أصدر الأخرس يوم أمس أغنية جديدة، حملت اسم "تحت أمرك"، كتبها بنفسه ولحّنها أحمد عايش ووزعها عز كيلاني. تميزت الأغنية بطابعها الرومانسي، وبدا أنها تُعبّر عن مشاعر الأخرس الحقيقية في قصة حب يعيشها، وهو ما أكده في مقابلة أجراها بالتزامن مع طرح الأغنية؛ حيث أشار أن الأغنية عزيزة على قلبه وأنها مُقترنة بشخص، يصفه الأخرس بـ "الملهمة" التي حرضت خيال الكاتب لديه.
كانت آخر إصدارات الأخرس، "آخر خريف"، قد صدرت في موسم الفالنتاين، وما نلاحظه عبر الأغنيتين، أن الأخرس صار يمتلك لغته الرومانسية الخاصة، المرتبطة بشكل خاص بالأرض والانتماء، بانتقاء المفردات أو باستخدام كلمات تحيلنا إلى حكاية؛ ففي أغنية "آخر خريف" التي كتبها الأخرس ولحّنها بنفسه، يُغني: "آخر خريف إلي بهاد المكان/ حشتاق لعيونك زي شوقي لعمان". بينما تبدو الأغنية الجديدة أكثر تمكّنًا، مع تبلور أفكار الأخرس ولغته الجديدة: "بعصا موسى لأضرب بحار/ وأشق المي لأوصلك/ وأنصبلك كذا تذكار أشوفه لما حنّلك". قبل أن ينتقل في اللازمة إلى مفردات الغزل المقترنة بالأرض والانتماء الوطني: "يا محلا هوا عمّان لما يلعب بشعرك/ وأطوبلك بلاد الشام لو ترضى تحت أمرك/ واثبتلك على الحلفان ثبات الأرز في أرضك/ وأحبك حب فلسطيني حتى أموت أنا بحربك".
القصيدة الغزلية الوطنية التي كتبها الأخرس، والتي تجمع بمفرداتها ما بين الحب والانتماء للمكان الذي يجمعه بالمحبوبة، تزداد جمالًا مع اقتحام الموسيقى الشرقية للمشهد في الفواصل الموسيقية. فرغم أن الأخرس يعتمد بشكل رئيسي على آلة البيانو، وأن الأغنية تعتمد على النغمات الغربية التي تنسجم مع ستايل الأخرس الذي اعتدنا عليه منذ بداياته، ولكن العلامة الموسيقية الفارقة هنا هي صولو العود. يبدو العود ترجمةً للغزل المحلي والمعاني المتدفقة في لازمة الأغنية؛ فيبدأ الصولو بنهايتها، ويُكمل من بعدها غزل القصيدة من دون كلمات، ليترك لخيال المستمعين مهمة إكمال الفراغات وإضافة المزيد من التفاصيل التي تجمع ما بين مفاهيم الحب والأرض. يعود الأخرس في المقطع التالي للتركيز على حكايته الخاصة، وإضافة بعض التفاصيل المحسوسة لمن يُحب، بما فيه العيون السود.