انطلقت قوائم بيلبورد العالمية منذ أربعينيات القرن الماضي، لتحصي الأغاني الأكثر استماعًا عبر أساليب البث والاستماع الرائجة في كل عصر، فقائمة Hot 100 مثلًا انطلقت منذ العام 1958 ومستمرة حتى اليوم بشكلها الحالي. أما حفل توزيع جوائز Billboard للموسيقى الذي يعرف اختصارًا بـ BBMAs فقد انطلقت نسخته الأولى قبل أكثر من ثلاثة عقود، وتحديدًا في العام 1990. وكما تستند قوائم Billboard إلى البيانات لتحديد المراكز على قوائمها المختلفة، فأن جوائزها كذلك تستند إلى بيانات هذه القوائم لتكرم الفنانين الأفضل أداءً على قوائمها على امتداد العام.
شهدت الجوائز في الماضي توقفًا مؤقتًا لأربع دورات بين العام 2007 وحتى 2010، مع استمرار عمل القوائم ونشرها بالأسلوب المعتاد طوال هذه المدة، ليعود حفل الجوائز لينعقد في العام 2011 بشكل محسّن، ويستأنف عروضه وتكريماته بشكل دوري دون انقطاع حتى اليوم. ساهم اعتماد الجائزة الكلي على البيانات والقوائم في تحديد الفائزين النهائيين بإكساب الجائزة مصداقية كبيرة، في حين تستند الجوائز العالمية الاخرى البارزة في مجال الموسيقى على تصويت الجمهور أو تصويت لجان تحكيم مختارة، أما جائزة Billboard للموسيقى فقد أصبحت مع مرور السنوات مقياسًا دقيقًا لمدى شعبية وانتشار أغاني الفنانين بين الجمهور والنجاحات التي حقّقوها.
كما تم تقديم نسخة مُجدّدة من جائزة Billboard للموسيقى خلال العام 2023، شملت توسعًا في الرقعة الجغرافية للأداءات والعروض الحية والتكريمات إلى أكثر من موقع حول العالم عوض البث من مسرح واحد، ونقلت بث حفل الجوائز إلى منصات التواصل الاجتماعية عوض بثه على قنات تلفزيونية. وأعلنت النسخة المحدثة كذلك عن احتفاء إضافي بالمعجبين المخلصين للفنانين، إذ ابتكرت طرقًا جديدة لتحديد المعجبين الذين خصصوا جزءًا كبيرًا من وقتهم في دعم فنانهم المفضّل، وأوجدوا طرقًا لإشراكهم في الحفل.
ومع تفرّع منصات جديدة عن Billboard في بلدان وبلغات مختلفة، عرفت كذلك جوائز Billboard للموسيقى نسخًا أخرى عنها عبر السنوات، تمثلت فعليًا بنسختي جوائز بيلبورد للموسيقى اللاتينية وجوائز بيلبورد اليابان للموسيقى. عرفت جوائز بيلبورد للموسيقى اللاتينية انطلاقتها بعد سنوات من الحدث الذي عُرف باسم مؤتمر الموسيقى اللاتينية مع الصعود والانتشار المتزايد للموسيقى اللاتينية في كلا قارتي أمريكا الشمالية والجنوبية ومنها إلى العالم. انطلق حفل جوائز بيلبورد للموسيقى اللاتينية للمرة الأولى في العام 1994، وعُقد منذ ذلك الحين بشكل سنوي ودون انقطاع، مكرّمًا عشرات الرموز عبر العقود، حيث سجّل كل من شاكيرا وإنريكيه إغلاسياس أعلى رقم من الجوائز عبر السنوات. أما جوائز بيلبورد اليابان للموسيقى فانطلقت للمرة الأولى في العام 2009، لتمنح الجوائز ضمن فئات مختلفة للفنانين الذين هيمنوا على قوائمها.
أما هذا العام، فتتفرع عن جوائز Billboard للموسيقى جائزة رابعة، متمثلةً بجوائز بيلبورد عربية للموسيقى، التي تنطلق بنسختها الأولى في 11 ديسمبر/ كانون الأول 2024، ضمن حفل توزيع جوائز تستضيفه العاصمة الرياض. ستُقدم جوائز بيلبورد عربية تكريمًا للفائزين ضمن عشرات الفئات المتنوعة، تستند كل منها على أداء الفنانين على قوائم بيلبورد عربية التي تُحدّث أسبوعيًا على مدار العام، بالإضافة إلى فئات محدّدة تعتمد على تصويت الجمهور. ستتبع بيلبورد عربية معايير متطابقة مع نسخة Billboard من الجائزة، لتحافظ على مصداقية كبيرة مستمدة من البيانات والأرقام لتبيان الفنانين والأغاني الأكثر استماعًا خلال العام 2024 على امتداد العالم العربي وشمال افريقيا ككل، ثم ضمن لهجات وجنرات موسيقية مختلفة لتغطي كل جزء من المنطقة وكل لون مُقدم فيها بشكل منفرد.