مناسبة مرور ثلاثين عامًا على صدور ألبوم "Illmatic" الأيقوني، والذي أصدره ناز في التاسع عشر من أبريل/نيسان من العام 1994 وهو أول ألبوماته. قدم ناز تعاوناً احتفالياً بمشاركة المنتج الموسيقي دي جي بريميير بعنوان "Define My Name". شمل تحية للكتاب الذين تعلم منهم في الثمانينيات مثل ركيم وكول جي راب و آيس كيوب و سليك ريك وغيرهم، كما وجه في النهاية تحية لألبومه الذي أتم ثلاثين عامًا.
يعتبر هذا الألبوم أيقونيًا لأنه غيّر مشهد موسيقى الراب وساعد في ربط أسلوب كتابة الأولد سكول البسيط بالكلمات الغنائية المعقدة في فترة التسعينيات. كان ناز قد حقق ضجة كبيرة في إصدارات مثل "Live at the BBQ" و"Halftime" التي كانت تعتبر عودة راكيم الثانية إلى الساحة، واستطاع بفضل هذه الضجة إقناع أي منتج بالعمل على ألبومه، وفي تلك الفترة كان منتجًا واحدًا يعمل كل إم سي في ألبوم، حيث بدل Illmatic المشهد إلى وجود عدد من المنتجين المتميزين في ألبوم راب واحد لإصدار صوت متماسك.
لذا تكريمًا لهذا الألبوم الذي أعاد تشكيل الكثير من ملامح مشهد الهيب هوب الأمريكي، خاصة في منطقة نيويورك، والتي كانت مركزًا لموجة بالساحل الشرقي. نعيد تقييم الألبوم ونستخلص خمسة أسباب فنيّة جعلته أيقونياً.
الكتابة الشعرية
لم تكن قوة الألبوم بالقوافي القويّة أو فقط بتطويره أسلوب الرايم سكيم مع باقي رابرز، لكن قوته برزت في تقديم بارات شعرية تداخلت مع البيت. استطاع ناز ببراعته الغنائية أن يضع طبقات من المعاني المضمنة فوق بعضها، ما رفع المستوى الفني الكتابي في كل تراك، وكأن كل بار كان يشرّح الحالة التي يحكي عنها ناز بدقة كلام عالية. كما استطاع في تراك "N.Y State of Mind" أن يؤدي 841 كلمة في غضون خمس دقائق، أي بمعدل كلمتين فاصلة ثمانية من عشرة بالدقيقة الواحدة.
رواية القصص
رسم ناز في هذا الألبوم صوّرًا حيّة عن الحياة في منطقة كوينز بريدج بنيويورك، واستخدم أسلوب سردي بحت للحديث عن الحياة الصعبة للمجتمع الأفريقي الأميركي فيها. جاء كل تراك من الألبوم كشاهد ومؤرخ لهذه الحقبة عبر إلقاء الضوء على الحقائق القاسية، من "NY State of Mind" إلى "One Love" لم يغني ناز البارات على إيقاع الراب فحسب، بل روى القصص وجذب المستمعين إلى عالمه بتفاصيل دقيقة وصدق كبير.
الإنتاج الموسيقي
لم يكن الألبوم مجرد تحفة كتابية بل كان رحلة صوتية أيضًا، صنعتها أيدي نخبة من منتجي الهيب هوب في تلك الحقبة، فقد شارك بانتاجه دي جي بريميير ولارج بروفيسور وبيت روك وغيرهم من الأسماء البارزة. لذا كان الألبوم الأول الذي يخرج عن قاعدة منتج واحد لك أم سي ويتميّز بهذه التعاونات الشيّقة في المشهد، كما استطاع كل منتج إبراز نفسه وقته في صناعة البيتات حتى صار لكل إصدار هويّة موسيقية مختلفة.
إشادة النقاد
حصد الألبوم إشادة إيجابية من النقاد، فقد كان الألبوم الوحيد الذي نال تصنيف خمس ميكروفونات من The Source، وهو دليل على تألقه الكتابي والصوتي. كما ظهر للمرة الأولى بالمركز الثاني عشر في قوائم بيلبورد، حيث كانت مبيعاته الأولية كانت أقل من التوقعات بسبب تسريبه، لكنه قبل ولكنه حصل على شهادة ذهبية من جمعية صناعة التسجيلات الأمريكية ثم حاز لاحقًا على البلاتين. في عام 2015، كما كتبت بيلبورد أن هذا الألبوم هو أفضل ألبوم هيب هوب على الإطلاق.
التأثير الثقافي
ألهم هذا الألبوم جيل التسعينات من الفنانين بالخروج من حدود صناعة موسيقى الهيب هوب وتطوير الصوت وتصويبه دون الخوف من التجريب. كما أنه يمكننا إلى اليوم سماع تأثيراته في إيقاعات موسيقى الراب وطريقة الكتابة الشعرية وسرد القصص بالإضافة إلى القوافي القوية، وامتدت هذه التأثيرات حتى أجدد الإصدارات والموجات الجديدة من الهيب هوب، حتى صار هذا الألبوم مخطط بنّاء ونقطة رجوع للأصالة من قبل مختلف الفنانين.
