عودة إلى الراب الصعيدي مع "الكبير أوي" بجزئه الثامن في رمضان

جمع مسلسل "الكبير أوي" في جميع أجزائه بين هوية أحمد مكي كممثل وبين هويته كموسيقي يقدّم الراب في كل فرصة حتى لو كان عملًا صعيديًا
أحمد مكي (مسلسل الكبير أوي)
أحمد مكي (مسلسل الكبير أوي)
Change Font Size 20

يعود مسلسل "الكبير" في رمضان بجزئه الثامن، لنستكمل معه الحكايات المُتشعبة والطريفة التي تدور في فضاء قرية صعيدية افتراضية، تُسمى "المزاريطة". ومع عودة "الكبير" يعود الراب الصعيدي مُجددًا، الذي تفرّد أحمد مكي بتقديمه مُنذ أن عُرض الجزء الأول من المسلسل قبل 14 عامًا، إذ كانت شارة مسلسل الكبير أول تراك راب يُقدم باللهجة الصعيدية؛ ليُعطي ذلك طابعًا خاصًا لشارة المسلسل التي لم تتغير مُنذ الجزء الأول.

لم تكن شارة مسلسل "الكبير" أول تراك راب يُقدمه أحمد مكي في أعماله الدرامية، فمُنذ بداية مسيرته حرص مكي على تقديم نفسه كرابر على هامش أعماله السينمائية، فخصص لأول فيلم لعب بطولته "إتش دبور" تراك "جدعان طيبين". كما قدم بفيلم "طير إنت" الذي جسد فيه شخصية "الكبير" لأول مرة تراك "دوّر بنفسك" بالتعاون مع شريكته ببطولة الفيلم، دنيا سمير غانم، وتضمّن التراك مقطع راب صعيدي، عندما يتقمّص مكي دور "الكبير" في نهايته. هذه التجارب كانت البوابة التي دخل منها أحمد مكي إلى مشهد الراب المصري، قبل أن يُصدر ألبومات وتراكات مُستقلة تمامًا عن عمله في الدراما والسينما.

في أول ألبوماته، رفع أحمد مكي شعار "أصله عربي"، ليُقدم رؤية فلسفية حول الراب، الذي كان قد بدأ ينتشر في مصر بصيغتين، آندرغراوند وتجاري. لعل تجربة أحمد مكي بالراب هي أكثر التجارب المحسوبة على الراب التجاري تميزًا، ليس لأنه دخل في مشهد الراب بعد أن بات نجمًا سينمائيًا، فأحمد الفيشاوي مثلًا لديه تجربة شبيهة، لكن ما يميز تجربة أحمد مكي هو أمر يقترن بالشعار الذي اختاره عنوانًا لألبومه الأول، "أصله عربي". انطوى على هذا الشعار محاولات لتأصيل هذا الشكل الفني المُستحدث؛ سواء بالمقاربات التي دفعته إلى تصنيف بعض تجارب الشعر المحكي بخانة الراب، كأشعار صلاح جاهين، أو بما قدمه في تراكاته من محاولات للعثور على روابط تُقرّب الراب من الشارع المصري، وقبل كل ذلك أسلوبه باستخدام الراب في أعماله الدرامية، التي كان لها دورًا بلا شك بانتشار هذا النوع من الفن وتنامي شعبيته.

في مسلسل "الكبير" يظهر الراب كمضمار للمنافسة، بصيغة أشبه براب العصابات، ليكون أحد الوسائل التي استخدمها التوأمان "الكبير" و"جوني" في صراعهما على السلطة في المزاريطة. وأغنية الشارة ما هي إلا لوحة تختزل هذا الصراع، الذي يبدو ثقافيًا بطابعه، حيث بُجاري "الكبير" أخيه "جوني" الذي عاش حياته في أمريكا باستخدام الأسلوب ذاته وينجح بالتفوق عليه. يزيد من جمالية الشارة البيت المُستخدم فيها، والذي تم تكوينه من سَمبلة أصوات تنتمي للأجواء الصعيدية مع الكثير من المؤثرات التي تلعب دورًا بزيادة جرعة الكوميدية، مثل صوت شنهقة الحمار الذي يُستخدم كنغمة ثابتة على مدار التراك.

وخلال أجزاء المسلسل، أضاف أحمد مكي المزيد من الراب الصعيدي على لسان شخصية "الكبير"، برز من بينها أغنية "اسمع مني"، التي قدّمها ضمن الجزء الثالث في سياق شبيه ببرامج اختيار المواهب. لكن المُفاجأة الكبرى جاءت العام الماضي قبل أيام من بدء رمضان وعرض الجزء السابع من "الكبير"؛ فحينها أصدر مكي تراك "ولعانة" باللهجة الصعيدية؛ ليكون أول تراك يُقدمه بثوب "الكبير" خارج السياق الدرامي للمسلسل؛ ليبدو أن أحمد مكي لديه رغبة فعلية لتقديم المزيد من الراب الصعيدي، فهل ستتكرر هذه التجربة؟ وهل سنسمع تراكات راب جديدة لـ"الكبير" في الجزء الثامن؟

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع