بدأت بلقيس مشوارها الفني صغيرةً، لنعيش معها مراحل تشكل هويتها الفنية الخاصة وتطورها. نستعرض فيما يلي أبرز اختياراتها الغنائية وتعاوناتها، التي تعكس كيف أرادت الفنانة الشابة أن تقدم نفسها في كل مرحلة من حياتها، حتى وصلت إلى هذه المرحلة من النضج بعد ما يقارب عشرين عامًا في الوسط الفني.
يا هوى
في بداياتها اقترنت بلقيس فنيًا بوالدها الملحن والمغني أحمد فتحي، حيث أعادت إصدار العديد من أغانيه مثل حبيبي تعالى ويا هزلي، وظلت حبيسة ظل أبيها إلى أن قدمت أغنية يا هوى، الهيت الأول، الذي صدّر بلقيس كنجمة في سماء الأغنية الخليجية، وبدأت معها تتضح معالم هويتها الفنية المُستقلة.
دي جي
كسرت بلقيس الرصانة التي أسرت الأغنية الخليجية النسائية في العديد من تجاربها، فقدمت أغاني غير نمطية مبنية على إيقاعات مُعقدة مُثيرة للرقص وتٌناسب السهرات والاحتفالات، مثل مجنون ودي جي؛ التي سجلت حضورًا دائمًا مُنذ إصدارها في حلبات الرقص الخليجي. تميزت هذه الأغاني أيضًا بكليباتها العصرية الشبابية، التي استوعبت وعاصرت تأثيرات التطورات التقنية التي عاصرتها، كفلاتر السناب شات.
التاج
بالمُقابل، كانت بلقيس تعثر على صورتها المتوازنة من خلال تقديم أغاني لها أبعاد درامية وتُعالج قضايا اجتماعية، لعل التاج هي أبرز الأغاني التي تنتمي لهذه الفئة، فالكليب الذي صور أروقة المحاكم التي تحتضن قضايا الطلاق، عزز الطابع الدرامي للأغنية.
ممكن
شملت رحلة بلقيس العديد من الدويتوهات مع نجوم مُختلفين بالجنرات والأسلوب، واستطاعت أن تُجاري كل شركائها وأن تتناغم معهم وتُضيف بصمتها إلى جانبهم؛ فقدمت أغنية هيب هوب مُثيرة مع كوين جي في حالة جديدة، واقتربت من مساحة كاظم الساهر الطربية في أهل العشق، وقدمت نسخة أكثر رومانسية بتعاونها مع رامي صبري. لكن الدويتو الأكثر إثارة بين الجميع هو ممكن، الذي تعاونت فيه مع سيف نبيل، وتمكن فيه الثنائي من استعراض مساحات صوتية واسعة، وإيجاد نقطة توازن وتناغم في طبقات الصوت العالية والمنخفضة.
تعالى تشوف + صابرة
جرّبت بلقيس الغناء بلهجات عربية مختلفة، فأثبتت قدرتها على فهم الثقافات الصوتية للمناطق المختلفة جغرافيًا وثقافيًا. قدمت جبّار باللهجة اللبنانية وقدمت باللهجة المصرية أغاني بوب مميزة مثل دبلوماسي، ولكن بين تجاربها باللهجات المُختلفة فإن الغناء باللهجة المغربية هو الأكثر إثارة، فقدمت فيه تعالى تشوف وصابرة. يصعب المُفاضلة بين الأغنيتين، فكلتاهما غنيتان بالتفاصيل المُشربة بالبيئة.
انتهى
أصبحت تجارب بلقيس أكثر نضجًا في الأعوام الأخيرة، فصهرت في أغانيها نغمات مستوردة من ثقافات مُتعددة لتُقدم موضوعات أكثر صلة بالبيئة وتُلائم تطور ذائقة المرأة الخليجية موسيقيًا وفكريًا. أغنية انتهى هي واحدة من الأفضل بلا شك، ولا يمكن الحديث عن الأغنية دون استذكار النسخة التي أدتها في حفل إكسبو دبي رفقة أليشيا كيز.
ألف روح
الأغنية الذاتية التي أصدرتها بلقيس مؤخرًا للرد على الانتقادات والهمسات التي لاحقتها في بداية مسيرتها، والتي توقعت لها أن تكون ظاهرة فنية عابرة ستنتهي سريعًا، هي واحدة من أفضل الأغاني التي أصدرتها بلقيس على الإطلاق بكل تفاصيلها، وهي إثبات إضافي على عمق تجربة بلقيس واختلافها وأصالتها. لحّن الأغنية غي مانوكيان، فيما كتبها لها أحمد حسن راؤول لتعكس تفاصيل تجربتها: "مهما بقع بقوم.. قوية/ ولو وسط الهموم.. بمية/ أنا مش هبقا يوم.. ضحية/ ووعد الحر دين".