المراجعة الكلاسيكية : "قويني بيك" لـ سميرة سعيد

نسترجع أحد أهم ألبومات الديفا سميرة سعيد، الصادر عام 2004، من إنتاج شركة مزيكا والذي شكل إضافة مميزة إلى مسيرتها.
سميرة سعيد (مزيكا)
سميرة سعيد (مزيكا)
Change Font Size 20

لا شك أن ألبوم سميرة سعيد "قويني بيك" الصادر في أول يوم من عام 2004، هو أحد أكثر البوماتها تكاملًا، وأكثر الألبومات التي حملت أشكال متعددة وأوجه للعلاقات العاطفية، محافظَا على حضور شخصيتها القوية كامرأة قبل أن تكون فنانة، ومشكّلًا إضافة مميزة لمسيرتها.

تصور سميرة سعيد العلاقات العاطفية من منظور أنثوي، بين التعلق والرغبة، وإيجاد النواقص والأحلام في الشريك، حتى الرغبة في الحياة من أجله فقط. تطوي بعد ذلك تلك الصفحة لتنقل إلى الاستغناء الكامل، النابع من إحساس بالذات، ورفض لقبول التنازل عن أساسيات واجبات العلاقة من الرجل. جاء التعبير الأقوى عن ذلك في أغنية "قال إيه؟"، بلغة عنيفة واضحة وصريحة، وبمصارحة صادمة، ولهجة ساخرة كما في: "قال إيه بيهون عليك فراقي/ هو انت يا روحي كنت لاقي؟ ". كما تسلط الضوء على التلاعب النفسي في العلاقات في أغنية "صعب عليا"، وسهولته وسلاسة إمكانيته.

لا يخلو الألبوم من المساحات المرحة، فتأتي أغنية "هي جت عليا"، مؤسسةً لفكرة الحق في العبث في العلاقة للمرأة كما للرجل، فكم من المرات يقوم هو بأفعال من شأنها أن توذي الرابطة بينهما. من نفس المساحة يأتي التهكم على الرجل المتردد الذي يفكر دائمًا في اختيارات لا تشبهه فقط من باب التجربة، ويترك نفسه لمزاجيته وأهوائه: "دي تسيبها ودي تسيبك/ شكلك صعبان عليا". نسمعها أيضًا تشكك بالعلاقات السعيدة بتهكم في "هو طيب معاكي"، والتي تأتي مع نهاية الألبوم كختام للحالات المتأرجحة التي سمعناها على امتداده، لنجد أن أحد عوامل نجاح الألبوم هو صدق الكلمات والتعابير في توصيف الحالة المعاشة في أي علاقات سامة، متيحًا المساحة لفوضى من المشاعر الصاعدة والهابطة.

على المستوى الموسيقي تأتي الألحان بالعديد من اللمسات التجريبية في توظيف آلات مختلفة بأسلوب متنوع، بداية من توظيف صوت المزمار الهندي مع أوتار الجيتار المشدودة، والمزيج بين الكيبورد والطبلة المضغوطة، والبايس المكثف والرق، مع صوت الناي الذي يولده الكيبورد. يلعب المقسوم الشرقي بطبقاته العالية دورًا في الغناء بصحبة التشيلو، بينما تأتي الاستعارات من الأسلوب المباشر لموسيقى الراي، مصحوبةً بالتخت الشرقي. لا تغيب الربابة الصعيدية في أغنية "في خيالي"، فيما تطغى التوزيعات في أغنية "أنا جيت جمبك"، والذي تستعمل فيها سميرة الفلو السريع بالغناء. أما في "هو طيب معاكي" نجد استعارات من موسيقى الكانتري، وخاصة الهارمونيكا.

اقتصر الجانب البصري للألبوم على فيديو كليب أغنية "قويني بيك"، والذي امتاز بعناصره التقليلية، بالتصوير في باحة منزل من التصميم الأندلسي التراثي، مع التركيز على وجه النجمة وانفعالاتها. وقد أخرج الفيديو كليب جريج حاسواك، مع شكر خاص في الأغنية للمخرج هادي الباجوري.

شارك في كتابة كلمات الألبوم كلٌ من أمير طعيمة صاحب حصد الأسد من حيث عدد الأغنيات، وأيمن بهجت قمر وحسن عطية وبهاء الدين محمد ومصطفى مرسي وهاني شحاتة. أما الألحان والتوزيع فشارك بها وليد سعد وهاني يعقوب وصلاح الشرنوبي ورياض همشري ومحمد مصطفى ومنير الجزائري ومحمد عرام وعمرو مصطفى وخالد عز وأشرف سالم وحمدي صديق.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع