تربَّت ناي منذ صغرها في أجواء فنية وموسيقية، فوالدتها صفاء طميش إحدى المغنيات الرئيسيات في فرقة "الفنون الشعبية الفلسطينية" وأختها الكبرى تعزف على آلة الكمان. أما هي فوقعت في غرام آلة الفلوت من أول نظرة وقررت أن يكون لاسمها نصيب كبير مع الآلة التي تعزفها، ولموهبتها الاستثنائية واجتهادها التحقت بمعهد إدوارد سعيد للموسيقى بعمر السبع سنوات لتصقل موهبتها. فاجأت ناي عائلتها وأساتذتها عندما ألفت أول مقطوعة موسيقية لها بنفس العمر بعنوان "جنين" تأثرًا بالمجزرة التي حدثت في مخيم جنين في نفس الفترة، ليولد الإبداع من رحم المعاناة.
بالإضافة إلى مواهبها في العزف والتأليف الموسيقي، تمتلك ناي صوتًا عذبًا قويًا وصفه النقاد بأنه استحضار لثلاث مغنيات رائدات عرب، فصوتها يشبه في عمقه أسمهان، وفيها من تحكم وقوة صوت أم كلثوم، بالإضافة لصوت فيروز الملائكي برقته وإحساسه. عشقت ناي الطرب وساعدتها إمكانياتها الصوتية على الغناء لكبار النجوم ووقفت على المسرح لتقديم أولى حفلاتها وهي بعمر الرابعة عشر. كانت بدايتها مع كوفرات الأغنيات الطربية القديمة، مثل"أنا في انتظارك" و"راجعين يا هوى" و"آه يا حلو" التي حصدت على إعجاب الملايين على مختلف المنصات الموسيقية، ليس فقط لتمكنها من غنائها برغم صعوبتها ولكن لأنها أضفت على هذه الأغنيات بعضا من لمساتها الفنية. انطلقت برحلتها الموسيقية تحيي الحفلات في العديد من البلدان العربية والأوروبية، وفي خضم ذلك أكملت دراستها وحصلت على درجتي البكالوريوس والماجستير من معهد أمستردام للموسيقى بهولندا، حيث عملت على اكتشاف الرابط بين الطرب العربي وموسيقى الجاز.
شعرت ناي بأن شخصيتها الفنية نضجت وصارت جاهزة لتقدم أغنياتها الأصلية، فأصدرت عام 2021 أغنية بعنوان "راجعين" من كلمات عامر حليحل وألحانها وتوزيعها وكانت بمثابة إهداء منها للشعب الفلسطيني الصامد. في 2022 أطلقت أولى ألبوماتها بعنوان "ناي ١" قدَّمت من خلاله أنماطًا موسيقية مختلفة وضم 12 أغنية منها "يمكن حبيت" والتي حملت جرعة رومانسية عاطفية مركزة كتبها ولحنها ووزعها يزن الهجري. ولما كانت ناي مولعة بالتراث والشعر الصوفي، فقدمت في الألبوم أغنية "قلبي يحدثني" من أشعار عمر بن الفارض، ولحنها ووزعها أمير عبد المجيد. عمدت ناي عبر دراستها الأكاديمية على استخدام صوتها البشري كآلة موسيقية عن طريق عرب مدروسة، فيما صاغته باسم Naistrumentation، وقدّمت هذه التقنية في الألبوم بعنوان "لونجا حجاز كار كرد".
أحبت ناي استكشاف أنواع موسيقى مختلفة بعيًدا عن منطقة راحتها، وكان ذلك جليا في تعاونها مع سكريلكس فنان الإي-دي-إم الحائز على العديد من جوائز الجرامي بأغنية "Xena"، وقدمت من خلالها اغنية زفاف من الفولكلور الفلسطيني على إيقاع الكتروني، الأمر الذي أكسبها جمهورًا جديدًا.
شبه الجمهور صوت ناي في أغنية "لازم احكيلك" الصادرة في سبتمبر 2023 بصوت فيروز في انسيابه وصفائه. استطاعت بإمكانياتها الصوتية أن تخلق جسرًا بين الطرب العربي الذي تربينا عليه والأغنيات الأكثر حداثة، ليكون الناتج شخصيتها الفنية الخاصة التي لا تشبه أحدًا.
أما أحدث إصداراتها فجاءت مع أغنية "تعال يا حبيبي"، التي كتب كلماتها أوس شاهين ولحنتها ناي، ووزعها المنتج الموسيقي سليمان داميان، وبدت أقرب لليفانتين بوب، بلمسة ناي الخاصة.