في ليلة ساحرة وفي تجربة تُعد الأولى من نوعها على مستوى العالم العربي، انطلقت أولى عروض أوبرا زرقاء اليمامة في المملكة العربية السعودية، وبالتحديد في العاصمة الرياض بمركز الملك فهد الثقافي بتنظيم من هيئة المسرح والفنون الأدائية التابعة لوزارة الثقافة.
بيلبورد عربية حضرت أولى أيام عروض الأوبرا السعودية الأولى والأكبر عربياً، لنوثّق لكم رحلة موسيقية ملهمة جسّدت إحدى القصص المتوارثة في جزيرة العرب، بعد تأليف الشاعر والكاتب صالح زمانان حيث بدء العرض بتسليط الضوء على بطلة القصة "زرقاء اليمامة" التي تتمتع بموهبة حدة البصيرة والتنبؤ بالمستقبل، وهي الموهبة التي استخدمتها في تحذير القوم من الأشرار ومواجهة الشدائد وقبل ذلك كله الدفاع عن العقل والحب، محاولة إنذار قبيلتها جديس من خطر غزو وشيك، متسلحةً ببصرها الحاد والذي عُرف بأنه يرى الراكب من على مسيرة 3 أيام وبمكانتها المرموقة في قبيلتها.
كان القالب الذي ضمّ القصة عبارة عن قالب موسيقي خلّاب، أبهر الحضور ببديع الطبقات الصوتية الأوبرالية التي قدمها المؤدين العرب ومنهم سوسن البهيتي وريماز عقبي وخيران الزهراني، والذين تشاركوا خشبة المسرح مع نخبة من الأسماء العالمية ومن أبرزهم: سارة كونولي و أليكساندر ستيفانوفسكي و أميليا وورزون و سيرينا فارنوكيا و باريد كاتالدو و جورج فون بيرغن. أما أوركسترا دريسدن فقد تفنن بقيادتها المايسترو بابلو جونزاليز، والتي عزز ألحانها أداء الكورال للجوقة الفيلهارمونية التشيكية.
وفي ختام العرض الأوبرالي الأخّاذ كانت هتافات الجمهور وتعالي أصوات التصفيق أكبر دليل على نجاح الأوبرا وأدق وصف لمدى اعجابهم بهذه التجربة الزاخرة بالمؤهلات الصوتية الأوبرالية المبهرة من المؤدين، والمفعمة بالحيوية من تنوع ألوان الأزياء على المؤدين والفنانين على خشبة المسرح، فضلاً عن التجسيد التمثيلي للقصة الثقافية الخالدة وما تتركه من مشاعر على نفوس مشاهديها، إلى جانب ذلك كانت التقنيات الإلكترونية حاضرة بالترجمة الفورية خلال العرض باللغة العربية واللغة الإنجليزية، وهو الأمر الذي جذب جماهير من جنسيات مختلفة من العالم الغربي.
الجدير بالذكر أن العمل الثقافي السعودي الاستثنائي جاء ليحتفي بعنصر بارز من عناصر التراث القصصي العربي الذي يعود لعصر ما قبل الإسلام، وتستمر فعالية أبرا زرقاء اليمامة حتى الرابع من مايو/ أيار 2024.
