شكَّل مهرجان الجاز الدولي الأول في الرياض، نقطة تحول هامة في المشهد الثقافي في المملكة العربية السعودية، حيث قدّم فرصة للاحتفال بتنوع وغنى التعبير الموسيقي. لم يكن المهرجان مجرد احتفال بلغة الجاز العالمية، بل أكَّد أيضًا مدى تنوع الموسيقى المحلية المتزايد حضورها في المشهد الثقافي السعودي.
تكمن أهمية المهرجان في دوره كحافز لنمو صناعة الموسيقى في المنطقة، حيث وفَّر منصة للفنانين المحليين والدوليين للتعاون والمشاركة والإلهام. برزت بين العروض المميزة التي تركت انطباعًا رائعًا خلال المهرجان فرقة الجاز: قروشة. تتميز قروشة بدمجها تأثيرات موسيقية متنوعة من جميع أنحاء العالم بسلاسة، فجاء عرضهم بطابع فريد أضاف تأثيره على عروض المهرجان. كان مزجهم بين الأصوات التقليدية العربية والجاز المعاصر يرن بقوة في أذهان الجمهور، مستعرضًا التزام الفرقة في إيجاد صوت يتجاوز الحدود والحواجز الثقافية.
في مقابلة حصرية مع بيلبورد عربية عبَّر أعضاء قروشة عن شكرهم للمشاركة في هذا الحدث الرائد. "بالله بصراحة يعني، شرف كبير صراحة. شرف مرة كبير إنو كلمونا أصلاً حتى نجي نفتتح عرض هايتوس كايوتي يعني أحد أبرز الفرق الموسيقية في العالم. فهذا شرف لينا وجداً جداً جداً سعيدين صراحة " يقول مازن من قروشة.
لم يبرز فقط أداء الفرقة إبداعها الاستثنائي، بل أكَّد أيضًا على أهمية التنوع في الموسيقى. كما شرح أعضاء الفريق أن الجاز، الذي كان في وقت ما يُعتبر لونًا محددًا، تطور إلى فلسفة عمل تتجاوز أنماط الموسيقى: "الجاز هو ثقافة أو طريقة عزف إلي هي معبرة أكثر ومفتوحة لكل شيء. لو تعزف عربي اي شيئ إلكتروني، الحين الجاز صار زي فلسفة عمل بدلاً من نوع موسيقي. جداً يكون مهم لأنه في الجاز، يصير تخالط الثقافات".
تعكس رحلة قروشة روح المهرجان، احتفالًا بالتنوع والتعاون والسعي المستمر نحو التميز الموسيقي. كفرقة جديدة في الساحة، عبروا عن التزامهم بتحفيز الآخرين وتعزيز روح المجتمع داخل صناعة الموسيقى السعودية: "نبغى غيرنا كمان يتعلموا أشياء جديدة ذي ما احنا سونا. ما كان عندنا مدرسين. كان كلو من نفسنا. كان عندنا بعض بس. نقعد ونتشاور ونتكلم ونتعلم ".
بينما يضع مهرجان الجاز الدولي بالرياض المسرح لمستقبل الموسيقى في المملكة العربية السعودية، تظل تجربة قروشة شاهدة على قوة التعاون الثقافي والإمكانيات اللامحدودة لصناعة الموسيقى المتنامية في المملكة.