرياح
يعتبر هذا المسلسل تراثيًا ومستوحى من الحكايات الشعبية "ألف ليلة وليلة" وصدر في العام 1988. يعكس التتر العديد من المشاعر للمستمع، كالدراما في الموسيقى والألحان المختارة والفكاهة والقيم التربوية في الكلمات التي تمثّل حوارًا ما بين الشخصيات الرئيسية، وهو من كلمات عبداللطيف البناي وألحان راشد الخضر، كما غناه مجموعة من الممثلين بالعمل.
تتر مسلسل بابا فرحان
كان بابا فرحان مكافأة أطفال التسعينيات بعد عودتهم من المدرسة وقبل قيلولتهم، وتعلّق بطفولة العديد من الأطفال بالشرق الأوسط نظرًا لسهولة اللهجة المستخدمة ما بين الشخصيات والرسائل التربوية والانسانية التي تخاطبهم. أما بالنسبة لتتر المسلسل، فألحانه تجمع العديد من اللهجات والألحان المختلفة بالعالم العربي، وهي من تأليف نبيل مهدي وألحان جمال مصطفى. لم تقتصر شهرة بابا فرحان على تتر المقدمة فقط، بس كان لأغنية الخاتمة انتشار جماهيري كذلك.
مسلسل طاش ما طاش
لا يخفى على الكثير مننا مسلسل "طاش ما طاش" والتتر اللذي ما زال يتكرر بأذهاننا منذ أكثر من 30 عام منذ صدر جزؤه الأول عام 1993. ناقش العديد من الظواهر الاجتماعية بطريقة فكاهية وأصبح جزءًا لا يتجزأ من الثقافة الإعلامية بالسعودية. لحّن خالد العليان أغنية المسلسل وأصبحت مشهورة بوقت قصير نظرًا لأنها تحتوي على لازمة قصيرة وموسيقى ذات وقع كوميدي، مما يجعلها سهلة التذكّر.
تتر مسلسل العولمة
بُثَّ المسلسل في أواخر التسعينات مما جعله معروفًا بين العديد من الأجيال، كما تعتبر قصته مميزة فهي تحكي عن أسرة سعودية تتبدّل حياتها بعد سفر ابنهم ناصر للخارج وعودته بأفكار مختلفة، ومحاولاته الكثيرة لإقناع أهله بها مع مرور الوقت.
بالإضافة للألحان والطابع الفكاهي للتتر، فإنه يحمل بطياته حسًا نوستالجيًا مميزًا ويرجع ذلك لسهولة تذكّره وقتها نظرًا لكلماته المختصرة ولحنه السابق لزمانه.
مسلسل درب المحبة
كان مسلسل درب المحبة من أكثر المسلسلات شهرة في بداية الألفية الجديدة بعد أن صدر عام 2003، وهو عمل درامي يحكي عن تفكك احدى العوائل ومخططات الانتقام ما بين بعض من أفرادهم. يعكس كل من ألحان وكلمات التتر درامية العمل والأحداث المؤثرة فيه وتفكك الثقة وطغيان الأنانية ما بين الشخصيات كما يذكر الكوبليه "يتفرّقون الناس بشهور وأعوام/ كلّ مشى دربه يدوّر مراده"
