ظهرت المادة الأصلية للمرة الأولى على موقع Billboard العالمي بقلم نولان فيني. لمشاهد المقابلة الكاملة توجهوا إلى قناة Billboard على يوتيوب.
بدت ليسا حائرة عندما سمعت السؤال، ورفعت حاجبيها قليلًا زامّة شفتيها بإحكام وحدّقت بنظرات شاردة من خلال غرتها البنية المسرّحة بعناية وترتيب. كانت تحاول إيجاد الإجابة المناسبة عن سؤال قد يبدو لمعظم الناس بسيطًا، بل وأقرب لحديث عادي، لكنه بالنسبة لها فقد كان أشبه بلغز في غاية التعقيد: "أين تعيشين؟"
أجابت ليسا مازحة وهي تضحك: "الحقيقة أنني لا أستطيع إخبارك بمكان إقامتي حاليًا." فكونها فنانة في فرقة بلاك بينك الشهيرة والتي تضمّ أربعة أعضاء، لطالما اعتبرت مدينة سيول موطنها. أمّا الآن، أصبحت متواجدة في كل المدن والبلاد، فهي تتواجد أحيانًا في لوس أنجلوس، حيث تجري مقابلتها هذه معنا، وتقضي في هذه المدينة كثيرًا من الوقت لتسجيل أغانيها الجديدة، كما وتقيم أحيانًا في موطنها الأصلي تايلاند، حيث صوّرت الموسم الثالث المرتقب من مسلسل "The White Lotus" على شبكة HBO. وتسافر كذلك إلى باريس للتواجد في الصفوف الأمامية لأهمّ عروض الأزياء والموضة، خاصّة بعد اختيارها لتصبح السفيرة الجديدة لدار لوي فيتون. كانت ليسا ترتدي سترة رياضية من ماركة Keith وبنطال جينز بقصّة واسعة من ماركة Celine، وأخبرتنا وهي تشرب عصير البرتقال في منطقة خاصة داخل صالة بولو المصمّمة للمشاهير والموجودة في فندق بيفرلي هيلز: "لقد فقدت الإحساس بتوقيت الأماكن المختلفة التي أزورها بسبب كثرة سفري."
ليسا البالغة 27 عامًا من العمر والمعروفة أيضًا باسم لاليسا مانوبال، دائمًا ما تكون مشغولة بسبب جدول أعمالها المزدحم، لكن في المرات القليلة التي يكون لديها وقت فراغ، فإنها تحب زيارة متاجر بوب مارت العالمية للألعاب، ولا سيما أنها تعشق شخصياتها المعروفة بلطافتها التي لا تقاوم. تذكر ضاحكةً زيارتها في نفس اليوم لثلاثة فروع مختلفة في باريس لإيجاد إحدى الشخصيات النادرة، ثم أضافت مازحة أن المساحة التي تحتلها مجموعتها الضخمة في منزلها تفوق مساحة الأثاث، وأضافت قائلة: "لم يعد هناك مكانًا للمشي!". كما أنها تعشق تجربة أشهى الأطباق والمطاعم التايلاندية الموجودة في كل المدن والبلدان التي تزورها. وأشارت في حديثها إلى أن الجميع في لوس أنجلوس نصحها بتجربة أنجك أو جتلادا، وهما من أشهر مطاعم المدينة، لكنها تقول: "لم أستطع التلذّذ بنفس الطعم والنكهات الأصلية، فالطعم مختلف ولا شيء يشبه مذاق الأطباق التي اعتدت تناولها في بلدي." ومع ذلك فهي تفضل روين بير.
تقول ليسا مبتسمة: "عادة ما أقرر الذهاب إليه فجأة دون أي ترتيب مسبق، كما لا أضع أي مكياج، فقط أذهب كما أنا"، ثم تسحب شعرها ليغطي وجهها قليلًا وتضيف: "نادرًا ما يلاحظني أحدهم." وعندما يتعرف عليها الناس في الأماكن العامة، فغالبًا ما يحافظون على هدوئهم، في أمريكا على الأقل. ثم قلّدت معجبيها بطريقة مرحة: "عادة ما يقتربون مني ويقولون: فقط أريد أن أسلّم عليكِ وأخبرك كم أحب موسيقاك وأغانيكِ!، ثم يذهبون سريعًا." وإن لم يفعلوا؟ وهنا أشارت برأسها نحو الرجل الضخم الموشوم بالقرب منها، والذي أدركت أنه حارسها الشخصي، وقالت: "حسنًا، هذا الرجل دائمًا ما يكون برفقتي!".
