اكتشفت الفنانة المغربية هند زيادي ملامح صوتها من خلال جلسات خاصة مع عائلتها وأصدقائها، فتشجعت على التقديم في برنامج المواهب إكس فاكتور، وغنّت أمام جمهور لأول مرة سنة ٢٠١٥. انطلقت بعدها في مسيرتها الفنية ودخلت عالم الأغنية المغربية، حيث انضمت إلى الموجة الجديدة من الفنانين الشباب الذين حملوا التجديد إلى البوب المغربي عبر الاستلهام من التراث الموسيقي، فتميزت موسيقاها بمزيج فريد من الأصوات التقليدية مع التقنيات الحديثة.
تحمل هند في رصيدها اليوم عشرات الأغاني المنفردة، التي قدمت فيها تعاونات عديدة مع مختلف الفنانين من كتاب وملحنين ومخرجين، واكبوا إطلاق صوتها الخاص. بعد تخرجها من برنامج المواهب، قدمت إصدارات أكسبتها شهرة محلية مثل أموري وسرقني، عرضت خلالها جماليات وتلاوين صوتها الحنون والدافئ.
تعاونت سنة ٢٠٢٠ مع زهير البهاوي الذي كتب ولحّن واحدة من أهم إصداراتها، والتي حققت ملايين المشاهدات بعنوان مجنونة. خصها زهير بلحن تقليدي للأغنية بينما وزعها ميد شريف وأضاف عليها عينات من الموسيقى الشعبية، وأعطاها روني برود بعدًا موسيقيًا جميلًا بصولو أورغ شعبي في آخر مقطع. جسد المخرج حسن الكورفتي هذه التوليفة بمشاهد صورها في قصبة الوداية التراثية في مدينة الرباط، وقدمت هند مشاهد عرس تقليدي صغير بأزياء ملوّنة.
تابعت هند زيادي إصدار أغنياتها التي نالت شهرة كبيرة مثل ضحكة حب وخسرتي وتعاونت مع ميد شريف مرة جديدة في زطم من كتابته وتلحينه، وقد أرفق اللحن بإيقاع طبلة شرقي لاحقته بصوتها المليء بالعرب الخفيفة والجذابة. حكت في هذا الإصدار قصة فتاة مغربية عادية تحاول إعالة نفسها، ونفذ الفكرة عبدالرحمن علمي في كليب مصور من تمثيلها، ناسب ثيمة التحدي والإصرار في الأغنية: "بغيتك تفهم ما غاديش نستسلم/ صافي حبس بهاد الصبر حتى لاين".
إلى جانب تعاملها مع زهير بهاوي في الكتابة والتلحين، قدما سويًا هذا العام الإصدار المميز فولو. حملت الأغنية إيقاعات أفريقية من تأليف زهير وبلال أفريكانو الذي قام بتوزيعها. صورت مشاهدها مع حركات راقصة تناسب كلماتها الحالمة والرومانسية. كما قدمت هند هذا العام أيضًا شارة مسلسل خو خواتاتو مع مهدي مزين، من كلمات محمد المغربي وألحان مهدي مزين، وتشارك الاثنان بتقديم مشاهد الأغنية مع الممثلين بطريقة فكاهية.
لطالما أشادت هند زيادي بالتراث المغربي، وظهر هذا جليًا في كلمات وألحان أحدث إصداراتها واجهني. ألفها ووزعها ميد شريف ومنحها إيقاعًا مغربيًا من ضربات ثابتة وراقصة، بينما أتت الكلمات واضحة وصريحة عبر أداء هند الحماسي. قدم الكليب مشاهد غنية بالنسيج الثقافي من إخراج حمزة اليملاحي، وتم تصويره في مدينة تطوان الشمالية، فيما ظهرت هند وهي ترتدي تكشيطة مغربية وتستعرض تفاصيل الحياة التقليدية.