يعتبر عبد المجيد عبدالله من فناني السعودية المعروفين بغزارة إنتاجهم، إذ يملك في رصيده ٦٤ ألبومًا وعددًا كبيرًا من الأغاني المنفردة. لكن مسيرته الفنيّة لم تكن معبدة بالورود خاصةً وأن عائلته قابلت حلمه بدايةً بالرفض، كما واجه بعض العثرات في بدايته، ما أدى إلى تأخير انطلاقته الفعلية لعدة سنوات. يمكننا تقسيم هذه المسيرة إلى خمسة مراحل، قدم فيها عبدالمجيد إسهامات جادة على صعيد الأغنية الخليجية.
تعود القصة إلى عام ١٩٧٩ عندما سجل أول أربع أغاني، تعاون فيها مع الملحن سامي إحسان في القاهرة، لكنها طُرحت في شريط تحت إمضاء طلال مدّاح عن طريق الخطأ. مما أدى إلى تأجيل انطلاقته حتى سنة ١٩٨٤، عندما عاد إلى القاهرة مرة أخرى وسجّل ألبومه الرسمي الأول سيد أهلي، بالتعاون مع سامي إحسان الداعم الأول لمشروع عبدالمجيد، ومن أكبر المساهمين في أغانيه بالأعوام الأولى.
بدأ الفصل الثاني من حكاية عبد المجيد عام ١٩٨٩، عندما تعاون للمرة الأولى مع خالد الشيخ في ارجع بالسلامة. افتتحت هذه الأغنية سلسلة تعاونات بينهما انتشرت على نطاق واسع، ومنها أغنيات طائر الأشجان وساكن القلب وآن الأوان. كان للأخيرة دورٌ بتجاوز عبدالمجيد عبدالله حدود الشهرة المحلية، وانتقال صوته إلى جمهور أكبر في باقي بلدان الخليجية.
دخل عبدالمجيد عبدالله بمرحلة جديدة في منتصف التسعينيات، مع شركاء جدد أبرزهم المُلحن صلاح الشهري، الذي قدّم له مجموعة ألحان قوية تحولت إلى هيتات، ووسّعت نطاق شعبيته إلى كل الوطن العربي مثل رهيب ودندنة وحيل الله. كما أصدر في هذه الفترة أغنيته الأيقونية يا طيب القلب، التي كتبها سالم الخالدي ولحّنها ممدوح سيف، ولا يزال صداها يتردد حتى اليوم.
بدأت المرحلة الرابعة من مسيرة عبدالمجيد عبدالله مع ألبوم ليالينا سنة ٢٠٠٣. عمل في هذا الألبوم بأسلوب مختلف بعد أن فكّ شراكاته الطويلة، واعتمد على أسماء من الجيل الموسيقي الجديد. تعامل مع الثنائي طارق محمد والشاعر تركي، كما جمعت ألبوماته اللاحقة مجموعة من المواهب التي أثبتت نفسها في صناعة الأغنية الخليجية.
ابتعد عبد المجيد عبد الله عن الفن لخمسة أعوام بين ٢٠١٦ و٢٠٢١ بسبب مشكلة في الأذن الوسطى. أصدر بعدها ألبوم عالم موازي، وكتب به السطر الأخير من الفصل الرابع. انتقل بعدها إلى المرحلة الخامسة، التي قرر فيها مواكبة شكل الإنتاج الموسيقي العصري، الذي لم يعد شكل الألبومات الطويلة سائدًا فيه، فأصدر ألبوم مصغر بعنوان هلا بدفى روحي وعدد من الأغاني المنفردة.