مهما كثرت التحليلات والروايات والنقاشات عن عوامل وأسباب نجاح العمل الفني بعد صدوره ونجوميته، إلا أن للرواية دومًا جوانب وأبعاد أخرى نفهمها بعد إزاحة الستار عن كواليس صناعة هذا العمل. وفي مناسبات نادرة، نحظى بفرصة لسماع الحكاية الكاملة وتفاصيلها من صاحبها الأصلي الذي يقف خلف نجاحها بعد أن ساهم في بنائها منذ الحجر الأول.
في حالة إليسا، اختلفت هذه المقابلة عن المألوف في أسلوب اللقاءات مع نجوم البوب، إذ اخترنا أن نتجاوز صيغة السؤال والجواب المعتادة وأن نترك للنجمة تأمل مجمل ألبوماتها التي وصل عددها إلى 12 ألبومًا خلال 25 وعشرين عامًا، وأن تختار من أغنياتها ما ترغب هي في راويته عن اسلوب صناعة هذه الهيتات وعلاقتها بها كمغنية.
تبدأ إليسا الحديث مع الهيت الأولى من الألبوم الأول بدي دوب عام 1999. منذ تلك المرحلة، ظهر تركيز إليسا وحرصها على البحث والتنقيب عما يشبه شخصيتها وتطلعاتها ويحمل في الوقت اختلافًا عن المالوف، الأمر الذي استمر معها حتى اليوم.
- إليسا: "بتذكر وقتا مضيت مع أول شركة إنتاج كانوا عم يوجهوني صوب أغاني كومبليتلي مختلفة، يعني أغاني خليجية وأغاني باللهجة البيضا، وقلن لا مس أنا، لحديت ما سمعت بدي دوب قلتلن هيدا الشي اللي أنا بدي ياه.
أما فيما يلي إصدارات انطلاقتها التي وضعتها على سكة النجومية، بدأت إليسا بتثبيت خطواتها في الأغنية الرومانسية التي ناسب صوتها، كما أظهرت أغنية أحلى دنيا التي حملت اسم الألبوم الصادر عام 2004.
- إليسا: "أحلى دنيا كانت بمثابة الخط الرومانسي اللي العالم تعرفت علي من خلاله. يعني من خلال هالأغنية وبعدين النمط الموسيقي الرومانسي والعاطفي والكلاسيكي، بنفس الوقت خلّا العالم أو ما بعرف مين أطلق عليي لقب ملكة الرومانسية أو ملكة الإحساس."
رغم حرص إليسا في جميع ألبوماتها على الغناء باللهجة المصرية الأقرب إلى شرائح واسعة من الجمهور، إلا أن ذلك لم يمنعها من العودة إلى اللهجة اللبنانية في كل حين وتقديم أغنيات يحفظها العالم العربي بأكمله، كما في حالة بتمون التي كتبها ولحّنها مروان خوري.
- إليسا: "كانت أول أغنية بتعامل فيا مع مروان، وعملت حالة مش إنو بس بلبنان لأن الأغنية باللهجة اللبنانية، عملت حالة خصوصي بمصر. لأنو مصر ديما الفنان اللبناني صعب يوصل وشو بغني كمان هون بيتحدد إنو قديه بيتقبلوا أو لا" تتابع: "أول ما رحت ع مصر بعد ما نزلت الأغنية صاروا كلن يقلولي بتمون! شو يعني بتمون؟ لتعرفي إنو الموسيقى لغة بيفهموا كل العالم يعني لغة عالمية بصرف النظر عن اللهجة أو اللغة. هي لغة بحد ذاتا".
رغم اختلاف الفيديو كليبات التي قدّمتها إليسا منذ انطلاقتها عن السائد، والتي لا تتردد إليسا بوصفها بالجريئة، إلا أن الجرأة في المواضيع كان أمرًا أقلق إليسا وأخافها في بداياتها، إلى حين الوصول إلى اغنية من غير مناسبة الصادرة عام 2009.
- إليسا: " من غير مناسبة بتحكي عن العنف المنزلي. خفت. أخدت معي يمكن ست سبع اشهر لقررت غنيا. بعد هالأغنية انكسر معي حاجز إنو أنا بخاف موضوع جريء. من بعدا خلص ما بقا خاف اطرح ولا موضوع بالأغاني تبعي. زمن وقتا اكتشفت إنو فعلًا الفن رسالة".
أضاءت النجمة أيضًا على فكرة أن بعض الأغاني تحتاج إلى التسويق المناسب حتى يتم الإشارة إليها من بين العديد من أغنيات الألبوم الواحد، إلا أن أغنيات أخرى تجد طريقها بنفسها إلى المستمع دون أي مساعدة، الأمر الذي ينطبق على أغنية مكتوبة ليك التي جاءت ضمن ألبوم سهرنا يا ليل عام 2016.
- إليسا: "لتعرفي إذا أغنية حلوة مش بحاجة لكليب ومش بحاجة لتسويق. أغنية مكتوبة ليك بالألبوم طارت طارت بفتكر صارت شي 300 مليون بدون ولا كليب بدون وبلا دعم بدون ولا شي. خلص حبوها العالم ومشيت الأغنية." تتابع: "نحنا لما بدنا نسمي ألبوم، أنا أو التيم منختار أقرب أو أكتر وحدة نحنا حبيناها أو بتمثل حالة… كان فيا تكون اسم ألبوم وكان فيا تكون أغنية مصورة، وع كل حال ما عملنا ولا شي من ها وعملت اللي لازم تعملو."
تابعوا اللقاء الكامل مع إليسا في الفيديو أعلاه.