أهلًا بكم في حياة الشهرة المثيرة والمليئة بالرحلات والسفر والطيران لإحدى أكثر نجوم البوب تألقًا وشهرة في العالم. في أغنيتها السريعة والجريئة "روك ستار"، تغني ليسا الاختصارات الخاصة بالمطارات بسهولة لا مثيل لها في مقطع الأغنية "Been MIA, BKK so pretty!!"، كما تستعرض براعتها في التحدّث بلغات عدّة في المقطع "'Lisa, can you teach me Japanese? ' I said, 'Hai, hai!"، ولم تنسَ ذكر شراكاتها مع دور الأزياء في المقطع "Tight dress, LV sent it!" كل ذلك بعفوية كبيرة وأسلوب غير متصنع أو متكلف. إنها بالفعل نجمة لا مثيل لها ولديها رصيد رائع من الأغاني ذات الإيقاع القوي والحماسي والمستوحاة من تجاربها الشخصية والتحديات التي تعيشها، كما تعكس أيضًا النمط السريع والمثير لحياتها. ومع انطلاقها في مسيرتها المستقلة بعد انفصالها عن فرقة الفتيات التي كانت السبب في شهرتها، وجدت ليسا في سعيها لخلق هويتها الإعلامية وفنها الخاص بها بعيدًا عن الفرقة التي بدأت منها متعة لم تشعر بها من قبل. وقالت: "كنت في البداية خائفة ومتوترة لأنني لم أعتد على القيام بشيء خاص بي." ثم خفضت صوتها وكأنها تهمس بسر: "لكن الحقيقة هي أنني مستمتعة جدًا الآن." وتضيف بابتسامة: "إن الصدى الإيجابي الذي حققته أغنياتي وحب الجمهور لما أقدمه إلى جانب دعمهم الكبير كان علاجًا لكل التوتر والضغط الذي كنت أشعر به. وهنا وفي هذه المرحلة، شعرت أنني حققت الإنجازات التي لطالما حلمت بها!".
من المؤكد أن النجاح في فرقة بوب لا يضمن بالضرورة نجاحك كفنان مستقل، لكن الحقيقة هي أن بلاك بينك ليست فرقة عادية، حيث تأسّست لتغزو الساحة الموسيقية العالمية من خلال اختيار أعضاء من جنسيات مختلفة، وأغانٍ بكلمات جذابة، وإنتاج فيديوهات موسيقية تخطف الأنفاس. منذ انطلاقتها في 2016، تخطت أغاني الفرقة حاجز الأربعين مليار استماع عالميًا على المنصات المختلفة (وفقًا لإحصائيات Luminate)، وصنّفت 9 من أغانيها ضمن قائمة Billboard Hot 100، كما أحيت العديد من الحفلات على أضخم مسارح العالم وأهمها. كذلك، فإن بلاك بينك هي أول فرقة فتيات كورية تقيم حفلًا على مسرح كوتشيلا في عام 2019، وأول فرقة كورية تتصدر المهرجان في 2023. ومع نهاية جولة Born Pink العالمية التي أُقيمت خلال الفترة من عام 2022 إلى 2023، وسميت بنفس اسم أول ألبوم للفرقة يحتل المركز الأول في قائمة بيلبورد 200، سجّلت الفرقة نجاحًا خياليًا بعد أن بيعت جميع تذاكر حفلاتها التي نُظّمت لتقام في ملاعب ضخمة في الولايات المتحدة، وانضمت بذلك إلى فرق الكي بوب القليلة التي استطاعت تحقيق هذا الإنجاز.
وبفضل نجاحاتها منقطعة النظير، ساهمت بلاك بينك وغيرها من الفرق الأخرى، مثل فرقة بي-تي-إس في كسر الحواجز التي تعيق انتشار موسيقى الكي بوب في الساحة الفنية الأمريكية، وذلك من خلال مشاركاتها المتكررة في برامج الصباح والمساء الأمريكية، وإصدارها العديد من الأغاني باللغة الإنجليزية، وتعاونها مع أشهر وأهم صنّاع الموسيقى في البلاد. أتيحت هذه الفرص وغيرها بفضل الشراكة المهمة بين شركة الإنتاج الكورية الراعية للفرقة YG Entertainment والشركة الأمريكية Interscope Records.
رغم أن كل عضوة من بلاك بينك تتمتع بسحرها وموهبتها الفنية الخاصة، فجيني مثلًا عُرفت بثقتها وهدوئها، ولدى روزي أسلوب وذكاء متميز في كتابة أروع الأغاني، ولا ننسى حس الفكاهة الراقي والأناقة لجيسو، إلا أن ليسا تبرز كقوة وركيزة أساسية لا يمكن تجاهل أهميتها ومساهمتها في نجاح الفرقة. أسلوبها في الراب المفعم بالطاقة والجرأة مكّنها من إضافة نكهة خاصة وجعل منها رمزًا لعولمة ثقافة الهيب هوب. لاقت أغنيتها الفردية "Money" نجاحًا كبيرًا بمجرد إصدارها في 2021 بالتعاون مع شركة YG، إذ استخدم فيها إيقاع قوي يناسب نمط الموسيقى التي تعرض عادة على محطة Hot 97، ووصلت الأغنية إلى المركز 36 على قائمة Hot R&B، وأصبحت بذلك أول فنانة كي بوب تصل أغنيتها إلى المراتب الأربعين الأولى في القائمة. لمعت ليسا بموهبتها إلى جانب ميغان ذي ستاليون وأوزونا في التعاون الذي جمعهم مع دي جي سنيك في أغنية "SG" ذلك العام. وبعد تسجيلها لأغانيها الفردية، اكتشفت ليسا أنها تستطيع التنقل بسهولة بين مختلف الأنماط الموسيقية وأن هذه القدرة هي ورقتها الرابحة للنجاح في المجال، وقالت بخجل وهي تلعب بخصلة من شعرها: "أشعر وكأنني... أبدع في كل شيء؟" ثم أضافت بابتسامة: "فلمَ لا أخوض التجارب الجديدة؟".
