في ليلة 29 مايو/ أيار 2024، وقفت هبة طوجي على مسرح الأولمبيا العريق في العاصمة الفرنسية باريس، لتحيي حفلًا تاريخيًا شهد العديد من المفاجآت الرائعة بمشاركة نخبة من النجوم العالميين مثل لارا فابيان وفلورنت باجني وإبراهيم معلوف وماتيو شديد وفرقة مدام-مسيو، إضافةً إلى فرقة Sankofa الإنجيلية المكونة من 30 عضوًا، والتي أضافت لمسة فريدة وساحرة للحفل؛ الذي أشرف على إخراجه أسامة الرحباني.
يستمد مسرح الأولمبيا خصوصيته من كونه أعرق وأقدم مسارح العاصمة الفرنسية الذي لا يزال نشطًا حتى اليوم. ويذكر أن السيدة أم كلثوم هي الأولى بين النجوم العرب التي اعتلت مسرح الأولمبيا في حفلتين متتاليتين في تشرين الثاني/ نوفمبر عام 1967. بعدها بسنوات قدم عبد الحليم حافظ إحدى أهم حفلاته على المسرح عينه في المراحل الأخيرة من حياته. أما ثالث حفلة لفنان عربي في الأولمبيا فكانت من نصيب فيروز عام 1979. عقب ذلك، تتالت الحفلات التي أحياها فنانون عرب في التسعينيات والألفينات لتشمل أبرز النجوم مثل وردة الجزائرية وماجدة الرومي وكاظم الساهر وراغب علامة والمزيد من الفنانين في السنوات الأخيرة.
لم يكن الحفل الذي أحيته هبة طوجي على مسرح الأولمبيا في باريس حفلًا عاديًا، بل كان لحظة عاطفية خاصة بالنسبة لها، تقول هبة طوجي: "كتير مشاعر مخلوطة. بهالليلة تحقق كتير أحلام لإلي.. الأولمبيا بشكل خاص كمسرح تاريخي، وكان في بالكواليس والجمهور كتير من الأشخاص اللي رافقوني من أول يوم بلشت بهالمجال؛ وجوه بعرفها وبحبها وبتعنيلي، لأشخاص دعموني وكانوا معي من أول يوم موجودين؛ جوزي ابراهيم كان عالمسرح معي، وأسامة، هالبارتنرشيب يلي صرلها 17 سنة، وكان في عيلتي، وكان في ابني عم يحضرني لأول مرة، وكل هالضيوف العالميين اللي بحبهن كتير، وقدامي جمهور كبير بحفلة سولد آوت، والناس واقفين عم يزقفوا والتفاعل رائع، كانوا حامليني عنجد بحبهن وبوجههن كل الحفلة.. كل هالمشاعر كنت عم جرّب قد ما فيي إني عيش كل لحظة وحس كل لحظة. على قد ما كنت مبسوطة، على قد ما كنت زعلانة إنو كل شي خلص! إنو كل هالشغل يلي اشتغلناه وحلمنا فيه بكل هالأشهر والسنين الطويلة، بلحظة خلص كل شي".
قدَّمت هبة طوجي خلال الحفل مجموعة من أشهر أغانيها، مثل "لا بداية ولا نهاية" و"من اللي بيختار" و"بغنيلك يا وطني"، بالإضافة إلى أغاني من ألبومها الأخير، مثل "بعد سنين" و"Que Sera Sera". كما أدَّت أيضًا ديوهات رائعة مع ضيوفها، من بينها أغنية "Pour Savoir D’ou Je Viens" مع فرقة مدام-مسيو، وأغنية "Les Cedres" مع Ycare. وكانت إحدى اللحظات المؤثرة في الحفل عودة فلورنت باجني إلى المسرح بعد غياب طويل، لتُشاركه هبة طوجي بغناء أغنيته الشهيرة "Savoir Aimer".
أما المفاجأة الكبرى فكانت عندما انضمت لارا فابيان إلى هبة طوجي على المسرح لأداء أغنية "Broken Vow"، وأغنية "Je T’Aime" بمشاركة إبراهيم معلوف وجوقة Sankofa أيضًا. لطالما كانت هبة من مُحبي لارا فابيان، وعندما كانت طفلة في الخامسة عشر من عمرها، التقطت صورة تذكارية تجمعها بلارا فابيان، التي أحيت حينها حفلًا في بيروت. على المسرح استعادت هبة طوجي تلك الذكرى، وأعطتها صبغة عاطفية أكثر ثقلًا، مع تقديم نسخة من الصورة التذكارية للارا فابيان. تقول هبة طوجي: "هيدي اللحظة كانت كتير مؤثرة، هيدي الصورة عندي ياها من لما كان عمري 15 سنة. تصورت مع لارا فابيان بحفلة إلها ببيروت سنة 2003، وهي أكيد من الأصوات اللي كتير سمعتهن وبعدني بسمعهن، هي ملهمة إلي، حضرتلها أكتر من حفلة، وهي ملهمة فعلًا. هالصورة عندي موجودة ومحافظة عليها. وبس صار إنو لبت الدعوة، وإجى هالنهار إنو حنلتقي عالمسرح ونغني مع بعض، حبيت إنو قدملها هدية تعبرلها عن حبي وإعجابي، فقدمتلها هالصورة.. أكيد بلا شك كانت لحظة كتير مؤثرة، ولإلي بشكل خاص بتعنيلي كتير".
تابعوا المقابلة الكاملة مع هبة طوجي على هامش حفلها في أولمبيا باريس في لافيديو أعلاه.