رغم مرور أكثر من ثلاث سنوات على صدور لعبة Ghost of Tsushima إلا أنها مازالت محافظة على مكانتها وسط مجتمع الجيمرز، حيث ينتظر عشاق اللعبة بفارغ الصبر نزول الجزء الثاني منها، والذي لم يعلن عن موعده الرسمي حتى الآن ولكن من المتوقع صدوره في 2025 أو 2026.
اللعبة مبنية على أحداث تاريخيّة حقيقية حدثت في اليابان بأواخر القرن الثاني عشر في جزيرة تسوشيما أثناء الغزو المغولي الأول لليابان. تدور أحداثها حول قصة البطل جين ساكاي آخر ساموراي على الجزيرة، والذي رأى بعينه قوة ووحشية المغول فأخذ على عاتقه استرداد كل شبر من أرضه وتحرير عمه من قبضة زعيم المغول.
يعيش الساموراي وفقا لقواعد اخلاقية صارمة وهنا يقع في حيرة بين استخدام أساليب القتال النبيلة، أو أن يتعلم أساليب أكثر مراوغة على اعتبار أن الحرب خدعة. اللعبة مليئة بالاكشن والمغامرات والمهمات التي ينفذها جين، كما أنها لعبة عالم مفتوح يمكننا الترجل فيها أو السير على ظهر الخيل، فيما ترشدنا الرياح والخرائط عبر الطبيعة الساحرة المليئة بالتلال الشاسعة والأشجار المزهرة و تلاطم الأمواج على الشاطئ الساحلي للجزيرة.
استعان مخرج اللعبة نايت فوكس بالموسيقين إيلان إشكيري وشيجيرو أوميباياشي لملء عالم اللعبة الهائل بالموسيقى، ولدى الاثنين بال طويل في صناعة الموسيقى التصويرية للأفلام، وقد تمكنا من خلق نسيج صوتي متنوع. ركز إيلان على الموسيقى الخاصة بالشخصيات وصراعاتها ومعاركها الداخلية مثل تراكات "Jin Sakai" أو"The Way of the Ghost"، بالإضافة إلى المعارك الحربية مثل تراك"Khotun Khan". أمّا شيجيرو تولى تأليف موسيقى المناظر الطبيعية مع الأحاسيس العاطفية التي تجسدها المواقف مثل الهدوء والاحتلال والمنفى والملاذ.
حملت اللعبة 22 تراك حرص خلالها الموسيقيان على تكوين صوت أصيل وفريد، وجمعت بين الآلات الاوركسترالية ذات الطابع الغربي إلى جانب الآلات اليابانية التقليدية. استخدما الشاكوهاتشي وهي آلة تشبه الفلوت مصنوعة من الخيزران، بالإضافة إلى الكوتو والشامسين وطبول التايكو. كما نسمع صوت البيوا وهي آلة تشبه العود لكنها أقصر وتتكون من أربع أوتار، اعتاد الساموراي قديمًا العزف عليها ولا يوجد عدد قليل من العازفين عليها في العالم، ولحسن الحظ نسمع صوتها بوضوح في تراك "The Heart of "the Jito.
مزجت الموسيقى التصويرية للعبة بشكل فعال بين العناصر الغربية والآسيوية، ما جعلها تجربة استثنائية لا تنسى. حرص إيلان و شيجيرو على إبراز رحلة جين العاطفية والصراع الداخلي الذي يعيشه مع تقدمه في اللعبة، عن طريق الموسيقى الملحمية التي تتصاعد مع ذروة وتعقد الأحداث، وهو الأمر الذي جعل اللعبة اشبه بفيلم سينمائي طويل فيه عدد كبير من الحبكات، ينغمس اللاعب وهو البطل في قلب الأحداث والموسيقى فيشعر بأنه جين ساكاي ويعيش معاناته.