في الماضي، حقق نجوم الكي بوب شهرتهم كفنانين منفردين إما من خلال الانطلاق بمسيرتهم المهنية بشكل مستقل دون الاعتماد على شركات الإنتاج التي كانت تدير فرقهم مثل مغنية الراب سي إل من فرقة تو ني ون التابعة لشركة واي جاي. أو من خلال الشركات التي تدير فرقهم، كما في حالة أعضاء بي-تي-إس الذين اختاروا وكالة Hype، وهي نفس الشركة التي تدير أعمال الفرقة، وذلك لتوكيلها بمهام إدارة أعمالهم المنفردة، خاصة وأنها قد وقّعت شراكة عالمية مع مجموعة يونيفرسال الموسيقية. لكن بالنسبة لليسا، فقد قرّرت اعتماد نموذج مختلف تمامًا من خلال إطلاق علامتها التجارية وشركتها الخاصة لإدارة أعمال المشاهير LLOUD، وشراكتها مع تسجيلات RCA التي ستمكّنها من امتلاك حقوق أغانيها الأصلية.
ذكر جون فليكنشتاين، المدير التنفيذي لشركة RCA: "كان واضحًا تمامًا أن ليسا تسعى لتصبح واحدة من ألمع نجوم البوب في العالم، ونحن مستعدون لمنحها كامل الدعم الذي تحتاجه لحفر اسمها في الساحة الفنية". إن الشركات الخاصة بفن الـ كي-بوب تقدّم في العادة باقة شاملة من الخدمات التي تجمع بين مهام الإدارة والتسجيل والوكالة، وغيرها. " تمارس هذه الشركات أعمالها باتباع خطة محددة تغطي جميع جوانب عملية الإنتاج الفني، بدءًا من اختيار الفنانين والأغاني، وصولًا إلى أنشطة الترويج والمشاركة في كافة التفاصيل المتعلقة بمسار الفنان. وخلال سنوات تواجدها في السوق، وضعت نظامًا محددًا لأعمالها واعتمدته بشكل دائم، مما جعله مألوفًا لدى الجمهور". وأضاف: "وبطبيعة الحال، فإن اعتماد الفنان لنظام أو نموذج أعمال مغاير هو أمر نادر وليس شائع".
ليسا ليست الفنانة الوحيدة في الفرقة التي تحاول سلك طريق مختلف لمواصلة مسيرتها المهنية، فجميع زميلاتها باشرن أيضًا بمشاريعهن الفنية الخاصة، فجيني أصدرت أغنيتها المستوحاة من الأجواء الصيفية "Mantra" في شهر أكتوبر/ تشرين الأول عبر شركة تسجيلات كولومبيا وشركتها الخاصة. أما روزي، فستطلق ألبومها الأول في شهر ديسمبر/ كانون الأول عبر تسجيلات آتلانتيك ريكوردز، وقد حققت أولى أغنية لها "APT" بالتعاون مع المغني برونو مارس المركز الثامن في قائمة HOT 100، وهو أعلى مركز تحققه أغنية لفنانة كي بوب منفردة. أما جيسو فدخلت مجال التمثيل في المسلسلات والأفلام الكورية كما كشفت عن شركتها الخاصة في شهر فبراير/ شباط. ومن الطبيعي أن تشعر عضوات الفرقة بأنهن انتقلن إلى ساحة تنافسية جديدة تمامًا، ولا سيما أن مسيرتهن انطلقت من عالم الكي بوب المعروف بنظامه الصارم الذي يقيد حرية الفنانين في اتخاذ قرارات مستقلة ويسمح لشركات الإنتاج بالتحكم بمسيرتهم الفنية، مما يتسبب بضغوطات كبيرة نتيجة التوقعات العالية المفروضة عليهم.
وبينما تضع ليسا اللمسات الأخيرة على ألبومها الفردي الأول لإصداره في وقت قياسي قبل عودة بلاك بينك المخطط لها في 2025، يكمن السؤال هنا: هل ستصبح ليسا فنانة عالمية بعد أن نجحت باكتساب لقب ملكة الكي بوب بجدارة؟ من المؤكد أنها مستعدة للتحدي. فرغم أنها الرئيسة التنفيذية لشركتها الخاصة، لكنها تحرج من هذا اللقب. وقالت بابتسامة: "لا أريد مناداتي بذلك... نادوني بالقائدة — نادوني القائدة ليسا!"
في سبتمبر/ أيلول 2023، عندما أنهت فرقة بلاك بينك جولتها العالمية "Born Pink" التي استمرت عامًا كاملًا وتضمنت 66 حفلة، فإن النوم لم يكن من أولويات ليسا. تقول: "كنت مرهقة جدًا، لكن لا أعلم لماذا أشعر بالذنب عندما لا أعمل، ولماذا أشعر دومًا أنه عليّ إنجاز أمر ما، إنه إحساس غريب. وكأن جسدي يرسل لي إشارات: "بيب! بيب! بيب! لا تعتادي الراحة كثيرًا!".
كانت ليسا تفكر كثيرًا في مستقبلها. فقد احتفلت بلاك بينك في ذلك الصيف بذكرى تأسيسها السابعة، وهي محطة مهمة بالنسبة لفرق الكي بوب التي غالبًا ما تكون ملتزمة بعقد مدته سبع سنوات. حتى أن جمهور الكي بوب يتحدثون دومًا عن "لعنة السنوات السبع" لوصف توجّه الفرق الموسيقية للانفصال بعد هذه المدة. وعلى مدار سنوات، كانت فرقة بلاك بينك تتقدم في مسيرتها الفنية وفقًا لخطة واضحة. لكن اليوم، وبينما تفكر العضوات في تجديد العقود، فقد أصبحن مضطرات لاتخاذ قرارات مصيرية بشأن مستقبل مجهول، وما يطمحن إليه من إنجازات سواءً كفرقة أو كأفراد. تقول ليسا: "من المؤكد بأننا نود مواصلة مسيرة فرقتنا وتحقيق المزيد من النجاحات، ففرقة بلاك بينك هي جزء من حياتنا، ونحن لم نكتفِ بعد ونريد إضافة المزيد من الإنجازات لتاريخنا كفرقة. لكن في الوقت نفسه، فنحن نرغب أيضًا في القيام بأعمالنا الخاصة كفنانات منفردات والازدهار بمسيراتنا الفنية المستقلة."
ولذلك، توصلت العضوات إلى اتفاق غير معتاد: فقد جددن عقودهن مع شركة YG Entirtanment للأعمال الجماعية فقط، وأصبحن حرات في إدارة مشاريعهن الفردية، مع استثناء روزي التي اختارت الانضمام إلى شركة The Black Label المرتبطة جزئيًا بشركة YG، لإدارة مسيرتها الفردية. وبالنسبة إلى ليسا، حان الوقت لرسم مسارها الفني الخاص، وأصبحت بحاجة إلى فريق خاص بها لتتمكّن من تحقيق هذا الحلم.
كانت آليس كانغ أول من تواصلت ليسا معه! توطدت علاقة كانغ مع ليسا خلال فترة عملها ضمن فريق إدارة فرع YG في لوس أنجلوس والتي امتدت لخمس سنوات، حيث كانت مسؤولة عن مجموعة من المهام المختلفة في مجالات التسويق والبضائع وعلاقات الشركة، وغيرها. كان جووجونغ "الملقب بجي جي" جو، رئيس العمليات في YG بأمريكا الشمالية لعدة سنوات، قد عيّن كانغ لتكون الشخص المسؤول عن التواصل مع ليسا وتنظيم الأمور المتعلقة بها وتنسيقها مع بقية الأعضاء. يقول جو: "كلتاهما تمتازان بشخصية مرحة ومرنة، وهذا ما جعلهما فريقًا قويًا ومتفاهمًا". وفي نهاية عام 2023 وبعد قضاء وقت طويل بعيدًا عن منزلها بسبب جولات بلاك بينك، قررت كانغ ترك وظيفتها للاستراحة والتخطيط لخطوتها التالية في مسيرتها المهنية. تقول كانغ ضاحكة: "كنت أقول لنفسي، اقتربت العطل والأعياد، ونهاية السنة... وأخيرًا سأقضي وقتًا مع العائلة!" ثم أضافت: "ثم ظهرت ليسا لتقول، "مرحبًا!" وتغير جميع خططي".
عرضت ليسا على كانغ فكرة إنشاء مشروعها الخاص الذي سيُعرف لاحقًا باسم LLOUD. مستذكرة تلك اللحظة، أخبرتنا كانغ التي تتولى اليوم مسؤولية إدارة الأعمال والعلاقات الدولية في الشركة: "كان لديها رغبة كبيرة في ترك بصمتها في سوق الموسيقى الأمريكي." ورغم أن LLOUD تذكّرنا بشركات أخرى متعددة المجالات أسسها فنانون مثل شركة Barcode Entertainment الخاصة ببيونسيه، إلا أن ليسا لا تخطط للتعاقد مع فنانين آخرين، ولا تسعى إلى بناء إمبراطورية كما فعلت ريانا. تقول ليسا في هذا السياق: "أشعر وكأن LLOUD هي مساحتي الآمنة التي أحصل في على الدعم للارتقاء بمسيرتي الفنية." وأضافت: "لم أكن أفكر سوى بالإنجازات التي أريد تحقيقها هذا العام فقط، فأنا أركز على ما سأفعله كل عام على حدة بدلًا من وضع خطة على المدى البعيد. ولذلك قرّرت هذا العام التركيز على إطلاق أعمال موسيقية جديدة تنال إعجاب الجمهور."
وبينما كانت ليسا وكانغ تخططان للخطوات القادمة التي سيتخذانها لتحويل فكرة مشروعهما إلى حقيقة، قررتا التواصل مع جو الذي كان قد ترك YG أيضًا، للتعامل معه كمستشار. يدير جو حاليًا شركة استشارات للعلامات التجارية اسمها A Brands، بالإضافة إلى شركة لتقديم خدمات الإدارة والاستشارات للفنانين تحت اسم The Colors Artists Group. وتجدر الإشارة إلى أن جزءًا كبيرًا من مهام جو في YG كانت مرتكزة على إقامة العلاقات والشبكات المهنية داخل الولايات المتحدة، ولهذا فقد استطاع مساعدة ليسا في تشكيل فريقها الخاص وتنظيم اجتماعات لها مع كبرى شركات الإنتاج.
لقد انسجمت ليسا مع فريق RCA منذ اللحظة الأولى. وقالت مبتسمة: "بمجرد خروجي من الاجتماع وجلوسي في السيارة، قلت لآليس، "أعتقد أنني أحببتهم!". كان شعورها هذا مجرد إحساس لا أكثر، لكن ما أعجبها فعلًا هو مدى اهتمامهم بتفاصيلها؛ فقد علموا أن لديها خمس قطط وقدموا لها سلة هدايا مليئة بملصقات وألعاب مستوحاة من القطط. تعلّق كانغ: "لقد حرصوا على جعل اللقاء شخصيًا وركّزوا خلاله على اهتمامات ليسا وأعمالها بشكلٍ مميز"، كما عرضوا كذلك خططًا مدروسة للطريقة التي سيتمّ اتباعها لدعمها وجعلها نجمة أكبر مما هي عليه الآن."
