يا حلو الصوت: الوليد الحلاني ورحلته الخاصة بعيدًا عن إرثه الفني

نتعمق في تجربة الوليد الحلاني الفنية، وفي رحلته المثيرة للاهتمام باكتشاف بصمته الصوتية الخاصة بعيدًا عن إرث أبيه الفني الثقيل
الوليد الحلاني
الوليد الحلاني
Change Font Size 20

الانتماء لعائلة فنية عريقة قد يلعب دورًا داعمًا ويزيد من فرص انتشار المواهب الجديدة ويُسلط الضوء عليها مُبكرًا، ولكنه بذات الوقت يبدو حملًا ثقيلًا يصعب التعامل معه. قد يبقى الفنان الجديد محاصرًا بطيف أبيه، فيحتاج لجهد كبير للخروج من عباءته. هذا ما نلمسه في تجربة الوليد الحلاني، الذي تتراوح مسيرته الفنية بين خطين، ليسير تارةً على خطى أبيه، عاصي الحلاني، ويُقدم أغاني تبدو امتدادًا لإرثه الحي، ويتمرد تارةً على إرثه فيبذل جهدًا إضافيًا في البحث عن صوته الخاص وبصمته الفنية الفريدة؛ لينعكس ذلك بتجربة فنية غنية ومثيرة للاهتمام. 

لم يكن الوليد واثقًا بصوته في البداية، ولم يكن قد اختار بعد أن يمتهن الفن، عندما دفعته أخته ماريتا الحلاني إلى هذا الطريق. ففي مقابلة أجراها الإعلامي مصطفى الآغا مع الأخوين ماريتا والوليد الحلاني، اللذين ورثا مهنة الغناء عن أبيهما، سردا الحكاية، حين تحوّل دور الوليد الحلاني من داعم لأخته التي تتلمس طريقها الخاص إلى منافس لها بين نجوم الجيل الجديد. وفي مقابلة أجراها ريان حايك مع وليد الحلاني في مطلع سنة 2024، أشار الوليد إلى اللحظات التي بدأت بها تتشكل علاقته مع مهنة الغناء ورغبته الخجولة التي قادته لاحقًا إلى هذا الطريق؛ ليتحدث عن المشاعر التي كانت تُسيطر عليه عندما كان يُشاهد ردود فعل الجمهور على حفلات أبيه عندما كان يصطحبه معه في حفلاته. الرغبة بالدخول إلى عالم أبيه ومثله الأعلى عاصي الحلاني، سبقت بحثه عن صوته الخاص، الذي بدأ يعثر عليه مع انطلاقة رحلته الفنية والتجارب المُثيرة للاهتمام التي خاضها.  

لم يتأخر الوليد الحلاني في بدء رحلة بحثه عن هويته الخاصة، ففي آذار/ مارس 2019، قدّم أغنية بوب رومانسية تقليدية يستعرض بها قدراته الصوتية بعنوان"عم يسألوا". كتبتها عبير أبو اسماعيل ولحّنها حسان عيسى ووزعها سليمان دميان؛ لتكون محطة سريعة قبل تجربة أكثر جرأة موسيقيًا، بتقديمه مزيجًا صوتيًا فريدًا في ثاني أغانيه "قلي بحبك"، التي كتبها مصطفى زمزم ولحّنها جان صليبا وتوزيع ناصر الأسعد. مزجت أغنية الوليد صوت الموسيقى الشعبية الشامية، كما ورثه عن أبيه، مع أصوات غريبة عنه، ليمزج بين صوت مزامير الأفراح الشعبية مع نغمات البوب اللاتيني. كانت الأغنية بمثابة الإعلان الأول عن قدرة الوليد الحلاني على الخروج من ظلّ أبيه؛ وإن عاد إليه في تجارب لاحقة نالت قسطًا من الانتشار والشعبية، مثل أغنية "زفوا العروس" التي غناها في زفاف أخته ماريتا الحلاني سنة 2023. 

 

مع مرور الوقت أصبح الوليد أكثر قدرة على إثبات استقلاليته موسيقيًا كلما ابتعد عن تقديم لون البوب الشعبي الذي تميّز عاصي الحلاني بتقديمه وتطويره منذ التسعينات. ففي "ترند الموسم" و"كوكتيل الجمال" اللتان جرب بهما تقديم المقسوم المصري، نكتشف ملامح جديدة ومختلفة تمامًا في صوت الوليد الحلاني، الذي يبدو شديد المرونة والقدرة على الإبداع في جنرات موسيقية متعددة. لكن تجارب الوليد الحلاني الأكثر إثارة تبقى في إطار البوب الشامي، التي تستوعب تأثيرات الموسيقى الشعبية، ولاسيما في تلك التي بدت غريبة عن صوت أبيه، والتي كان عاصي الحلاني للمفارقة شريكًا بصناعة أحدها، وهي أغنية "قالتلي"، التي كتبها ولحّنها عاصي ووزعها طوني سابا. 

 

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع