بدأ مشوار زهير البهاوي سنة ٢٠١٦ بعد فوزه بمسابقة حاتم عامور أكاديمي، وكانت الجائزة إطلاق أغنيته الأولى معرفتينيش. انطلق بعدها في رحلة تشكيل هويته الفنية كمؤلف أغاني ومغني بوب وراي، فساهم خلال هذه الرحلة بتجديد الأغنية المغربية في موجة البوب المتداخلة مع الشعبي والراي.
أظهرت أولى إصداراته عام ٢٠١٦ تسلا ليا الصولد موهبته ككاتب أغاني وملحن إلى جانب الغناء. أظهر أسلوبه تأثرًا بالشعبي والبوب إلى جانب صوته المشبع بتلاوين الراي حقق الإصدار ملايين المشاهدات وعرّفه على الجمهور المغربي. تعاون بعدها في هاستا لويغو مع إلياس تيو تيو وCHK سنة ٢٠١٧، وقد نال الإصدار شهرة واسعة في المنطقة بسبب لحنه الجذاب وكلماته المأخوذة من الدارجة المغربية.
تابع البهاوي تقديم إصدارات منفردة في ٢٠١٨ منها ديزولي وموشو غراسياس ولم يتجاوز عمره وقتها ٢٢ عامًا. اهتم بالكتابة والتلحين حتى ظهر تطوره في وقت سريع، وتجلى في دكابوطابل التي حققت نجاح كبير، وتعاون في توزيعها مع بلال أفريكانو الذي أضاف عليها إيقاعًا أفريقيًا بروح مغربية. صُورت مشاهد الكليب في مدينة طنجة في الشمال المغربي من إخراج حسن الكورفتي، الذي اشتغل مع زهير عبر السنين على تطوير هويته البصرية، خاصة وأن كليباته حملت دائمًا عناصر سردية من الحياة الاجتماعية، لتواكب كلمات زهير المستقاة من الثقافة الشعبية.
أطلق في عام ٢٠٢٠ أنا نجري والزمان يجري من كلمات وألحان محمد شريف المعروف بإسهاماته في مشهد البوب المغربي. غرق صوت زهير بالعرب المشبعة ليتنقّل من نغمة إلى أخرى على خفة اللحن الواقع بين البوب والراي. بدا صوت زهير في هذه الأغنية مصقولًا قوي الخامة، وأداؤه متكامل العناصر. أخرج الكليب محمد زكي وأدى فيه البهاوي دور عامل نظافة في مدينته تطوان، ليحكي بتفاؤل عن تجارب الحياة الصعبة.
شارك في بطولة المسلسل الاجتماعي المغربي سولو دموعي ٢٠٢١، بالإضافة في غناء شارة بدايته. أصدر في نفس العام ناري التي تابع فيها التجريب مع الكاتب والملحن صهيب طيب، وحملت ثيمة الحب والرومنسية. كما أنهى عامه في ديو حبك إنت مع كارمن سليمان، من كلمات محمد المغربي وألحان مهدي موزاين، وقد حملت تأثيرات مشرقية بصوت الكيبورد واعتماده على الإيقاع البلدي، وقد أظهرت قدرته على تقديم موضوعات وأنماط مختلفة.
عاد إلى الإيقاع الشعبي المغربي في كراشي، وتشارك في كتابتها وتلحينها مع لسان الحر ووزعها بلال أفريكانو الذي أعطاها روح البوب الشعبي الرائج في السنوات الأخيرة، فيما حملت ثيمة الحب والغيرة. أخرج مشاهدها حمزة اليملاحي المعروف باستلهامه من الثقافة والتقاليد المغربية في أعماله.
تابع زهير البهاوي استكشاف مواهبه المتعددة هذا العام في إصدارات منفردة مثل ليلي نهاري والعين بالعين، كما تعاون مع هندي زيادي أغنية في فولو التي حصدت ملايين المشاهدات بمجرد صدورها.
يمكننا أن نُعزى نجاح زهير بهاوي إلى قدرته على التواصل مع المستمعين من خلال صوته المليء بالحيوية ونهجه المبتكر في الموسيقى. وقد لعبت مساهمته دورًا في تشكيل مشهد البوب المعاصر في العالم العربي وفي المغرب تحديدًا.