يختار فؤاد عبد الواحد بداية صادمة لألبومه الجديد، مع أغنية قلة أدب، التي يُردد في بدايتها العنوان بأسلوب مباشر يلفت الانتباه ويفتح الباب أمام التساؤلات عن سبب هذه البداية الساخطة. بدأ بعدها تدفق الكلمات التي كتبها سعود بن محمد عبد الله الفيصل بمصاحبة لحن عزوف وتوزيعات عصام الشرايطي الإيقاعية الجذّابة، لتبرر النبرة الانفعالية في سياق علاقة حب وصلت لطريق شبه مسدود لا يتفق بها الطرفان حول أخلاقيات التواصل.
كان فؤاد عبد الواحد قد أصدر ألبومه الجديد الذي يحمل اسمه والعام 2024 في بداية شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي من إنتاج شركة روتانا، ليكسر معه سلسلة من الإصدارات المنفردة التي كان آخرها أغنية يشهد الله، ويقدّم ألبومه الأول منذ إصداره ألبوم فؤاد عبد الواحد 2020. يتكوّن الألبوم الجديد من 12 أغنية لحّنها جميعها عزوف، بينما تعاون فؤاد عبد الواحد مع ثمانية كُتاب مختلفين لكتابة كلمات الأغاني، أبرزهم سعود بن محمد عبد الله الفيصل الذي كتب ثلاث أغانٍ ومساعد الرشيدي ومحمد الغرير. تعاون أيضًا مع خمسة موزعين، كان لعصام الشرايطي نصيب الأسد بتوزيع أربع أغانٍ، يليه عمر الصبّاغ ومشاري أبو جواد، فكل منهما وزّع ثلاث أغانٍ.
تتكرر ثنائية سعود وعزوف في الأغنية الثانية، حبيبي، التي وزعها عمر الصباغ، والتي تنقلنا سريعًا إلى عالم شاعري مختلف يرسمه فؤاد عبد الواحد بصوته العذب، قبل أن تدخل الموسيقى تدريجيًا وتُعزز المشاعر الرقيقة. تتصاعد الإثارة في الأغنية الثالثة، ضاق الغمام، التي شغلت المركز 12 هذا الأسبوع على قائمة بيلبورد عربية هوت 100. كتب كلمات ضاق الغمام مساعد الرشيدي ولحّنها عزوف ووزعها مشاري أبو جواد، وتتميز باعتمادها على بنية شعرية كلاسيكية تستلهم مفرداتها من التراث والثقافة الشعبية: "برّدت كبدي من قراح المشاريب/ دوبي رويت من الشهاليل دوبي/ خلّيت للحاقد طْشَاش وحثاريب/ يتوب ولّا قلعته لا يتوبي". يحضر هذا العنصر أيضًا في أغنية أبري لله، التي تنقل بموسيقاها الفولكلورية أجواء الصحراء العربية وجماليات شعرها.
تبرز بين أغاني الألبوم أيضًا أغنية كل أحبك، التي كتبت كلماتها ومض ووزعها عصام الشرايطي، ففيها يتمكن فؤاد عبد الواحد من تقديم لوحة موسيقية رومانسية مصحوبةً ببيت إلكترو رشيق يستوعب الإيقاعات الخليجية التقليدية. تزيد كلماتها التي يُدافع فيها عن حبه وصدق مشاعره من جمالية الأغنية التي وصلت هذا الأسبوع إلى المركز السابع على قائمة هوت 100، وتبلغ الأغنية ذروة جمالها حين تتلاشى مُعظم النغمات الموسيقية في المقطع الأول ويبرز صوت فؤاد عبد وهو يغني منفردًا: "كل أحبك قلتهالك/ لا حشا ما هي تسلي/ ما اتسلى بك وقلبي/ زاد في حبك مقرّه/ كيف أنا فيك أتسلّى/ وأنت وجهك قبلةً لي/ والحكي منك يداوي/ كل ضيق وكل حرّه".
وينتهي الألبوم كما بدأ، ليعود إلى أغنية فيها جرعة عالية من التقريع، حملت اسم أنا الكذاب، من كلمات إبراهيم الزيلعي وتوزيع عصام الشرايطي. قد لا تكون أنا الكذاب بذات جرأة الأغنية الافتتاحية قلة أدب، ولكنها تنسجم معها، وتختلف عن المود العاطفي الذي نُعايشه مع ما تبقى من أغاني في وسط الألبوم. من الجدير بالذكر أن فؤاد عبد الواحد دخل قائمة بيلبورد عربية 100 فنان بعد صدور ألبومه الجديد، واحتل فيها المركز 22، بينما توزّعت العديد من أغنيات الألبوم في مراتب مختلفة على قائمة هوت 100.
