نعود عبر هذه القائمة إلى أعمال دراميا وكوميدية أنتجت في التسعينيات وبداية الألفية عبر التلفزيونات الوطنية في تونس والجزائر والمغرب وليبيا، وتركت بصمتها في أذهان ووجدان المتابعين من أجيال مختلفة. أما موسيقى التتر أو الجينيريك الخاص الذي عمل مؤلفون موسيقيون رواد على تقديمه بما يناسب روح العمل، فيبدو اليوم بعد سنوات، بمثابة زر نوستالجي يعيدنا خلال ثوانٍ إلى أوقات ومشاعر وذكريات مضت.
أغنية مسلسل قمرة سيدي المحروس - تونس
منذ مسلسل الخطاب عالباب الذي قدّم التلفزيون التونسي جزأه الأول سنة 1996، افتقد المشاهدون كتابة علي اللواتي حول المدينة وانتظروا بعدها طويلًا إلى حين عرض قمرة سيدي المحروس خلال رمضان 2002. لا تنفصل الموسيقى التصويرية التي وضعها الطاهر القيزاني عن عالم علي اللواتي في كتابته وشخوصه. تبدأ الموسيقى بنقر دفوف مهيبة تستدعي الأجواء الصوفية في المسلسل الذي يدور حول وليّ متخيل يدعى سيدي المحروس، ثم تنتقل بين بعض الفواصل والجمل المستوحاة من موسيقى المنوعات الفرنسية القديمة لتستحضر الحياة اليومية في تونس العاصمة بين الثلاثينيات والأربعينيات.
أغنية مسلسل جروح الحياة - الجزائر
إلى جانب مشاركته كممثل ضمن طاقم العمل في مسلسل جروح الحياة الذي عرض في 2009، أدّى المغني الجزائري نور الدين علان أغنية الشارة التي وضع خالد صفيان كلماتها وألحانها. تبدو تأثيرات دحمان الحراشي والهاشمي القرباوي واضحة على أسلوب نور الدين علان في الأغنية التي استحضر خلالها ثيمات رائجة من نصوص الشعبي الجزائري: " تفكرت حومتي عليها اليوم بكيت / القصبة خليلتي فيها أنا تربيت / ياليام ياليام ماقدرتش نوالف بعيد عليك".
أغنية مسلسل رمانة وبرطال - المغرب
يغوص الباحث إبراهيم علي بوكبدي والمخرجة فاطمة بوكبدي في عمق التراث الشعبي المغربي لتوظيف رصيدٍ من الحكايات الشعبية في مسلسل رمانة وبرطال. تخيّم روح غيوانية على أغنية مسلسل رمانة وبرطال بطابعها الرخيم وصوت البانجو المغربي. وضع إبراهيم علي بوبكدي كلمات الأغنية التي أدّاها مغني الشعبي يوسف اللوزيني.
أغنية مسلسل غادة - تونس
قليلة هي الأعمال الدرامية التي تناولت الفترة الاستعمارية في تونس. يعدّ غادة أحد أهم المسلسلات التي تعرضت لفترة عصيبة من تاريخ تونس خلال الفترة الأخيرة من الاحتلال وما بعد الاستقلال. عُرض المسلسل خلال رمضان 1994، وتحضر أغنية البداية كعلامة أيقونية جمعت بين ثنائي معهود في تاريخ الأغنية التونسية مع لطفي بوشناق والشاعر الغنائي آدم فتحي الذي منح الكتابة الشعرية العامية لمسة ثورية بين حقبتي الثمانينيات والتسعينيات.
أغنية مسلسل أنا وخويا ومراتو - المغرب
يتندّر المغاربة بترديد لازمة "آ عبّاس الله يهديك / آ عبّاس الله يهديك" المستوحاة من أغنية سيتكوم أنا وخويا ومراتو من رمضان أواخر التسعينيات. جمعت السلسلة أسماء ناجحة في الكوميديا المغربية أهمها سعيد الناصري الذي وضع تتر المسلسل ومثّل شخصية عبّاس، شاب عاطل عن العمل اختار العيش مع أخيه وزوجته. ألبس سعيد الناصري الأغنية حلّة صوتية تراثية وإيقاع سريع أكسبها طابعا هزليًا يوافق روح المسلسل، في بنية بسيطة ومكررة تتمحور حول لازمة رئيسية يردّدها الكورال فيما يشبه التوقيع الصوفي.
اغنية مسلسل صراع قرية - ليبيا
يعدّ مسلسل صراع قرية من المسلسلات الكلاسيكية التي حفرت في ذاكرة الليبيين عن رمضان خلال التسعينيات. صُوّر المسلسل في قرى منطقة الجوش في الغرب الليبي وضمّ أسماء تاريخية في الدراما الليبية أهمها عياد الزليطني. تميزت أغنية المقدمة التي لحّنها عطية محمد وأدّاها علي الشول بمقدمة لحنية طويلة تخللتها نقلات لحنية وإيقاعية متنوعة.
أغنية مسلسل البذرة - الجزائر
غالبا ما يرتبط رواج أغنية مقدمة مسلسل ما بِنجاحه، وقد حاز مسلسل البذرة على إعجاب الجزائريين وبقيت أغنيته في أذهانهم، فيما اعتبره النقاد ضمن أحسن الأعمال الدرامية المحلية خلال العشرين سنة الأخيرة. تحضر روح الراي الجزائري في أغنية مقدمة المسلسل التي أدّاها هواري بن شنات من خلال لحن بسيط يعلق بالأذن، وكلمات يحبّذها جمهور الراي عن تقلبات الزمان وغدر الأصدقاء.
أغنية مسلسل الخطاب عالباب - تونس
أصبح مألوفًا أن تعيد القناة الرسمية الثانية سنويًا بثّ مسلسل الخطاب عالباب أربع أو خمس مرات على الأقل. يمثّل الخطّاب عالباب العنوان الرئيسي للنوستالجيا التونسية، تحضر فيها المدينة القديمة والحياة اليومية في تونس التسعيناتية قبل تشوّه المدينة العربي. ميّزت الآلات النفخية المقدمة الموسيقية للمسلسل الذي ارتبط بشكل كبير بشخصية العجوز الشيخ تحيفة عازف الكلارينيت.
أغنية مسلسل شهرة - الجزائر
تفيض التعليقات على اليوتيوب لأغنية مسلسل شهرة بنبرة الحنين إلى بداية الألفينات. تستعيد أغنية المسلسل الجزائري موسيقى المسلسلات المكسيكية الطويلة التي انتشرت أوائل التسعينيات، من خلال ألحان أثيرية وإلقاء مشبع بتلوينات عاطفية من أداء منال غربي.
أغنية مسلسل الدوار - تونس
صنع مسلسل الدوار منعطفًا في تاريخ الدراما التونسية باختيار جريء قَطع من سيطرة المدينة على مشهد الدراما. صُوّر المسلسل في أعماق الجنوب التونسي وجمع حوله جيلًا فريدًا من الممثلين مع عبد القادر مقداد وحسين المحنوش والحطاب الذيب وأحمد السنوسي وعيسى حراث. أحكم منذر الديماسي التوليفة بين آلات النفخ والكمنجات في طابع درامي تفجّعي يترجم سير الأحداث في المسلسل.
اعترافًا بقيمة العمل دراميًا وموسيقيًا، أدّت الفرقة الوطنية للموسيقى أغنية المقدمة خلال أيام قرطاج الموسيقية لدورة 2016.