كانت الفكرة الرئيسية التي ركّزوا عليها في عرضهم: دعم أنشطة LLOUD وتعزيز جوانب القوة لدى ليسا. يقول فليكنشتاين: "لعالم الكي بوب قوانين وقواعد واضحة من حيث توقعات الجمهور والأعمال التي يقدمها الفنانون، وبالنسبة لليسا، فإن قرارها للعمل معنا كان مدروسًا بالنظر إلى شبكة علاقاتنا وما نملكه من موارد". ويشير على سبيل المثال إلى أن البث الإذاعي التقليدي هو أحد المجالات التي يفرض تحديًا أمام فناني الكي بوب. ويضيف قائلًا: "إن لديها رؤية واضحة حول الاتجاه الذي ستسير فيه وما ترغب في تحقيقه، ودورنا يكمن في مساعدتها في تحديد التفاصيل والطرق الواجب اتباعها لتحقيق أهدافها والنهوض بمسيرتها الفنية".
كذلك، قامت RCA بترتيب بعض اللقاءات المهمة، ومنها تعريفها على المصمم الشهير شون بانكهد، الذي عمل سابقًا مع نورماني وتيت ماكراي، وتعاون لاحقًا مع ليسا في فيديوهاتها وعروضها الحيّة، بما يشمل عرضها الاستثنائي الذي قدّمته في حفل جوائز إم تي في في شهر سبتمبر/ أيلول. بانكهد يصف ليسا بأنها "روبوت" نظرًا لقدرتها على تعلّم الرقصات بسرعة كبيرة، مشيرًا إلى أنها أتقنت معظم الحركات في رقصة "Rockstar" خلال تواجدها في بانكوك قبل التصوير بيوم واحد فقط. يقول بانكهد: "موهبتها فريدة من نوعها ولم يسبق أن رأيت مثلها سابقًا، هي بالفعل فنانة قوية ومتفانية".
بالنسبة إلى ليسا، فإن قيادتها لهذا الفصل من مسيرتها الفنية جعلتها تعيش تجربة جديدة اكتسبت خلالها أفكارًا جديدة تمامًا. لكن، هل إدارتك لعملك الخاص يعني أنك تستمتعين بشؤون الشركة وأعمالها "المثيرة"، مثل إعداد الميزانيات وتقارير النفقات؟ تضحك وتقول: "طبعًا، كل شيء مثير الآن لأن كل شيء جديد تمامًا. أحيانًا أقول لنفسي: يا إلهي... هل يجب أن أقوم بهذا أيضًا؟ حسنًا، لنقم به إذًا!"
وتتابع قائلة: "الآن أصبحت أعرف تكاليف كل شيء. فخلال عملي مع YG، كان الآخرون يتولون هذه الأمور، لذا لم أكن على علم بالتفاصيل المتعلقة بالمصاريف الخاصة بمقاطع الفيديو أو جلسات التصوير أو الفنادق. أما الآن فقد فأصبح لدي فكرة نوعًا ما، وأصبحت أفكر: حسنًا، لا داعي لتذاكر الدرجة الأولى بعد الآن"، تضحك وهي تتظاهر بالتدقيق في جدول مالي. فبحسب ما يقوله جو: "إن أسوأ مدير هو المدير الذي لا يتخذ القرارات، لكنها تستطيع اتخاذ القرارات، وهذا رائع بالفعل".
تصف ليسا LLOUD بأنها "شركة عائلية" بالمقارنة مع شركة ضخمة مثل YG، فهي شركة ناشئة تضم حاليًا أقل من 10 موظفين وتفتقر كذلك إلى هيكل تنظيمي لتحديد المسؤوليات والمهام الخاصة بمختلف الأقسام بشكل واضح. وفي حديثه عن أكبر التحديات التي تواجه LLOUD، يقول جو: "لقد كنا مشغولين للغاية لدرجة أنه لم يتسنَّ لنا الوقت لتوظيف المزيد من الأشخاص". إن الفريق يعمل على تطوير الشركة دون خطة جاهزة تمامًا، الأمر أشبه بتصميم السيارة أثناء قيادتها. كما يضيف: "نحن نصور فيديو موسيقي ونناقش في نفس الوقت تفاصيل الفيديو الموسيقي التالي، في المكان ذاته! دائمًا ما نكون منشغلين بالتخطيط للخطوة القادمة قبل الانتهاء من الخطوة الحالية."
لكن في الوقت الحالي على الأقل، فإن هذا بالضبط هو الأسلوب الذي تحبّه ليسا. تقول: "هذه الأيام، عندما أذهب إلى مطعم لتناول العشاء مع آليس وفريقي، فإن كل حديثنا يكون عن العمل فقط. وحتى لو حاولنا مثلًا تجنب ذلك وقررنا الاحتفال فقط في هذا العشاء، فنحن نعود لمناقشة الموضوعات ذاتها، لا يوجد خط فاصل". وتضيف ليسا: "هناك الكثير من الأمور التي تحدث، لذا عندما أفكر في شيء ما وتخطر لي فكرة معينة، يجب أن أقولها فورًا وإلا سأنساها تمامًا." تتوقف قليلًا، ثم تتابع: "نعم، أدرك أن عليّ إيجاد حل لهذه المشكلة."
