لم ينتظر الجمهور العربي الحكم الذي قضت به محكمة جنايات باريس في 24 فبراير/ شباط من العام 2023 بإدانة سعد المجرد بتهمة ضرب واغتصاب فتاة فرنسية، حتى ينقسم إلى قسمين، إذ بدأ هذا الانقسام وتضارب الآراء منذ خرجت أولى الادعاءات حول الموضوع إلى العلن قبل أكثر من ست سنوات. رأى القسم الأول أن نجومية الفنان الشاب وشهرته لا تمنع القضاء والعدالة من أن تأخذ مجراها إن ثبت أنه متهم، أما القسم الثاني فطعن في مصداقية الادعاءات الموجهة إليه وشكك في أهلية القضاء الفرنسي الذي سيكون محازًا ولا بد ضد الفنان المغربي لصالح مواطنته.
ورغم أن لمجرد كان قد حصل على إطلاق سراح مشروط في باريس بعدما استأنف حكم السجن الصادر بحقه وتمكن من متابعة نشاطه الفنية، إلا أن الحكم وجدال السنوات الطويلة، ترك أثره ولا بد على مسيرة سعد المجرد. وإن كانت إصداراته قد تتابعت بمثابرة قبل وبعد الحكم وكأن شيئًا لم يكن، واستمرت بتحقيق أرقام تفوق كل التوقعات كما في ديو "من أول دقيقة" مع إليسا و"قلي متى" التي تحضر في قائمة بيلبورد عربية كل أسبوع بفعل شعبيتها الكبيرة على منصات الاجتماع، فإن مجابهة المجرد مع الجمهور تتجدد بعد كل إعلان عن حفل فني له في المنطقة، وإن كانت ردود الفعل تختلف من بلد لآخر.
بالرغم من أن سعد المجرد يعتبر من أكثر الفنانين استماعًا في العالم العربي بحسب قوائم بيلبورد عربية التي ترصد نسب الاستماع على المنصات، إلّا أن شرائح عديدة من الجمهور في بلدان مختلفة طالبت كذلك بإلغاء حفلاته في مناسبات عدة في الفترات الماضية ومن بينها مصر التي أطلقت كذلك في العام 2022 هاشتاغ #مش-عايزين-سعد-لمجرد-في-مصر وسط احتجاجات واسعة. كما شهدت العراق تظاهرات عنيفة انتهت بإلغاء حفله في بغداد وإن كانت قد ارتبطت حينها بدوافع دينية بحتة، إلا أن العديد من الدعوات النسوية وحركات دعم المرأة كانت قد دعت إلى الإلغاء بمجرد إعلانه.
أما مؤخرًا، فقد تم الإعلان أولًا عن مشاركته خلال عيد الفطر القادم بحفل في دبي في 12 أبريل / نيسان، ليمر الإعلان بهدوء. فيما عادت أصوات الاعتراضات والرفض له لتتعالى بعد الإعلان عن حفله في لبنان في اليوم التالي في 13 أبريل / نيسان. أصبح الحفل محط تركيز الكثيرين على مواقع التواصل الاجتماعي وأعادنا إلى أحداث سابقة في عام 2022، عندما انطلقت للمرة الأولى حملة طالب فيها العديد من اللبنانين إلغاء حفلته التي كان من المقرر أن يقيمها بمناسبة رأس السنة في بداية عام 2023، وذلك بوسم #لبنان_لا_يرحب_بسعد_لمجرد. إلا أن الحفل حينها تم بالفعل رغم الاحتجاجات التي وصلت إلى خروج تظاهرة ضده. وهذا الأسبوع، تجدّد استخدام الوسم ذاته، وعادت صور اليافطات القديمة لتظهر من جديد.
من جانب آخر، كان لشريحة من جمهوره في لبنان رأي آخر وعبّر العديد منهم عن حماسهم لحضور هذا الحفل عبر منصات التواصل الاجتماعي، مطلقين الهاشتاغ المضاد #لبنان_ترحب_بسعد_لمجرد. ومن الجدير بالذكر أن الجهات الرسمية والمنظمة لم تنشر أي أخبار بخصوص إلغاء هذا الحفل لحد الآن ومن المتوقع أن يمرَّ بهدوء رغم الاحتجاجات الإلكترونية.
