أطلقت شركة روتانا ألبومًا جديدًا بعنوان "فيصليات"، يضم أربع أغنيات جديدة كتبها الشاعر الأمير فيصل بن تركي بن ناصر، وقدمها أربعة من أبرز نجوم الأغنية الخليجية، بمن فيهم أصالة نصري وماجد المهندس وأميمة طالب وراشد الفارس.
يأتي الألبوم استمرارًا لمسيرة الأمير فيصل بن تركي في الشعر الغنائي وترسيخًا لها، إذ سبق وأن تعاون مع ماجد المهندس في أغنية "خد عيوني"، ومع أصالة في "بعض الأحيان"، ومع أميمة طالب في "ضعت منك"، وأما راشد الفارس فيعتبر هذا التعاون الأول بينه وبين الأمير فيصل بن تركي. جميع أغاني الألبوم من ألحان أحمد الهرمي، بينما تم التعاون مع أربعة من أبرز الموزعين الموسيقيين، ليُقدم كل منهم أغنية واحدة.
الأغنية الأولى في الألبوم "يا مالي عيني" بصوت ماجد المهندس، وهي من توزيع زيد نديم. تنطلق الأغنية من نظرة عاشق يرى الحبيب كعالم كامل يغنيه عن كل ما حوله، فالوجود يكتسب معناه بوجود الحبيب: " يا مالي عيني عن العالم ومغنيها/ من قبل لا أقول تفهمني وتقراني/ معاك الأشياء تتغير معانيها/ معاك كل شي له لون وطعم ثاني".
https://youtube.com/embed/MLvduCo9jK4
الأغنية الثانية في الألبوم، "مانيب ناسي"، تأتي بصوت أميمة طالب، وبتوزيعات عصام الشرائطي. تحكي الأغنية عن أسلوب يتم اللجوء إليه لتجاوز العلاقة، بالتظاهر بأنها لم تعد تعني شيء، لعل التظاهر بالأمر يؤدي إلى الاقتناع به وتبنيه. لكن محاولة النسيان لا يبدو أنها تنجح أبدًا، وتمثيل القوة لا يرمم جراح القلب الذي لا يزال أسير الذكرى: " أقول أنا ناسيك ومانيب ناسي/ جايز أصدق كذبتي فيوم وأنساك/ أمثل إنِّي ما أبالي وقاسي/ يمكن أعيش الدور عن جد وأسلاك". تعكس أميمة بصوتها الانكسار والتناقض الداخلي بين الإنكار والاعتراف، ولحن أحمد الهرمي بتقطيعاته الكثيرة والقصيرة يعزز الإحساس بوجود مسافة بين ما يُقال وما بين الإحساس الداخلي.
الأغنية الثالثة "لو حصل" بصوت أصالة، وهي من توزيع عمر الصباغ. بصيغة شرطية تفترض الأسوأ، تتناول الأغنية علاقة عاطفية متينة لا تكسرها الخلافات والانفعالات، حيث يظل الحب صامدًا مهما حصل ويكتسب قوته من الماضي والذكريات.
صوت أصالة ينقل الارتباك العاطفي بين العتاب والحنين ويُسرّب بعض الشك بما تقوله، والتوزيعات الدافئًة والاعتماد على رقة الوتريات يعطي إحساسًا بالطمأنينة، لتكتسب الأغنية جمالها من كتلة التناقضات التي تتداخل بتركيبتها.
أما الأغنية الرابعة والأخيرة، "أهلين بالفرقا"، تأتي بصوت راشد الفارس، ومن توزيع سيروس. تدور الأغنية حول فكرة التعايش مع فكرة الفقد بوجه يبدو صلبًا من الخارج، لكنه قد يكون مشروخًا من الداخل، وذلك ما يوحي به لحن أحمد الهرمي وأداء راشد الفارس. العنوان بحد ذاته يحمل سخرية حزينة، كأن المتكلم يحاول أن يُخضع الفراق لشروطه، لا أن يُهزم به: "كأنك تبيها فراق أهلين بالفرقا/ لا تحسب أبد إني على فرقاك ما أقدر/ أرجوك لا تغير رأيك وتبقى/ مع السلامة وحظ أسعد وأوفر".