حقق السيلاوي مشاهدات كبيرة فيما قدّمه على حساباته على مواقع التواصل الإجتماعي منذ بداياته، ويعتبر من أكثر نجوم الجيل الجديد إثارةً للجدل. انقسم جمهوره بين معجبين أحبوا ارتباط تجاربه الفنية مع مكاشفات حياته الشخصية العاطفية، وبين مستمعين لم يؤيدوا اختلافه عن الأسلوب الموسيقي السائد. قد يصعب أن نحصر تجربة السيلاوي في خانة معينة، لكن نستطيع رصد إسهاماتها المنوّعة في المشهد الأردني.
بدأ السيلاوي رحلته بكتابة وأداء الراب، بعد أن شاع التجريب في الجنرا عند المراهقين من جيل الألفية، واستخدموها لتفريغ مشاعرهم أو لتحقيق رغبتهم بالانضمام إلى مشهد الهيب هوب متصاعد الشعبية على امتداد العالم العربي. لم تكن تجربة السيلاوي في الراب مبشّرة حسب معايير جمهور الهيب هوب العالية، ولم تصب كلماته عميقًا لديهم. لكنه أظهر تميزًا على صعيد الكتابة في واحدة من أولى تجاربه الموجودة على يوتيوب ملاكي. قدّم فيها كلمات عاطفية مدعمة بصور شعرية، وكشف عن عذوبة صوته في اللازمة الهادئة.
أدرك السيلاوي نقاط قوته في وقت مبكر وقام بالتركيز عليها، حيث بدأ بتغيير ملامح مشروعه الفني وأصدر ليلي مع نهاية عام ٢٠٢٢. اعتمد في هذه الأغنية على بيت بسيط وكلمات شاعرية دافئة، بينما حمل صوته نبرة عاطفية صادقة، كان لها دور كبير بتوسيع دائرة جمهوره خاصةً عند فئة المراهقين، التي تعيش حكايات حُب مشابهة.
تعتبر عشانك المحطة الأبرز في مسيرة السيلاوي، إذ قدّم فيها صوتًا مختلفًا تمامًا عن تجاربه الأولى، حيث استبدل النغمات الإلكترونية بصوت البيانو، وعزز ثيمة الشاعرية بعدها في إصداراته اللاحقة. عكست لازمة الأغنية التطور السريع لتجربته، وإن كانت بعض التعابير بالفصحى قد عكرت صفاء التلقائية التي ميّزت أسلوبه، إلا أنه استطاع أن يظهر هويته الصوتية الفريدة خلالها.
بدت تجارب السيلاوي أكثر إثارةً بعد عشانك، جرّب أصوات ونغمات مختلفة في كل إصدار وتنقل بين ألوان متعددة. اقترب في إصدار شايف طيفك من أسلوب الروك، بعد أن أضاف صوت البيانو إلى نغمات الجيتار الكهربائي، وقد سيطر هذا الأسلوب لوقت طويل على مشهد الموسيقى البديلة في الأردن. كما حرر الروك من قوالبه المألوفة في لما تكوني، واعتمد على صوت النغمات اللاتينية في الجيتار والإيقاع. أتبعها هذا العام أيضًا بإصداري قربي علي وياما.
ميّز أسلوب السلاوي تحرره وعفويته في الخيارات الموسيقية، بالإضافة إلى الحالة العاطفية المرتبطة بتجاربه الشخصية والتي تعكس براءة تجارب المراهقة. تتجلى أهمية هذه التجربة بكونها تطورًا عفويًا، جاء بعد مرحلة سيطرة الموسيقى البديلة في المشهد الأردني، وقد أثرت هذه المرحلة على إصدارات الجيل الجديد مثل السيلاوي وغيره، لتقع في المنطقة الرمادية بين البوب والموسيقى البديلة.