ارتبطت "شيك شاك شوك" من البداية بالرقص الشرقي، عندما قدمها الفنان
بدأ أبو السعود مشواره في التأليف الموسيقي واشتغل في البداية مع أحمد عدوية، حيث ألف له لحن واحدة من أشهر أغانيه يا بنت السلطان، والتي شكلت ثورة لحنية في الأغنية الشعبية المصرية عند نهاية التسعينيات. انتقل بعدها إلى إنتاج الموسيقى التصويرية حتى صار في رصيده أكثر من ٨٥ عمل بين السينما والتلفزيون منها أفلام "العار" و"سلام يا صاحبي". كما طبع بصمته في عالم البوب العربي وتعاون مع عدد كبير من المغنين في أغنيات مثل "آسف حبيتي" مع راغب علامة، و"لما النسيم" لـ محمد منير و هاني
بالعودة إلى شيك شاك شوك، فقد عرفت نسخة التسعينيات الرائجة تطورًا على صعيد الآلات والكلمات. دعت مقدمة الكورال المتساوية بين الأصوات النسائية والرجالية إلى العودة للإيقاع البلدي "ما تسيب يا حبيبي الراب والروك/ وتعالي نرقص بلدي". لم تنتقص هذه الكلمات من الجنرات المذكورة غير أنها دعت إلى تقدير الموسيقى الشعبية المصرية، ولم تكن هذه الأنواع قد اندمجت بعد في الثقافة المصرية وقتذاك. بينما جاء هذا الألبوم ككل لعرض تطورات التوزيع الموسيقي وقتها على حساب الإيقاع والمقامات.
أما على صعيد الآلات، افتتحت شيك شاك شوك بضربات الطبلة البلدي مع لاعب الرق هشام العربي ولاعب الإيقاعات خالد جمعة، بالإضافة إلى لاعب النقرزان منصور، وهو ما أعطى الإيقاع رخامته. باغتنا بعدها صوت باقي الآلات الوترية مع نخبة من العازفين مثل يحيى الموجي ورياض الهمشري على العود. لكن ما أعطاها بصمتها هو صولو الأكورديون على مقام نوا كرد الذي قدمه أبو السعود في منتصف الأغنية، ليهبط بعدها الإيقاع ويصبح أبطأ بينما يرتفع صوت جمله اللحنية على باقي الآلات بعد أن كان الإيقاع هو الطاغي في البداية.
لا تزال شيك شاك شوك واحدة من أهم المقطوعات في ممارسة الرقص الشرقي وتعليمه، تعطي خصائصها مساحة لتحريك الجسم بشكل متناسق مع اللحن المائع والإيقاع البلدي. كما أنه تم استعادتها أكثر من مرة منها مع طروب بكلمات مختلفة، والاستعانة بسامبل منها في ثقافة الهيب هوب والبوب.
توفي ساحر الأكورديون حسن أبو السعود سنة ٢٠٠٧ لكن إنتاجاته بقيت حاضرة ومتناقلة، كما وجدت هذه الأغنية السبعينية طريقها إلى الجيل الجديد بعد أن غزت عالم مواقع التواصل الإجتماعي، وحضرت في الحفلات، ولا تزال مرتبطة بالرقص الشرقي حتى اليوم. أما مع استمرار الاستماع إليها على المنصات المختلفة إلى جانب مقطوعات أخرى لحسن أبو السعود، فقد حضر اسم الموسيقار عدة أسابيع على قائمة بيلبورد عربية 100 فنان ليكون بين الفنانين الراحلين النادرين على القائمة إلى جانب الفنان عبد الحليم حافظ.