نشرت شركة آيس كريم الأسبوع الماضي إعلانًا جديدًا لأحد منتجاتها. تضمن هذا الإعلان مفاجأتين، تمثلت الأولى بأداء النجمة نانسي عجرم لأغنية، أما الثانية فهي أن الأغنية جاءت ككوفر لأغنية "أنا وانتا ولا حد تالتنا"، للموسيقار الراحل فريد الأطرش. كان فريد قد أدّى الأغنية العاطفية للمرة الاولى في فيلمه السينمائي الغنائي "الخروج من الجنة"، الذي اشترك في بطولته مع النجمة هند ستم، وهي من ألحانه ومن كلمات الشاعر الراحل مرسي جميل عزيز.
تمكّنت نانسي من تقديم هذا الكوفر، بحيوية ادائها الصوتي الذي تناسب مع روح الفيديو الخاص بالإعلان التجاري، وإن كانت لا تظهر في لافيديو ولا يضم صورتها، إلا أنه سرعان ما جذب الاهتمام. لكن جل هذا الاهتمام انتقل في الأيام التالية لصدوره ليتركز على الخلاف الذي تعالت أصداؤه مع اعتراضات عائلة النجم الراحل على استخدام الأغنية في الإعلان.
بالحديث عن إرث الموسيقار الراحل، فإنه يرتبط بوريثه الشرعي الوحيد، ابن أخيه فيصل فؤاد الأطرش، الذي سرعان ما قرر بعد معرفته بصدور الإعلان التجاري، التوجه إلى القضاء بدعوى قانونية لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، إذ أنَّ الإعلان المتاح بصوت نانسي عجرم يعقد المسؤولية الجنائية لتعدٍ على الحق الأدبي. كما أصدر بيانًا أعلن فيه أنه تفاجأ من استغلال الأغنية في إعلان تجاري دون إذن أو تصريح، حيث أعلن في بيانه: "لم يجرِ التواصل أو التفاوض معي، وحينما استفسرت من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية المنوط بها إعطاء حقوق الاستغلال للمصنفات الفنية المسجلة لديها، أخبروني بأنهم لم يعطوا تصريحاً للفنانة نانسي عجرم أو الشركة المعلنة؛ لذلك مارست حقي القانوني بالاتفاق مع الجمعية". وهو ما أكده الدكتور مدحت العدل، رئيس جمعية الملحنين والمؤلفين في مصر.
تبع هذا البيان العديد من التصريحات المتتابعة، ابتداءً بالجهة المنتجة لأغنية الإعلان، التي صرّحت أنها حصلت على حقوق استخدام الأغنية من وريث شاعر الأغنية الراحل مرسي عزيز جميل. تبعه تصريح لمحامي جمعية الملحنين في مصر حسام لطفي، محامي جمعية الملحنين في مصر، الذي أكّد أنّ الحصول على إذن من ورثة الشاعر ليس كافياً لاستغلالها في أي عمل آخر وكان لا بدّ من موافقة ورثة الملحن أيضاً بالاتفاق مع الجمعية، مؤكداً أنّ أزمتهم ليست مع نانسي، بل مع الشركة صاحبة الحملة.
يتشابه ما حصل مع العديد من الخلافات السابقة بين ورثة فنانين راحلين ومطربين أعادوا تقديم أغانيهم، خاصة في الفترة الأخيرة. ففي شهر رمضان الماضي، صدر إعلان لمنتجع سياحي أعاد تقديم نسخة بتوزيع جديد لأغنية "دقوا الشماسي" بتوزيع معاصر، وقامت بغنائه الفنانة الشابة ملك الحسيني. أثار الإعلان استياء ورثة العندليب، واعتبروه إساءةً لإرثه الفني، ليتقدّم محاميه بدعوى قضائية توقف على أثرها عرض الإعلان. كذلك، شهدنا في العام الماضي تفاقم الخلافات بين الملحن عمرو مصطفى وورثة كوكب الشرق أم كلثوم، بعد أن كان قد أعلن عن إطلاقه لمشروع يقدّم فيه صوتها بألحانه عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي. فيما سبقه بسنوات طويلة خلاف كارول سماحة مع ورثة الموسيقار محمد عبد الوهاب بعد تقديمها أغنية "وحشاني يا بلادي"، وسوء التفاهم بين أبناء السيدة فيروز والنجمة مايا دياب بعد غناء الأخيرة أغنية لفيروز في حفل لها، وإليسا بعد تقديمها لأغنية على المسرح للراحل عبد الحليم حافظ.