يرتبط نجاح ليسا ارتباطًا وثيقًا باسمها، فقد وُلدت باسم برانبريا مانوبال، وشاركت في تجارب الأداء للانضمام إلى شركة YG عندما كانت في الثلاثة عشر من عمرها. ولكن عندما لم تتلقَ ردًا، أخذتها والدتها إلى عرافة نصحتها بتغيير اسمها لجلب الحظ، وهي عادة شائعة في الثقافة التايلاندية. وخلال حديثنا في 2021 عن أغانيها المنفردة مع شركة YG، أخبرتني ليسا: "كنا نحلم بالحصول على هذه الفرصة". وتضيف أنه في الأسبوع الذي غيّرت فيه اسمها إلى لاليسا ومعناه "الشخص الذي يتلقى المديح"، وصلتها دعوة من YG للتدريب في سيول.
تشتهر برامج التدريب في مجال الكي بوب بأنها أكثر صرامة من أي برامج أخرى لتطوير مواهب الفنانين، فهي تتضمن متطلبات وشروط صعبة للغاية. فالنجوم الذين لديهم أحلام كبيرة ويتمّ اختيارهم من خلال المشاركة بتجارب الأداء عالمية المستوى وهم في سن المراهقة، يقضون سنوات في تعلم الموسيقى والرقص ويتنافسون للحصول على مكان في إحدى الفرق الموسيقية. إنها بيئة مرهقة ومليئة بالضغوط مع ساعات عمل طويلة، وأيام راحة قليلة، وتقييمات متكررة، وتهديد دائم بالاستبعاد إذا لم يحقق المتدربون الأداء المطلوب. وبالنسبة لليسا فقد كانت تعاني أيضًا في بداياتها من مشكلة اللغة التي كانت تمثل حاجزًا يمنعها من التواصل بسهولة مع الآخرين أثناء فترة تدريبها حيث كانت تتحدث القليل من الإنجليزية لكنها لم تكن تعرف أي كلمة باللغة الكورية. تقول: "كانوا يريدون مني التركيز أكثر على تعلم الكورية، لذا طلبوا من جميع الفتيات الأخريات في التدريب الامتناع عن الحديث باللغة الإنجليزية معي." ورغم هذه الصعوبات، قرّرت ليسا مواصلة رحلتها وعدم الاستسلام فهذه كانت طريقها الوحيدة لصعود سلم الشهرة. تقول: "أشعر أنني ولدت لأكون على المسرح." وقد أكدت زميلاتها في الفرقة على مستوى اجتهادها، إذ قالت جيني في مقابلتها مع مجلة Billboard في 2019: "كانت ليسا تحصل دائمًا على درجات ممتازة في كل شيء."
وخلال مسيرتها الفنية المستقلة، أصبحت أولوية لِيسا اليوم هي التطوير من نفسها كفنانة منفردة بأعمالها الخاصة. وواحدة من أولى الأمور التي قام بها جو في الخريف الماضي كانت مساعدتها في ترتيب جلسات التسجيل. وقال جو مشيرًا إلى تيدي بارك الذي تولّى كتابة وإنتاج معظم أغاني فرقة بلاك بينك: "كانت ليسا تعمل مع منتج واحد فقط في السابق، لذلك نصحتها بتجربة العمل مع منتج آخر لاستكشاف خياراتها ومعرفة ما إذا كان هناك منتج آخر يمكنها التعاون والعمل معه بانسجام."
على عكس العديد من أعضاء الفرق الموسيقية، لم تشعر ليسا بأن تواجدها في فرقة بلاك بينك كان تقيدًا لموهبتها، بل على العكس، فقد كانت تحظى دائمًا بالدعم من زميلاتها في الفرقة والمنتجين وخاصة تيدي بارك، الذي شجعهن على المشاركة في إحياء الموسيقى الخاصة بهن. ورغم بدئها في كتابة بعض أغانيها الجديدة، غير أنها لا تسعى لحصد الألقاب أو الإشادات من أجل إثبات قدرتها على تحقيق النجاحات لمجرد إظهارها للآخرين. وقالت: "لست من الناس الذين يقولون، حسنًا، سأجلس الآن وأكتب الأغنية كاملة" فهي تترك المجال للتعاون مع الآخرين، ورغم ذلك، لا يمكن لأحد إنكار دورها المميز في الفرقة والذي أدته بكل إخلاص. وأضافت: "أنا مغنية راب في بلاك بينك ولطالما التزمت بهذا النمط من الغناء، لكن هذه فرصتي لأظهر للعالم جميع مهاراتي وموهبتي الفنية كاملة."
بإيقاعها القوي وتأثيراتها المستوحاة من أسلوب فرقة Tame Impala، فإن أغنية "Rockstar" أصبحت تعد نقطة التحوّل في مسيرتها وذلك بمزجها بين الموسيقى التي اعتاد الجمهور سماعها في أعمالها مع فرقة بلاك بينك وبين هويتها في المرحلة الجديدة التي تخوضها كفنانة مستقلة. ويقول فليكنشتاين: "منذ البداية، كنا ندرك أننا نريد تقديم أعمال تنال استحسان قاعدة جمهورها الحالية". وبالنسبة للأغاني الفردية التي أصدرتها ليسا بعد ذلك، فقد منحتها حرية ومساحة أكبر لاستكشاف وتجربة أنماط وأساليب صوتية جديدة. فأغنية "New Woman" التي تعاونت فيها مع الفنانة الإسبانية روزاليا وتضمنت كلمات باللغتين الإنجليزية والإسبانية، فتتميز بتبديل مثير وسريع للإيقاع كما ساهم فيها كل من ماكس مارتن وتوفي لو، اللذان يعدّان من أشهر صناع الأغاني في السويد ولهما دور كبير في النجاح العالمي للعديد من الأغاني. أما أغنية "Monlit Floor"، فتتميز بنغمة موسيقية ساحرة وجزء منها مستوحى من أغنية "نهسس ةث" لفرقة "سيكسبينس نون ذا ريتشر"، كما أن إيقاعها مشابه لأغاني الديسكو الحديثة، مثل "Espresso" لسابرينا كاربتنر و"Say So" لدوجا كات.
تقول ليسا: "أشعر الآن أنني أتمتع بمزيد من الحرية للإبداع وتقديم كل جديد والتحلي بجرأة أكبر". وهذه الجرأة تشمل العديد من الجوانب الأخرى، فعندما ينفصل النجوم عن فرقهم، غالبًا ما يحاولون الابتعاد عن ماضيهم في فترة شبابهم ويظهرون استقلالهم الكامل وقدرتهم على اتخاذ قرارات أكثر جرأة وأقل ارتباطًا بالصورة التي اعتاد الجمهور رؤيتها. لكن القواعد غالبًا ما تكون مختلفة بالنسبة لنجوم الكي بوب الذين لطالما توقعنا منهم الالتزام بمعايير صارمة والحفاظ على صورتهم في الحياة العامة والامتناع عن الانخراط في علاقات عاطفية أو ارتياد الحفلات بكثرة على الأقل بشكلٍ علني. ورغم أن هذه المعايير بدأت تتغير تدريجيًا مع مرور الوقت، إلا أنها لا تزال تؤثّر تأثيرًا كبيرًا في الصناعة. فمثلًا، عُلّقت أنشطة سونغهان مع فرقته رايز التابعة لشركة SM Entertainment، التي تركها نهائيًا هذا العام، بعد تسريب صور وفيديوهات له وهو يقبّل امرأة ويدخّن.
أما ليسا، فقد نضجت وتطورت تدريجيًا في مسيرتها. فعندما كانت فرقة بلاك بينك تحيي الحفل الرئيسي في مهرجان كوتشيلا، قامت ليسا بأداء عرض يتضمن الرقص على العمود ثم غنّت النسخة الجريئة من أغنيتها "Money"، وقد لاحظ المعجبون مدى سعادتها خلال العرض، مما يظهر مدى اندفاعها في إظهار هذا الجانب الجريء من شخصيتها الفنية. قالت ليسا: "كنت في انتظار اللحظة لأغني هذه النسخة"، كما أشارت إلى أن جيني هي من شجعتها على ذلك، فكانت تخبرها: "تشجعي وغنيها! إنه مهرجان كوتشيلا! الجميع يفعل ذلك." هناك نضج واضح في هذه المرحلة الجديدة من مسيرة ليسا، وقد ظهر هذا النضج خلال مشاركتها في عرض أزياء فيكتوريا سيكريت في شهر أكتوبر/ تشرين الأول، حيث أدت عرضًا مميزًا إلى جانب العارضات. كما أن اختيارها لكلمات أغانيها أصبح أكثر جرأة لكنه في الوقت ذاته ملائم لأسلوب الفرقة.
"لقد أصبحت الآن أكثر تحررًا" كما أشارت أنها وصلت هذه المرحلة عن جدارة واستحقاق. وأكملت: "لم أعد مبتدئة في المجال، فأنا في السابعة والعشرين وقاربت على الثلاثين. بالطبع ما زلت شابة، لكني الآن أتمتع بمساحة أكبر من المرونة في اختياراتي وقراراتي. لا يمكن وصف ما أقدمه بالجنون، فأنا ببساطة أفعل ما يمليه عليّ قلبي، وهذا لا يعني أني أتجاهل مشاعر الناس أو أتصرف بأنانية، فأنا حريصة على عدم التسبب بأذية لأي شخص." (أما عن حياتها العاطفية، فعندما سألتها مازحًا عن الشاب الفرنسي ذي "العينين الخضراوين" الذي ظهر في أغنيتها "Moonlit Floor"، خاصة في ظل الشائعات التي تلاحقها فيما يتعلق بمواعدتها لوريث شركة LVMH فريدريك أرنو، فقامت بحركة استعراضية بشعرها وأجابت بنبرة ماكرة أنها لم تكتب الأغنية.
وفقًا لبانكهد، فإن ليسا تستكشف آفاقها الفنية وتخوض تجارب جديدة بينما تواصل رحلتها الفنية دون تخطيط مسبق أو توقع للمستقبل. وفي حديثه عن عمله مع ليسا فقال: "هناك أوقات أحاول دفعها لتجاوز حدودها فتخبرني أنها ليست متأكدة إن كنت مرتاحة لذلك الآن. ولكن في لحظات أخرى، مثلما حين اقترحت تقديم جزء أكثر إثارة لعرض فيكتوريا سيكريت، كانت تقول: "أعتقد أنني أريد تقديم المزيد." وبالنسبة للصعوبات التي تواجهها في الوقت الحالي فجميعها مرتبطة بمشاكل بدنية، فهي تعاني من إجهاد في عضلة الفخذ نتيجة تكرار الحركة التي أدتها بالكعب العالي."
أفضل اللحظات في عروض بلاك بينك ليست الألعاب النارية أو تبديل أزيائهن البراقة، بل تلك اللحظات التي يشهدها الجمهور في نهاية العرض، حين تعتلي العضوات المسرح مرتديات ملابس تحمل شعار الفرقة، ويقضين الوقت معًا بشكل عفوي بعيدًا عن الرقصات التي تدربوا عليها. هذه الفرقة فريدة من نوعها، فالمغنيات حافظن على علاقتهن رغم وصولهن إلى ذروة الشهرة. وحتى بعد إطلاق كل واحدة منهن مشاريعها الخاصة، لا يزلن يدعمن بعضهن على وسائل التواصل الاجتماعي.
تقول ليسا: "نحن نعرف بعضنا جيدًا وندرك حجم الجهد والتعب الذي نبذله في جميع مشاريعنا، لذلك فنحن نحرص دائمًا على دعم وتشجيع بعضنا. فمثلًا، جيني وروزي أصدرتا أغانيهما الخاصة وتواصلت معهما فورًا عبر الرسائل ومكالمات الفيديو لدعمهما، هؤلاء الفتيات عائلتي، وأنا سعيدة جدًا لهن لأنهن أطلقن أغانٍ خاصة بهم، فهذا ما كنا نحلم بتحقيقه، ولهذا أردت أن أقول إنني مغرمة بأغانيهن."
أكدت ليسا لنا أن الفرقة ستجتمع مجددًا في 2025، وقالت: "لا أستطيع الانتظار أكثر" كما تقول، لكن التفاصيل حول كيفية أو شكل هذه العودة لا تزال غير مؤكدة في الوقت الحالي. وفي وقت سابق من هذا العام، أعلنت شركة YG رسميًا أن الفتيات سيجتمعن مجددًا وأن الفرقة ستنطلق في جولة عالمية العام المقبل. لكن عندما ذكرت لها موضوع الجولة، أعربت ليسا عن شكوكها بشأن صحة هذه المعلومة، وأجابت بنبرة متسائلة: "هل هذا صحيح؟" ثم تجيبني كانغ: "لا أملك أي معلومات بهذا الخصوص، سننتظر القرار النهائي الذي ستكشف عنه شركة YG.
أضاف فليكنشتاين أن كيفية موازنة ليسا بين نشاطاتها الفردية وواجباتها مع الفرقة في المستقبل هو أمر "سنكتشفه مع مرور الوقت"، ثم تابع: "لدي إحساس بأن نجاحها في ذلك سيعود بفائدة على الجميع، والحقيقة أنه لا وجود لقواعد محددة في هذا السياق ولا أرى سببًا لفرضها".
لا تخطط ليسا حاليًا للقيام بجولة موسيقية لوحدها، وتعتقد أن عليها تأجيل ذلك حتى تنتهي من تجهيز ألبومها وإطلاقه، ولذلك فهي مركزة تمامًا على استكماله بأقصر وقت ممكن دون الانشغال بأي مشاريع أخرى. وعند سؤالها عن الموسيقى التي تستمع إليها في هذه الأيام، أجابت: "من المحرج أن أعترف بهذا لكنني أستمع إلى ألبومي، فأنا أحاول التأكد من جميع تفاصيله، ولا سيما ترتيب الأغاني والتغييرات أو التحسينات التي يمكنني أن أضيفها". وأضافت أيضًا أن بعض الأغاني غير المكتملة التي يعرضها لها الفريق مستوحاة من أيقونة الموسيقى البريطانية إم.آي.أيه والنمط الموسيقى الذي اعتمدته الفنانة نيللي فورتادو في ألبومها "Loss". هل سيتضمن الألبوم أغانٍ رومنسية بإيقاع هادئ؟ تجيب: "ستجد في الألبوم جميع الأغاني التي تريد سماعها، أعتقد أن الجمهور سيتفاجأ بقدرتي على غناء مختلف الأنماط."
عندما التقيتُ بليسا لأول مرة في عام 2019، خلال أول زيارة للفرقة إلى الولايات المتحدة في لوس أنجلوس. وبدت حينها متحمسة للانطلاق نحو العالمية، حيث ركضت نحو النافذة فور رؤيتها لافتة هوليوود الشهيرة، ولكنها كانت أيضًا قلقة من التوقعات العالية المنتظرة من الفرقة. أما ليسا اليوم، فقد أصبحت أكثر راحة وثقة في نفسها ويبدو أنها تستمتع بحياتها ومسيرتها المهنية دون الشعور بالقلق أو الضغط. ما النصيحة التي قد تقدمينها لنفسك قبل ست سنوات؟
أجابت مندهشة من السؤال: "لن أقدم لها أي نصائح، فهذا ليس ممتعًا! كأنك ذهبت إلى عراف وأخبرك بأمر وبقي عالقًا في ذهنك. إذا كنت تعرف مسبقًا أنك ستنجح في أمر ما فلن تشعر بالحاجة لبذل جهد لتحقيقه، لأنك ستعتقد أن النتيجة مضمونة، وبالتالي لن تحقق أحلامك. لذلك، أعتقد أنني لن أقول شيئًا لنفسي قبل سنوات". ثم جلست براحة في مقعدها وتابعت قائلة: "سأخبرها أنه أيًا كان ما تفعليه الآن... استمري!"
صور ليسا من تصوير جويل جريس تايلور @joellegrace