"ردي شعراتك": عن تراث الأغنية الشعبية الأردنية

يحمل تراث الأغنية الشعبية الأردنية الكثير من المقومات التي تجعله مميّز ومنوّع، ويتشابه مع باقي بلاد الشام في تطوير الصوت واستخدام آلات المنطقة الغنيّة
No Image
Change Font Size 20

اعتمدت الأغنية الأردنية الشعبية على الكثير من التأثيرات الفلكلورية ويعتبر الشعر العربي والكتابة ركنًا مهمًا في مختلف أنواعها. اختلفت هذه الأنواع وتأثرت بالموقع الجغرافي، خاصة وأن الأردن بموقعه بين بلاد الشام وقربه من مصر والسعودية قد استطاع أن يحاكي بيئة موسيقية منوّعة. ارتبطت هذه الأغاني بدايةً بالعادات والتقاليد، ومع الوقت تطورت أدواتها ومواضيعها وتشكلت الفرق الخاصة لتطوير هذا الصوت. نجمع في هذه القائمة أربع أنواع مختلفة من تراث الأردن الموسيقي ونحكي عن التأثيرات والآلات المستخدمة على امتداد المحافظات.

الأغنية البحرية العقباوية

تعتبر العقبة همزة وصل بلاد الشام مع مصر والسعودية، بسبب موقعها الجغرافي على البحر الذي يعتبر من أكبر التأثيرات على الأغنية الشعبية في هذه المنطقة، حيث تعتبر العقبة من أبرز المدن المصدرة للغناء البحري في الأردن. ارتبطت الكلمات بحياة البحارة ورافقت مراحل الصيد للتسلية والترفيه، فارتبطت بحُب البحر والسمك والتغزل بشاطئ العقبة. تأثرت لاحقًا الكلمات باللهجة المصرية، أما الموسيقى دخل عليها آلات مثل السمسمية والطبلة، وقد اعتمد الإيقاع على التصفيق. ساهمت الفرق مثل فرقة العقبة وفرقة نسيم البحر في ترسيخ هذا الفلكلور العقباوي وتطويره مع السنين.

تراث السحجة المعانيّة

انتشرت الأغاني الشعبية في مدينة معان جنوب الأردن واعتمدت على اللهجة العامية لأهالي المنطقة، مثل السحجة التي تعتمد على أبيات شعر مستقاة من الحياة اليومية، تؤلف في المناسبات وتحمل أمثال وأقوال شعبية. تعني السحجة ضرب الكفين بحماس وهو أساس الإيقاع في هذا النوع الغنائي، حيث يصطف الحاضرون لأداء الرقصة الخاصة مع التصفيق. مع تطور هذا النوع دخلت آلات جديدة مثل الطبلة والعود، ويقدم المغني الأبيات الرئيسية بينما يأخذ الحاضرون دور الكورال. ساهمت فرقة معان للفنون الشعبية بالحفاظ وتطوير هذا الفن مع غيرها من الفرق، كما حافظ أهالي المنطقة على وجود هذا النوع في احتفالاتهم والمناسبات المختلفة.

فلكلور الرمثا والتراث الحوراني

تمتد منطقة الحوران من الحدود الجنوبية السورية إلى المنطقة الشمالية في الأردن، وتتشارك في العادات والتقاليد والأزياء، كما تتشابه الموسيقى من حيث الآلات المستخدمة مثل المجوز والربابة. اندمجت التأثيرات في منطقة الرمثا مع التراث المحلي الأردني وشكلت صوت جديد، وقد اعتمد هذا التراث على آلة المجوز بالإضافة إلى الدبكة التي شكلت عصب هذا المشهد. لعبت فرقة الرمثا للفنون الشعبية دور هام في صقل صوت المجوز ودمجه مع تأثيرات الموسيقى الشعبية الأردنية، هذا وكان للنساء مشاركة ملحوظة في هذا النوع خاصة في حفلات الزفاف والمناسبات الإجتماعية. كما استعادت فرقة أوتوستراد سنة 2017 في ألبوم "تراثي" بالتعاون مع فرقة العكسي أغنية "ردي شعراتك" لتوثيق تراث الرمثا.

السامر الأردني

يعتبر السامر الأردني جزء من الهوية الموسيقية والفنيّة للبدو في المنطقة، وقد أدرجته منظمة اليونسكو ضمن التراث اللامادي للأردن. يعتمد هذا النوع على أبيات شعريّة باللهجة البدويّة، تحمل ثيمات منوّعة من العادات والتقاليد والفخر بالإرث وحب العائلة، وارتبط بالمناسبات الاحتفالية مثل حفلات الزفاف والأعراس. يعتمد مثل ما سبقه من الأنواع على التصفيق لدوزنة الإيقاع بالإضافة إلى صيّحات الراقصين، حيث يتطلب روح الجماعة لممارسة طقوسه. انتشر هذا النوع في مختلف المحافظات، وقامت فرق مثل فرقة "الحسا للسامر والفنون الشعبية" في الطفيلة وفرقة "البادية الشمالية" بالحفاظ عليه وتناقله.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع