قصَّ رامي جمال شريط ألبومه الجديد الأسبوع الماضي، في أول أيام العيد، وأصدر الأغنية التي تحمل اسم الألبوم "خليني أشوفك". كان رامي قد أعلن مُسبقًا عن قائمة أغاني الألبوم، التي ستصدر تباعًا بمُعدل أغنية في كل أسبوع، وكما كان منتظرًا، عاد رامي جمال هذا الأسبوع ليُصدر ثاني أغاني الألبوم "بقول وأكدب"، من كلمات جمال الخولي وألحان رامي جمال وتوزيع أحمد ابراهيم.
هيّأ رامي جمال جمهوره للمود الحزين الغالب على أغاني الألبوم قبل أن يطرحه، حين أرفق بإعلان الألبوم على انستغرام وصورة غلافه عبارات يؤكد بها أن الألبوم سيكون حزينًا، إذ كتب: "اللي قال العيد فرحة أنا هثبتلوا العكس". وبعد أن قدّم في الأغنية الأولى "خليني أشوفك"، وجبة خفيفة من النكد، بإعادة تقديم موضوع مُكرر في أغانيه، عن القدرة على تجاوز العلاقات العاطفية، من موضع تختلط به مشاعر الحزن المرتبطة بالذاكرة مع الثقة والاعتداد بالنفس؛ رفع رامي جمال في الأسبوع التالي جرعة النكد وضربها بأضعاف، مع تقديمه بأغنية تتبع لذات الثيمة، ولكنها أكثر حزنًا، يحاول فيها أن يتعامل مع لحظات الضعف.
ليس من السهل بالنسبة لرامي جمال في "بقول وبكدب" التعامل مع الظرف الجديد، فعلاقة الحب خلفت وراءها فراغًا كبيرًا. ما بين الإقرار الذاتي بالضعف وعدم القدرة على تحمل ألم الغياب، وما بين المُكابرة والرغبة الكامنة لدى رامي جمال بعدم الظهور بصورة هشة، تتوه كلمات "بقول وأكدب"؛ ربما لأنها واحدة من أكثر أغانيه جُرأةً بالتعبير عن الذات، وعن تلك المُفارقة ما بين الحقيقة والصورة المثالية التي يرغب بالظهور بها دومًا: "عشان مبقاش بقول وأكدب أنا هنسى لكن هأتعب/ ومش ضامن في يوم من بعد ما أنسى أرتاح/ غيابك عني مش هين ولكن عكس ده هبين".
بعد أن يصل رامي جمال إلى حالة من الاستسلام للحزن والقدر في اللازمة، يعود في الكوبليه الثاني ليُصبّر نفسه بالإيمان بأن الآخر سيصل للمصير ذاته الذي حلّ عليه، وأن النهاية لن تترك أثرًا موجعًا عليه وحده: "... ومن نفس الوجع ده هتسألني الخلاص إمتى/ هتتعب زي ما أنا هأتعب عشان أنساك".
يعرف رامي كيف يحيي هذه الكلمات والمشاعر بصوته الذي يُعطي إحساسًا بالخدر، لنسرح معه ونعيش الحالة ونتعاطف معها إلى أبعد الحدود. لكن أجمل عناصر الأغنية هو التوزيع الموسيقي الذي وضعه أحمد ابراهيم، والذي خلق به هارموني بين الغيتارات الكهربائية الحزينة وبيت رشيق يستحوذ على حواس المستمع ويعزله ليسرح في عالم الأغنية.
