بعد أكثر من أسبوعين من دِس دريك الأول "Push Ups"، قرر كندريك لامار أن يصدر على قناته الرسمية على يوتيوب تراك "Euphoria" في "يوم ثلاثاء عادي"، كما وصفه المتابعون معلقين على توقيت نزول التراك، وأرفقه بغلاف ضم التعريف اللغوي للمصطلح علميًا. حوى "Euphoria" الكثير من التفاصيل الفنية واللغوية المثيرة للاهتمام، حتى توقيت إصداره جاء دقيقًا في تمام الساعة الثامنة والأربع وعشرين دقيقة، حيث تشير أرقام الساعة والدقائق هذه إلى رقمي لاعب كرة السلة الأمريكي الراحل الأسطورة كوبي براينت، والمعروف بأرقامه وأدائه الفردي القادر على قهر أي دفاعات.
ضم التراك أيضًا سَمبلة من فيلم "The Wiz" الصادر عام 1978، لمشهد للممثل ريتشارد بريور بعد أن تم القبض عليه، وهو يقول: "كل ما يقولونه عني حقيقي، أنا شخص مزيف"، بشكل معكوس. ليست هذه المرة الأولى التي يستعمل فيها كندريك تلك التقنية الصوتية، فقد قدمها من قبل في نهاية تراك "Duckworth"، وفي الوصلة بين الفيرسات في تراك "Fear".
كما اقتبس حديث دي إم إكس عن كراهيته لدريك كشخص في بارات: "نعم أنا كارهك الأكبر، أكره طريقتك في المشي، أكره طريقتك في الكلام، أكره طريقتك في ارتداء ملابسك". في أسلوب الكتابة المباشر هذا عودة إلى مدارس التسعينيات في الدِس التي تعتمد على التعبير عن العداء بمفردات مباشرة على طريقة توباك وبيجي، أكثر منها النزاع حول الأفضلية في تصدُّر المشهد.
يبقى الشق اللغوي للدِس تراك وأسلوب كتابته الأقوى طبعًا، فمن بين الثلاث فيرسات التي يتألف منها التراك، والتي قُدمت على لحن التراب البسيط من مستويين أحدهما مكثف وهو المصاحب للفيرس الأوسط. نستعرض فيما يلي أقوى البارات أو الفيرسات القصيرة من الدِس:
1- "ليست معركة العشرين أمام الواحد/ بل معركة الواحد ضد العشرين/ لو عليَّ ان أوسع من يكتبون معك ضربًا / فنعم ائت بهم وسوف أغسلهم هم أيضًا / قُل لـ بيم أنه من الأفضل أن يظل معك / هل أنا في معركة مع شبح أم ذكاء اصطناعي؟".
يقلب كندريك العبارة التي تتردد حاليًا بأن دريك يحارب جميع الموجودين في مجال الهيب هوب وحيدًا بعد كمّ الدِسات التي استهدفته من فيوتشر وذَ ويكند وغيرهما، ليوضح أنها معركته وحده ضد فريق الكتابة الخفي الخاص بدريك، إشارة إلى استعانته بالجوست رايترز. أما بعد توظيف دريك للذكاء الاصطناعي في التراك الأخير، يتساءل هل يحارب شبحًا غير موجود بالأساس أم الذكاء الاصطناعي؟
كما ينصحه بأن يبقي كاتبه الحالي بيم إلى جانبه، فعمله جيد. وبيم هو كاتب أغاني عمل مع بيونسيه، كما أنه سجّل مشاركته في أغنية 21 سافاج مع دريك "Rich Flex"، كما أنه حاضر بالكتابة في أغنية دريك مع ذا ميجوز "Having Our Way".
2- "كم من المشاريع المشتركة مع رابرز من الأفريقيين-الأمريكيين حتى تشعر أخيرًا بأنك من عرقهم بالفعل؟".
يشير كندريك إلى كون دريك دائمًا يشعر بالنقص كونه لا ينتمي بشكل ثقافي مباشر إلى مجتمع الأفريقيين-الأمريكيين، فقد وُلد وترعرع في كندا، ويرى أن من مؤشرات عقدة النقص تلك هي كمّ الأعمال التشاركية التي يحاول تقديمها مع رابرز أفريقيين-أمريكيين، فقط ليعطي لنفسه هذا الشعور بالانتماء إلى تلك الثقافة الدخيل عليها.
3- "توقف عن تلك المحاولات لاستفزاز بي (فاريل ويليامز)/ دعني أراك تقترب من المحاولة من تي (بوشا تي)/ الأجدر بك أن تخوض جولة أخرى معه قبل أن تحاول هزيمتي".
اعترف دريك عام 2018 بأن بوشا تي هزمه في البيف القائم بينهما بعد إصداره دِس "The Story Of Adidon"، والذي كشف فيه عن الكثير من التفاصيل الشخصية في حياة دريك، كما أكد ادعاءات ميك ميل باستعمال دريك لجوست رايترز. يرى كندريك أن دريك ضعيف لغويًا، لذلك يحاول جر فاريل ويليامز إلى بيف حتى يشوش على بيفه مع لامار، ويذكّره بأنه حينما وقف أمام رابر حقيقي وجهًا لوجه هُزم.
4 - "هو تيرينس ثورنتون، أما أنا تيرينس كراوفورد، سأقضي عليك بقدمي".
يستعمل لامار اسم الرابر بوشا تي الأصلي تيرينس ثورنتون، ليخلق تناصًا بينه وبين تكنيته لنفسه باسم الملاكم البطل دون منازع تيرينس كراوفورد. يعرَف عن الأخير ظهوره القليل، ونزالاته التي يقضي فيها على منافسيه بتمكُّن، كما أنه لم يهزَم من قبل في مباراة إطلاقًا.
5- " قال لي أحدهم إنك حصلت على خاتم (كان يملكه توباك شاكور)، يا إلهي! لدي استعداد أن أضاعف ثمنه على أن أترك كنديًا يجعل باك يتقلب في قبره".
ربما هو واحد من أوضح وأبسط البارات الموجودة في التراك، لكن أقواها وأكثرها إهانة لدريك. تأتي قوة هذا البار من إعادة توظيف ذكر توباك بعد أن استعان دريك بصوته عبر تقنيات الذكاء الاصطناعي، محولًا كندريك ذلك إلى نكتة تعبّر عن انطباع كندريك عن منافسه بأنه أضحوكة لا يقبلها توباك شاكور لو كان حيًا، ولا يقبل حتى بشرائه خاتمه الخاص الذي عُرض منذ عام في مزاد مقتنيات للرابر الراحل.
6- "أحسب أنك لا تُحسن الحساب، حتى أنه يمكنني توقع خطوتك القادمة".
مرة أخرى يستعمل كندريك التناص، والذي يتكرر كثيرًا بطرق مختلفه لغويًا، ويتناسب مع فلو سريع غاضب يتقلب بين النوتات والطبقات. يضيف إليه هذه المرة صورة بصرية مستمدة من الرياضيات، فإن كان دريك يرى أنه قد خطط لكل حركة وحسبها بدقة، فَكندريك لا يراه بتلك الجدية، بل يمكنه تصور زاوية رؤيته وتوقع خطواته دومًا.
