فيما يتربع عمرو دياب بين المراتب الثلاثة الأولى على قائمة بيلبورد عربية 100 فنان منذ 30 أسبوعًا، تختلف عبر الأسابيع تشكيلة أغانيه على قائمة هوت 100 التي تضم المئة أغنية عربية الأكثر استماعًا حول العالم. فحين صدور ألبومه الأخير "مكانك" تناثرت جميع أغاني الألبوم على القائمة، فيما وجدت أغاني أقدم له صادرة قبل عقود طريقها إلى مراتب متقدمة على القائمة في كل حين. أما هذا الأسبوع، وعدا عن دخول أغنية حديثة نسبيًا له وهي "باين حبيت" في المرتبة 97، إلا أن القائمة ضمّت كذلك للمرة الأولى أربع أغاني مختلفة له مرَّ على صدورها أكثر من عشرين عامًا.
"تملي معاك"
نجحت "تملي معاك" الصادرة قبل 24 عامًا في الحضور بمراتب متقدمة على قائمة هوت 100 منذ انطلاقها وحافظت على حضورها طوال 30 أسبوعًا متواصلًا، فيما تظهر هذا الأسبوع في المرتبة 20 بعد أن وصلت لأعلى مركز لها في المرتبة 17. وكانت أول أغنية على القوائم تدفعنا إلى التساؤل عن سبب الشعبية المتواصلة لأغاني صادرة قبل عقود على منصات البث المختلفة. وإن كان لحصر بث أغاني الهضبة الأحدث في منصة واحدة يد في ذلك، فإن لفيديوهات تيك توك يد أكبر وقد غيرت قواعد الاستهلاك ولم تعد تبحث عن الأغاني الجديدة فقط، بل تتعمق في إصدارات كل زمان ومكان مع حاجتها إلى حجم إنتاجات ضخمة لمواكبة ضخّ هذا الكمّ من المحتوى المتجدد.
"نور العين"
تظهر "نور العين" في المرتبة 32 وقد استمر حضورها على القوائم لـ 12 أسبوعًا متتاليًا. وقد كنّا قد ناقشنا وحلّلنا مرارًا الأغنية الصادرة عام 1996، محاولين تفكيك أسباب استمرار الجمهور العربي بالاستماع إليها بكثافة رغم مرور أكثر من عقدين. كانت "نور العين" أغنية مجدِّدة في مسار تطور أغنية البوب العربية، لكنه كان تجديدًا انسيابيًا رحّب به الجمهور، فوصلت بابتعادها عن المقسوم الشرقي إلى شرائح أوسع من المستمعين. كما تتالت بعدها التجارب التي سلكت مسارها، حتى بات في صوتها اللاتيني ألفة كبيرة للمستمع العربي مع مرور السنوات.
"وغلاوتك"
صدرت "وغلاوتك" ضمن ألبوم "عودوني" عام 1998، ويجب التنويه هنا أنها الأغنية الوحيدة على هذه القائمة التي لم يُصدر لها الهضبة فيديو كليب حين صدورها، مع ذلك تبرز الأغنية بين هيتاته التي يستمع لها الجمهور على منصات البث المختلفة أسبوعيًا. خرجت الأغنية من القائمة سابقًا، لكنها تنجح دومًا في العودة إليها ليبلغ عدد الأسابيع التي قضتها على هوت 100 خمسة أسابيع.
"قمرين"
دخلت "قمرين" هذا الأسبوع للمرة الأولى لتكون أحدث أغنية تنضم إلى هوت 100 من أرشيف الهضبة. صدرت الأغنية ضمن ألبوم حمل اسمها عام 1999، وهي من كلمات محمد رفاعي وألحان شريف تاج وتوزيع طارق مدكور، وقد تابع فيها عمرو دياب توجّهه إلى الصوت اللاتيني والجيتارات الإسبانية وضبط الإيقاعات بأصوات التصفيقات وكأننا نسمع لحن فلامنكو. يساهم ذلك حتى اليوم في إكساب الأغنية شعبية عالمية متواصلة، الأمر الذي يمكن ملاحظته بسهولة في قسم التعليقات على يوتيوب، الذي يضم جمهورًا عالميًا أعلن استسلامه لجاذبية الأغنية رغم عدم فهمه للكلمات.
لعب كذلك الفيديو كليب الذي أخرجه شريف صبري للأغنية دورًا كبيرًا في نجاحها، مقدمًا أسلوبًا بصريًا سبّاقًا في التصوير والإضاءة، وأضاف في الثلث الأخير من الأغنية حضور طفلين رضيعين يغني لهما عمرو دياب، ليُكسب الأغنية بُعدًا عاطفيًا أعمق بكون كلماتها الغزلية موجهة من أب إلى أولاده وشريكته.