نعت نقابة المهن الموسيقية وفاة الموسيقار حلمي بكر عن عمر يناهز 86 عامًا بعد صراع مع المرض، فقد أجبرته المشاكل الصحية على إمضاء مُعظم وقته في المستشفى، وقد دخل عند بداية هذا العام 2024 إلى العناية المُركزة.
ترك حلمي بكر وراءه إرثًا فنيًا كبيرًا، إذ وضع خلال مسيرته ما يُقارب 1500 لحن، وتعاون مع أبرز نجوم الطرب في مصر والعالم العربي. ارتبطت شهرته بالسنوات الأخيرة بآرائه النقدية الموسيقية المحافظة، فقد اعتبر نفسه الوصي على الأغنية خلال ترأسه لجان استماع نقابة الموسيقيين لمدة 40 سنة. كما عُرف بظهوره المتكرر على شاشات التلفزيون بتصريحات تنتقد مُعظم الموجات الجديدة التي تلت عصر الزمن الجميل.
درس حلمي بكر في المعهد العالي للموسيقى ولكنه ظلّ لسنوات بعيدًا عن الأضواء حيث خاض تجربة تدريس الموسيقى أولًا. يعود الفضل لوردة الجزائرية باكتشافه عندما حضرت حفلًا غنائيًا أقامته القوات المسلحة أثناء خدمته العسكرية، فأعجبت بألحانه وقدمته إلى مدير الإذاعة المصرية وقتها محمد حسن الشجاعي. لحن بعدها أول أغنية بمسيرته "كل عام وأنتم بخير" غناء عبد اللطيف التلباني، وتوالت بعدها أغانيه مع الإذاعة المصرية، جاءت أبرزها أغنية "لا يا عيوني" التي غناها ماهر العطار وكانت سبب شهرته.
قدَّم حلمي بكر خلال رحلته الطويلة ألحانه لعدد كبير من نجوم الطرب، تعاون مع عبدالحليم حافظ في أغنية "ليلة قمر" ومع وردة في أغاني مثل "ماخترناش" و"على عيني". كما أعطى ألحانه لعدد من نجمات العصر الجميل مثل نجاة الصغيرة وليلى مراد، وصاغ لحن أغنية "عاللي جرى" التي غنتها عليّا التونسية، وبقي لحنها خالدًا فقُدمت منها نسخ متعددة مع نجوم الأجيال اللاحقة. صارت فيما بعد تعاوناته أكثر انتقائية فقد قدم ألحانه لأبناء الجيل الأصغر شرط أن تراعي أصواتهم وخياراتهم بعض المعايير الطربية. تعامل مع أصالة بعدد كبير من أغانيها، مثل "اغضب" و"ولا تصدق" و"ما بحبش حد إلا إنت"، بالإضافة إلى تعاونه مع محمد الحلو في أغنية "هو ده وقته".
خاض حلمي بكر عدد من التجارب المُثيرة للاهتمام منها تجربته مع فؤاد المهندس، حيث تعاون معه في عدد من الأعمال الدرامية ولحن مجموعة أغاني لبعض الأعمال الكلاسيكية التي لم تحظَ بشعبية كبيرة مثل مسرحية "سيدتي الجميلة"، بالإضافة إلى أفلام "المليونير المزيف" و"أنت اللي قتلت بابايا" و"ربع دستة أشرار". بنى خلال هذه التجربة علاقة وثيقة بين موسيقاه والأعمال الدرامية، قبل أن يخوض التجربة الأكثر تأثيرًا في مسيرته على المستوى الشعبي بتقديم الفوازير الرمضانية، بدأت بـ"ثلاثي فيروز للفوازير" وقدم بعدها ألحانه لأشهر برامج الفوازير مع نيللي وشريهان في "صورة وفزورة" و"عروستي" وغيرها.
