بمناسبة عيد ميلاد عمرو دياب، نلقي نظرة على مجمل أرشيفه لنرصد بعض التفاصيل التي كان سباقًا في إدخالها إلى أغاني البوب العربية، والتي تثبت امتلاكه لرؤية موسيقية دقيقة وميله للتجريب والتجديد منذ بداياته.
الكورس
في أغنية أحضان الجبل من ألبوم الهضبة الأول يا طريق، نسمع صوت كورس نسائي لأول وآخر مرة في أغانيه؛ لأنه اختار في الألبوم الثاني، غنّي من قلبك، أن يعتمد على تكرار صوته الخاص في مقاطع الكورس، في سابقة بالأغنية العربية؛ وظلّ عمرو دياب مواظبًا على اعتماد الأسلوب ذاته حتى اليوم.
الأداء على المسرح
قبل عمرو دياب، كان المطربون العرب يقفون ثابتين على المسرح، بجوار ميكروفون ثابت أو يمسكون الميكروفون بيدهم، وتقتصر حركتهم على خطوات أو حركات بسيطة؛ فقد كان الاعتقاد السائد حينها أن الثبات يُساعد المُطرب على تنظيم نفسه والغناء بشكل أفضل. لكن عمرو دياب جاء ليغيّر المُعادلة، وقدم نفسه على المسرح بصورة مُغايرة تمامًا، بعروض حيوية يرقص فيها ويقفز ويركض، دون أن تؤثر الحركة على جودة الأداء.
الريمكسات
كان عمرو دياب أول من أعاد توزيع أغانيه ليُصدرها بنسخ متعددة. كانت البداية عام ١٩٩٠، حين قدمت شركة هوت ليبول الألمانية ثلاثة توزيعات مختلفة من هيته الأول ميّال، ليقوم بعد ذلك بثلاثة أعوام بتضمين توزيع جديد للأغنية في ألبومه ذكريات. وكرر الأمر عام ١٩٩٧، حين أصدر ألبوم ريمكسات لأغنية نور العين. لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، فصار عمرو دياب يختار أغنية من ألبوماته ليقدمها بنسختين، قد تكون نسخة موسيقية من دون كلمات، كما فعل بتملي معاك وخليني جنبك، أو يُقدم أغنية بتوزيعين مختلفين، عربي وغربي، كما في حبيبي ولا على بالو.
أغنية من كلمة واحدة
كان عمرو دياب أول من غنى أغنية كاملة تتألف كلماتها من جملة واحدة، أو حتى شبه جملة، نقصد هنا أغنية دانا، من ألبوم آيس كريم في جليم؛ التي لا يقول بها سوى: "يا دانا دانا يانا دانا"؛ ضمن تجربة جريئة في المشهد حينها، سبقت أغنية تميم يونس إنتي أي كلام بعقود.
إيقاعات وتوزيعات جديدة
بدأ عمرو دياب مسيرته في زمن كانت تنقلب فيه المقاييس، وساهم مع محمد مُنير وحميد الشاعري وغيرهم من نجوم المرحلة بتغيير شكل الأغنية العربية جذريًا. سمعنا في أغانيه العديد من الإيقاعات والتوزيعات الجديدة للمرة الأولى، ابتداءً من التصفيقات الثلاثية التي اعتمدها في ألبوماته في الثمانينيات، ومرورًا بالتوزيعات الغنية التي يستحضرها من ثقافات مُتعددة، فمثلًا كان لعمرو دياب الفضل بتعريب البوب اللاتيني، بأغنيتي ويلوموني ونور العين.