تُعد أغنية "شنطة سفر" واحدة من الأغاني الأيقونية لـ أنغام التي يحفظها جمهورها وعشاقها عن ظهر قلب وخاصة جيل الثمانينيات والتسعينيات. صدرت الأغنية ضمن ألبوم "إلا أنا" عام 1993 الذي تضمن 8 أغنيات. كانت تلك الفترة مليئة بالتحولات على الساحة الغنائية، سواء من حيث ظهور مطربين جدد أو من حيث شكل الأغنية الذي بدأ يميل إلى الأغنية الشبابية، مع الحفاظ على بعض العناصر الطربية، كما تجلى في أعمال أنغام في تلك الفترة.
تعود أيقونية أغنية "شنطة سفر" لعدة عوامل، أبرزها كلماتها المؤثرة التي كتبتها الشاعرة فاطمة جعفر حين قرر شقيقها السفر للعمل خارج البلاد. ومن خلال هذه الكلمات عبرت الشاعرة عن مشاعر العتاب والفقد والحنين بمنتهى الروعة لتبدو وكأنها حوار يدور بين شخصين. لاحقًا كشفت أنغام في إحدى المقابلات أن الأغنية لم تكن مخصصة لها في البداية، ولكن عندما سمعتها، أسرت قلبها، فقامت بطلب الأغنية من الشاعرة وملحنها محمد علي سليمان لتضمها إلى ألبومها القادم.
قدمت أنغام أغنية "شنطة سفر" بأسلوب عاطفي موجه لحبيبها، حيث جاء أداؤها مليئًا بالصدق والمشاعر، مزجت فيه بين الضعف والاشتياق. تزامن صدور الأغنية مع تكرار سفر الأزواج والأبناء للخارج، الأمر الذي كان شائعًا في تلك الفترة، ما جعلها تلقى صدى واسعًا لدى الجمهور. كما أن التوزيع الموسيقي الذي تميز بمزيج رائع من الوتريات من أبرزها التشيلو والكونترباص، أضاف للأغنية بعدًا عاطفيًا عميقًا مما جعلها تلامس مشاعر الكثيرين وتؤثر فيهم بشكل كبير.
أما العنصر الرئيسي الذي جسّد هذه الرحلة من الأحاسيس المتنوعة كان الفيديو كليب والذي أخرجه واحد من أبرز المخرجين السينمائيين، عاطف الطيب. عُرف الطيب بتقديم أفلام ذات طابع ثقيل تعالج مشكلات واقعية في المجتمع مثل "سواق الأتوبيس"و"الحب فوق هضبة الهرم" و"البريء" و "الهروب"، وكان فيديو كليب أغنية أنغام "شنطة سفر" الاستثناء الوحيد الذي أخرجه في عالم الأغاني المصورة.