لا يأتي لقب ملك البوب من فراغ، فطوال مسيرة امتدت لثمانية وثلاثين عامًا، أحدث مايكل جاكسون ثورة في مجال الموسيقى بتحقيقه للتكامل بين جميع عناصر الصناعة الموسيقية، من الكلمات والإنتاج الموسيقي إلى صناعة الكليب والعروض الحية المفعمة بالطاقة، لذلك بقي اسم مايكل جاكسون بين أفضل المؤدين على مر التاريخ. نستعرض في ذكرى عيد ميلاد مايكل جاكسون خمسة أدءات حية بارزة لخمس هيتات قدمها على مسارح وفي مناسبات مختلفة.
Thriller - ويمبلي عام 1988
حاول مؤلف الأغاني رود تيمبرتون أن يرسم الموود الموازي لشغف جاكسون بأفلام الرعب، عن طريق أغنية متصاعدة البايس والدرامز تعبر عن الإثارة والترقب، مع المؤثرات الصوتية المصاحبة لأبواب تغلق بقوة ورعد وعواء ذئاب، على أنغام السنث، وفي خلطة تجمع بين الفنك والبوست ديسكو. قدم جاكسون الأغنية لجمهور ويمبلي مرتديًا قناع الذئب في بداية العرض، وأحاط به راقصون يرتدون أقنعة زومبيز، ليقدم حينها رقصة الزومبي كماركة مسجلة له.
Black or white - حفلة مرور عشر سنوات على إطلاق إم تي في 1991
مستعينًا ببيل بورتل كتغيير لشراكته الناجحة مع كوينسي جونز، قدم النجم قطعته المرصعة بالكلاسيك روك والهيب هوب في مسرح يحاكي مساحات عنف أواخر الثمانينات في الأحياء الفقيرة والمتوسطة؛ من شباب ونساء يرتدون بناطيل جلدية ولديهم قصات بانك، يتوسطهم مايكل جاكسون وسلاش عازف الجيتار من جانز آند روزز، والذي أعطاه مايكل مساحة ضخمة للسولو المترافق مع الدرامز.
Smooth criminal - ميونيخ 1997
يكفي تلك الأغنية وصلة العزف القصيرة للغاية بالجيتار الكهربائي المعدل عبر سترينج مشدود بالصورة الأقصى لتحقيق صخب إضافي يناسب الأداء الحي، والجمع بين طبقتي جاز قوية وبوب معدل مطعم بالبلوز لتظهر ثوريتها المستمرة للحظتنا. تميزت كل أداءات الأغنية الصادرة عام ١٩٨٨، لكن لقب العرض الأفضل استحقه عرض ميونيخ عام ١٩٩٧، بوجود العنصر النسائي بين الراقصين بتبرج يضفي الخيالية والسينمائية، وحركة رامي القنبلة المتسلل الشهيرة، والـMoon walk المميزة، وغيرها من تصميم للرقصات.
Billie Jean - احتفال بمناسبة مرور ثلاثين عامًا على مسيرة مايكل جاكسون
ظهر مايكل جاكسون في مركز المسرح كالعادة لكن لوحده، وهو ما لم يكن مألوفًا طوال مسيرته، ضمن ديكور يشبه المنزل الخالي من الأثاث، وترافقه بؤرة ضوئية مع كل حركة يؤديها. كل عنصر حركة كان خياليًا في تلك اللحظة، من حركات القدم التي أتت بسلاسة وسرعة تشبه سرعة محمد علي كلاي، إلى أكثر الـ Moon walks انسيابية طوال مسيرته، حتى أن الجمهور لم يمنع نفسه من التصفيق وإطلاق صافرات الإنبهار وكأنه بمباراة رياضية استعراضية.