رحلة "صنع في رومانيا": من أغنية بوب عادية إلى موقف ضد العنصرية

قدم المغني إيونوت سيرسل أغنية "صنع في رومانيا" سنة 2008 وقد عادت هذا العام إلى الحياة بعد أن صارت ترند على مواقع التواصل والنشيد غير الرسمي للاحتفال بانتصارات فرق الفوتبول
إيونوت سيرسل
إيونوت سيرسل
Change Font Size 20

حقّقت أغنية "صنع في رومانيا" شهرة كبيرة هذا العام 2024، بعد أكثر من 16 عامًا على صدورها، والسبب يعود إلى موجة تسريع الأغاني القديمة بما يتناسب مع الحركات الراقصة على تيك توك وغيره من مواقع التواصل الإجتماعي. أمّا إذا أردنا أن نرصد جذور الأغنية، علينا أن نعود إلى بداية الألفية عندما أطلقت فرقة سمبلو أغنية "Mr. originality"، أغنية بوب عادية غلبت عليها التأثيرات الموسيقية الرومانية، ولكن الفرقة غنتها بالإنجليزية، وحملت كلمات عاطفية على إيقاع راقص.

أصدرت بعدها المغنية لوريندا غروزا بالتعاون مع الرابر كونكت-أر محاكاة ساخرة عن الأغنية تحت عنوان "Made in Romanie"، حافظت على نفس اللحن وأضافت جملة "يالي يالي يالي" عند بداية الكورس في كل سطر. تغيّر الإيقاع تمامًا من البوب وزادت تأثيرات الموسيقى الشعبية الرومانية، مع إضافات بآلات مثل الأكورديون والفلوت والدربكة. تبدلت الكلمات أيضًا لتحكي عن معاناة الشعب الروماني مع العنصرية في أوروبا، وقدمت الرسالة التالية : "لا يهم إن كنتم غجر أو رومانيين، إنه نفس الشيء بالنسبة للغرب".

بعدها بسنوات وتحديدًا عام 2008، قام المغني إيونوت سيرسل والذي كان لا يزال طفلًا وقتها لا يتعدى عمره الثلاثة عشر عامًا، بإعادة تقديم الأغنية الساخرة بإيقاع مختلف وكلمات جديدة. حملت هذه المرّة رسالة جديدة ارتبطت أيضًا بالتنوع الثقافي والسكاني الموجود في رومانيا والأقاليم النائية فيها مثل ترانسلفانيا، بالإضافة إلى الإضاءة على وجود الغجر "حتى لو كنت من مولدوفا أو ترانسيلفانيا أو الغجر، نحن كلنا مصنوعون في رومانيا"، في إشارة إلى الوحدة بين جميع السكان من الأغلبية والأقلية، وكانت هذه الكلمات دعوة مضمونة ضد العنصرية.

حملت هذه الاستعادة افتتاحية موسيقية بدأت بصوت الجيتار الأكوستيك، ودمج الإيقاع بين التأثيرات الغجرية و البلقانية مع لمسة مشرقية في اللحن والأداء. ظهر إيونوت في الكليب محاطًا بالفرقة الموسيقية وهو يرتدي بذلة فضية لامعة واقترب بأزيائه من أسلوب المغنيين الغجر الشعبيين، وقد غنى الكلمات بإحساس عالي ومرهف.

بعد أكثر من 16 عامًا على خروج هذه الأغنية، عادت في هذا العام 2024 إلى الحياة بعد أن تم تسريع الإيقاع، وإضافة طبقة نوستالجيا على الصوت، وقد انتشرت النسخة المسرعة على مواقع التواصل الاجتماعية، وشاركها الجمهور بعد ابتكار حركات راقصة فيها حتى صارت ترند أول على تيك توك وانستجرام. ما زاد من شهرتها أن لاعب خط الوسط في فريق إنتر ميلان هاكان كالهان أوغلو، قرر الاحتفال على أنغام الأغنية بعد الفوز بلقب الدوري الإيطالي، وقد انتشر الفيديو على نطاق واسع، وبدأت فرق الفوتبول من اليونان وبلغاريا وغيرها من الدول تستعيد هذه الأغنية بإيقاعها الحماسي عند الاحتفال.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع