ما إن نسمع دندنة عمرو دياب بـــ " يا لالي و يا لالي ويا لالا"، أو حسين الجسمي يردد "أسمراني … عيونه سمرا، واد جدع" حتى نتذكّر بعض من أبرز أغاني الإعلانات للموسم الرمضاني الماضي، وهي من كتابة الشاعر أيمن بهجت قمر. والذي بدأ مسيرته من نفس النقطة في نهاية الثمانينات، حيث عمل بتأليف الأغاني للإعلانات التجارية المختلفة، وكانت بدايته الفعلية في عام 1991 حين شارك بألبوم بعنوان " أخدته السيما"، ووصفه هو نفسه بأنه كان ألبومًا ضعيف المستوى، لكن فائدته الكبيرة كانت تعرفه على الملحن حسن دنيا، الذي ساهم في إدخاله للعالم الموسيقي. وبدأ تعاونه الأول مع فارس بأغنية "شاغلني" من ألبوم "سَوسنة"، قبل أن يتعاونا في ألبوماته التالية "أمير العشق" و"تاني"، تبعته عدة تعاونات مع إيهاب توفيق، قبل أن يصبح أيمن من أهم كُتاب أغاني جيل بداية الألفية.
عمل قمر على أغاني الإعلانات ودخل عالم الكتابة للفوازير والبرامج منذ بداياته، مما خلق لديه مرونة جعلته قادرًا على التنقل بين العاطفي الرومانسي، والكوميدي الساخر، ليتعاون مع العديد من النجوم من مختلف الجنسيات العربية، وأيًا كانت محطة المغني العربي سواء بداية أو نجومية، فإن بصمة أيمن بهجت قمر موجودة عليها. وخاض أيمن بهجت قمر رحلة طويلة مع عمرو دياب، تصل إلى مجموع خمسين أغنية؛ أهمهم "نغمة الحرمان" و"يهمك في إيه"، و"وحشتيني" و"أكتر واحد بيحبك" و"أحبك - أكرهك". وشارك في أهم هيتات نانسي عجرم أيضًا، فأغنياتها "آه ونص" و"يا طبطب يا دلع" كانت من توقيعه. وقدّم لمسيرة أبرز الفنانين، أمثال محمد حماقي و فضل شاكر و محمد فؤاد وحسين الجسمي وسميرة سعيد و نبيل شعيل ووائل جسار و هشام عباس وأحمد باتشان وحسام حبيب وغيرهم. كما لحق بجيل الثمانينات والتسعينات وأبرز رموزه حيث كتب لعلاء عبد الخالق "مشيت"، و"يوم من عمرك"، وكتب لحميد الشاعري "ليه؟".
بجانب إسهاماته الضخمة في المجال الموسيقي، لا يمكن المرور مرور الكرام على مسيرته بالكتابة لأغاني وتترات المسلسلات والأفلام، فقد خلق حالة من التعلق بين الأعمال الفنية وجمهورها، سواء بالأعمال التراجيدية أو الكوميدية، كما عمل على العديد من المشاريع المميزة في برامج الفوازير التليفزيونية، والتي مثلت جزءًا من بداياته، حين قدم أشعار في برنامج "فوازير تياترو" عام 1998، هذا قبل أن يكرر التجربة مجددًا في العام 2013، حين قدّم كلمات أغاني واسكتشات وتترات "مسلسليكو" للفنان محمد هنيدي. كما شارك في موجة السيتكوم التي بدأت منذ منتصف بداية الألفينات، ليقدم كلمات تتر مسلسل الكارتون "القبطان عزوز"، وكلمات تتر سيتكوم "العيادة".
كانت بدايات أيمن بهجت قمر في عالم التلفزيون والسينما بفيلم "بحبك … وأنا كمان" في عام 2003، من بطولة مصطفى قمر، والذي كتب السيناريو الخاص به، كما كتب أغنية "من فضلك، لو سمحت"، والتي غنّاها مصطفى قمر. وتبعها إسهامه في تترات العديد من الأعمال التلفزيونية والسينمائية، ومن أبرزها تترات مسلسلات كــــ "إمام الدعاة"، و"عباس الأبيض في اليوم الأسود"،و"يتربى في عزه" و"أهل كايرو"، و"الواد سيد الشحات" و" الطوفان"، و "رحيم" و"أبو العمر المصري". وبالنسبة لتترات الأفلام فقد أسهم في أفلام كـــ"وش إجرام"و"ظرف طارق، و"خارج على القانون" و"الشبح"، و"الريان" و "إبن القنصل"، و"رمضان مبروك أبو العلمين حمودة" و"عسل أسود"، و" الطوفان" و "رحيم"، و"أبو العمر المصري"، وغيرها.
وخاض أيمن تجربة الكتابة للسينما، ليقدم للسينما المصرية العديد من الأعمال المحورية، معطيًا لروحه الساخرة مساحة أكبر بأفلام تنتمي للفئة الكوميدية - الإجتماعية، فبعد فيلم "بحبك وأنا كمان" في عام 2003، قدم أفلام كوميدية أخرى "عندليب الدقي" و"إبن القنصل" و"إكس لارج"، و"سمير أبو النيل"، و"آخر ديك في مصر" و"البدلة" وحالياً، يُعرض بدور السينما فيلم "أهل الكهف" الذي قام بمعالجته السينمائية.