"حلم" آمال مثلوثي من "مدرسة الروابي للبنات" إلى قوائم بيلبورد عربية

نستعرض أبرز المحطات من مسيرة مغنية الإندي آمال مثلوثي بالتزامن مع صعودها على قوائم بيلبورد عربية مع أغنيتها "حلم"
آمال مثلوثي (بيليف)
آمال مثلوثي (بيليف)
Change Font Size 20

سلَّط مسلسل "مدرسة الروابي للبنات" بموسمه الثاني الضوء على العديد من أغاني الإندي العربي، ليدفع الجمهور لاكتشاف جماليات الموسيقى العربية البديلة، من خلال استخدامها في سياق درامي مُثير يستكشف الأبعاد العاطفية والنفسية. ومن بين هذه الأغاني برزت "حلم" لآمال المثلوثي، وقد تم استخدامها في لحظة ذروة درامية، حين غنتها شخصية فرح، الشخصية الأكثر جاذبية وإشكالية، والتي تم تصويرها طوال المسلسل كشخصية هامشية قبل أن تنتزع ثوب البطولة في الحلقة الأخيرة. عبر أغنية "حلم" عكست فرح أفكارها ومشاعرها التي كانت دائمًا ما تداريها خلف ابتسامتها الرقيقة، التي تتعمد بها تجاهل كل ما تعيه من انطباعات سلبية وآراء تستخف بمشاعرها. تلقّف الجمهور حساسية الأغنية التي صدرت عام 2020، ليعيدوا اكتشافها وتُصبح بين الأغاني الأكثر استماعًا في الأسبوع الأخير، وتدخل قائمة بيلبورد عربية هوت 100 وتحتل المركز 96 فيها.

في أغنية "حلم" ترسم آمال مثلوثي حالة شعورية خاصة بصوتها الأثيري، الذي يبدو شديد الجاذبية ويُعطي إحساسًا بالخدر، ولا تصاحبه سوى النغمات الإلكترونية المحيطية وجيتار البايس. بعناصرها البسيطة تدفع "حلم" المستمعين للشرود والغوص في الأفكار العميقة، لنسترجع معها الأمنيات والأحلام. تعتمد "حلم" على مقطعين شعريين، الأول تُغنيه بلهجتها التونسية، وتتداعى فيه الخيالات المبنية على حلم تتمناه: "لو كنت نغمض عينيا وتأخدني الأحلام من إيديا/ ونعلي ونحلق في سما جديدة وننسى الوجايع". في المقطع التالي تتخذ الأغنية منحىً تصاعديًا، وتتحول اللغة من اللهجة التونسية إلى الفصحى، مع الصحوة من الحلم والاصطدام بالواقع: "دنيا ترى فيها ملامح ناس قوسها الظلم والبؤس والقهر/ من واقعٍ عاسرٍ يعبث بكل ما نبنيه/ دنيا علت فيها أسواء طغيان سحق فيهنا أحلامًا أحلام/ وعم الظلم والأنانية في كل القلوب".

دفعت أغنية "حلم" الجمهور لاستكشاف المزيد من أغاني آمال المثلوثي التي قدمتها عبر رحلتها الطويلة والمُثيرة، لتدخل في قائمة بيلبورد 100 فنان للمرة الأولى، وتحجز فيها المركز 87. لقد أثارت آمال المثلوثي اهتمام الجمهور في بداية العقد الماضي، حين قدّمت أغنية "كلمتي حرة" سنة 2011 لتتحول إلى نشيد للثورة التونسية بالتزامن مع انطلاقتها. أعادت إنتاجها في ألبوم حمل اسمها سنة 2012، ليكون أول ألبوماتها المُستقلة، بعد أن خاضت في العقد الأول من الألفية العديد من التجارب الموسيقية، ما بين مشاركتها بتأسيس فرقة هيفي ميتال وما بين الأغاني السياسية المُنفردة التي قدمتها، والتي مُنعت حينها في تونس، لتُهاجر بعدها إلى فرنسا وتستقر في العاصمة باريس. حققت أغنية "كلمتي حرة" شهرة عالمية، خصوصًا بعد أن تم اختيار آمال المثلوثي لتُؤديها في حفل تقديم جائزة نوبل للسلام في أوسلو في العام 2015.

بعد "كلمتي حرة" خاضت آمال المثلوثي العديد من التجارب المُثيرة، لتُصدر ألبوم "إنسان" سنة 2017، وتُصدر نسخة عنه في العام التالي، وتستكشف فيه جماليات الموسيقى الإلكترونية. تعاونت في هذا الألبوم مع المنتج فالجير سيغرسون، الذي سبق وأن أنتج العديد من أغاني بيورك، التي بدت آمال المثلوثي متأثرة بها في العديد من إصداراتها اللاحقة. وفي سنة 2019 قدمت آمال المثلوثي أول ألبوم لها باللغة الإنكليزية، وهو ألبوم "Everywhere We Looked Was Burning" الذي استلهمت فيه كلماتها من أشعار تي إس إليوت وجون أشبوري.

لكن المحطة الأهم في مسيرة آمال المثلوثي ككل، كانت مع ألبوم "يوميات تونس" الذي أصدرته سنة 2020، والذي انقسم إلى جزئين: "الليل" و"النهار"، وتضمن أغاني باللغتين العربية والإنكليزية. رسمت فيه آمال المثلوثي أفضل ملامح تجربتها الموسيقية، مع أغاني مثل "حلم" و"ظالم" و"ما لقيت"، بالإضافة للكوفرات المُثيرة التي قدمتها ضمن الألبوم لأغاني ديفيد بوي وليونارد كوهين وجيف باكلي.

من الجدير بالذكر كذلك أن آمال المثلوثي قدَّمت في مطلع العام الحالي أغنية منفردة جديدة تداخلت فيها اللغتان العربية والإنكليزية، وحملت اسم "Lose My Mind". تعاونت فيها آمال لأول مرة مع الرابر العراقية الشابة نايومي، في تقاطع أول لتجربتها في موسيقى الإندي مع جنرا الراب.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع