قدمت أم كلثوم عددًا لا بأس به من القصائد الغنائية، تعاملت خلالها مع شعراء من بلدان مختلفة مثل السعودية والسودان ولبنان. تعاونت في أغلبها مع رياض السنباطي الذي زاد على الأغاني مقدمات وصولوهات غنية، ومحمد عبد الوهاب الذي ابتكر ألحان رصينة تناسب فصاحة الشعراء.
في هذه القائمة خمسة قصائد غنتها كلثوم في أوقات مختلفة وصارت إصدارات كلاسيكية لها بصمتها في تاريخ الأغنية الطربية.
ثورة الشك
قدم الشاعر عبدالله الفيصل قصيدة "ثورة الشك" لأم كلثوم، حيث غنتها أول مرة بحفل غنائي في ديسمبر/ كانون الأول 1958 بعد أن طلبت من رياض السنباطي تلحينها. ألقت القصيدة كاملة في واحدة من أشهر تسجيلاتها بنبرة هادئة متناغمة، حيث لحن السنباطي اللوازم على مقام الرست، كما صاغ مقدمة موسيقية طويلة باستخدام الكمان، وانتقل في بعض أبيات إلى مقام الكرد. غنت أم كلثوم من كلمات الشاعر أيضًا قصيدة "من أجل عينيك "والتي لحنها أيضًا السنباطي.
الأطلال
يروي الشاعر إبراهيم ناجي في قصيدته "الأطلال" قصة حب حزينة، حيث عملت أم كلثوم مع رياض السنباطي على تلحينها، كما دمجت فيها مقطعًا من قصيدته "الوداع" في البيت المشهور "هل رأى الحب سكارى". كان من المخطط أن تُعرض الأغنية في عام 1963، ولكنها تأخرت ثلاث سنوات بسبب عدم اقتناع أم كلثوم بالقفلة الأخيرة، حتى قدمتها في حفل قصر النيل عام 1966.
سلوا قلبى
تعتبر "سلوا قلبي" واحدة من أشهر كلاسيكيات الموسيقى العربية. كتب كلماتها الشاعر أحمد شوقي، حيث قال: "ولي بين الضلوع دم ولحم هما الواهي الذي ثكل الشبابا"، بينما لحنها رياض السنباطي على مقام الرست، وقدمتها أم كلثوم بصوت مليء بالشجن عام 1946. تعتبر "سلوا قلبي" واحدة من سلسلة قصائد قدمها أحمد شوقي لأم كلثوم، ومنها "ولد الهدى" و"سلوا كؤوس الطلا".
أغدًا ألقاك
اختارت أم كلثوم قصيدة "اللقاء" للشاعر الهادي آدم خلال زيارتها للسودان، وقدمتها على مسرح دار الأوبرا المصرية عام 1971 بإحساس عالٍ، خاصة وأن القصيدة تحمل ثيمة الشوق والفقدان، لتروي قصة حبيب ينتظر لقاء حبيبته بفارغ الصبر. صاغ محمد عبدالوهاب لحنًا مليئًا بالانعطافات، وأدخل عليه أكثر من صولو لآلات مختلفة. كما اختار مقام العجم كأساس للأغنية، وانتقل في كل كوبليه إلى مقام مختلف، مثل الصبا والنهاوند.
هذه ليلتى
التقى محمد عبدالوهاب بالشاعر جورج جرداق في لبنان، وكانت أم كلثوم في تلك الفترة بصدد اختيار قصيدة من كل بلد عربي لتغنيها. صدرت الأغنية في عام 1968، وكما حدث مع الشاعر الهادي آدم، كانت هذه القصيدة الوحيدة التي تغنيها من كلمات جورج جرداق. أعطاها عبدالوهاب لحنًا رصينًا يناسب كلماتها: "يا حبيبي طاب الهوى ما علينا / لو حملنا الأيام في راحتينا"، لتصبح واحدة من أشهر أغانيها العاطفية.