يأتي البوب المصري ليكون من بين الجنرات الموسيقية الأكثر ظهورًا على قوائم بيلبورد عربية، فهو إلى جانب كثافة إنتاجه وفنانيه من أكثر الجنرات الموسيقية العربية التي يحل عليها ضيوف من البلدان الأخرى، وقد انطلقت هذه العادة من أيام الزمن الجميل. بعض هؤلاء الفنانين انتقلوا كليًا إلى مصر وأعلنوا لهجتها وموسيقاها كالخيار الوحيد لمسيرتهم، وبعضهم الآخر يقدمونها إلى جانب لهجاتهم الأصلية التي يعودون للغناء بها في كل حين. يعزو البعض ذلك إلى كون المقسوم الشرقي خُلق للأغنية المصرية، فهو البوابة لتقديم أغاني راقصة حيوية مميزة، فيما يرى آخرون أنها اللهجة الأسهل للوصول إلى جمهور أوسع في مصر والعالم العربي.
في القائمة التالية نتتبع أبرز الأغاني الحاضرة هذا الأسبوع على قائمة بيلبورد عربية هوت 100، والتي تحضر كل منها لأسابيع طويلة متواصلة، وقد قدّمها باللهجة المصرية فنانون من خارج مصر. تعرّفوا عليها فيما يلي:
نوال عبد الشافي - "مخصماك"
أصدرت نوال أغنيتها هذه قبل عامين لتتجاوز حتى اليوم أكثر من 195 مليون مشاهدة على يوتيوب وحده، وتتحول إلى واحدة من أبرز هيتات البوب المصري في السنوات الماضية. بمزيج من الإيقاعات الإلكترونية ومقسوم المهرجانات في اللحن الذي وضعه وليد العطار ووزّعه كلوبكس، تغني نوال كلمات حدوتة التي لا تقتصر على إعلان الخصام، بل تشتكي من التلاعب الذي تتعرض له وترفضه بتعابير ساخرة ومفردات مختلفة: "عينك رايحه ورا اى بنت/ وانا مش شاكه ده انا اتاكدت/ وبتشتكي لو جيت نكدت/ والناس تقول غلبان يا حرام/ شكلك عاوز علاقتنا تبوظ/ وبتشتكي من لوى البوز/ مش هتصالح غير وقت م اعوز/ متجيش تجر معايه كلام". حضرت "مخصماك" على قائمة بيلبورد عربية هوت 100 منذ انطلاقها وحتى الآن أي لـ 28 أسبوعًا متواصلًا.
لميس كان - "مسيطرة"
حملت "مسيطرة" حين صدرت شيئًا من الصدمة للجمهور الذي تفاجأ من الفتاة التي تغني بصوت ناعم مفردات فجة، تعلن رغبتها بالتحكم في العلاقة وتطويع الشريك على مزاجها، وهي كذلك من كلمات مصطفى حدوتة وتلحين وتوزيع كلوبكس. لكن صدمة المجتمع الشرقي بهذا الإعلان الصارخ عن القوة والسيطرة، اُستبدلت سريعًا بالإعجاب الكبير وتقبّلها بروح فكاهية لتنتشر الأغنية كالنار في الهشيم، خاصة مع العنصر الراقص الحيوي الذي قدّمته الألحان، وسمح للأغنية أن تتحول إلى الموسيقى الرسمية لمعظم مقاطع الفيديو على تيك توك ومنصات التواصل المختلفة، بل حتى أصبحت حاضرة بقوة في حفلات الزفاف، سواء تقبّلها العريس بروح رياضية أو انتهت بالتسبّب في الطلاق.
مهى فتوني - "الصبر جميل"
نجحت "الصبر جميل" في تقديم مهى فتوني للجمهور العربي للمرة الأولى، لتحقق الفنانة الشابة ما لم تتوقعه، إذ كانت قد ركنت الأغنية جانبًا لفترة حين عُرضت عليها، قبل أن تقرر فجأة أنها ستسجّلها وتطلقها فتحقق معها مئات ملايين الاستماعات على المنصات المختلفة. نجحت الأغنية بتقديم صوت مهى بأفضل شكل وقد غنّت كلماتها الحزينة بتمكن وهدوء كبيرَين، جعلاها تتقمص حالة الاستسلام من الخذلان والأذى اللذين تعرضت لهما. كتب أحمد العزب الأغنية ولحنها محمد عبد المجيد ووزّعها عمرو الخضري، وحضرت على قائمة هوت 100 لـ 28 أسبوعًا متتاليًا.
نانسي عجرم - "يا طبطب" + "انت ايه" + "تيجي ننبسط"
رغم حرصها دومًا على العودة وتقديم أغانٍ مميزة بلهجتها اللبنانية الأم أو حتى باللهجة الخليجية، إلا أن مسيرة نانسي عجرم انطلقت باللهجة المصرية وركزت عليها باستمرار لتحقق معها أبرز هيتات مسيرتها. تنوعت أغاني نانسي التي ظهرت على قائمة هوت 100 عبر الأسابيع، إلا أنها كانت حاضرة هذا الأسبوع تحديدًا مع 3 هيتات، اثنان منها من بداياتها وهي "يا طبطب" الصادرة ضمن ألبومها الخامس عام 2006 و"انت ايه" الصادرة ضمن ألبوم "آه ونص" عام 2004. أما أغنيتها الأحدث "تيجي ننبسط" فصدرت منفردة في صيف العام الماضي 2023 من كلمات تامر حسين وألحان عزيز الشافعي ولم تغادر قوائم بيلبورد عربية منذ إطلاقها.
أصالة نصري - "فوق"
لأصالة باع طويل في الأغنية المصرية، وقد عرفت بداياتها غناءها أغانٍ طربية من ألحان عمالقة الزمن الجميل مثل بليغ حمدي وسيد مكاوي. كيّفت أدواتها بعد ذلك لتقديم أغاني بوب بمختلف اللهجات، حيث قدّمت ألبومات خليجية متكاملة إلى جانب ألبوماتها مصرية اللهجة. في آخر ألبوماتها "لحقت نفسي" الصادر بين نهاية العام 2023 وبداية العام 2024، تميزت العديد من الأغاني المصرية، لكن أبرزها بحسب قائمة هوت 100 هي أغنية "فوق" التي دخلت القائمة بمجرد صدورها وبقيت حاضرة عليها في مرتبة متقدمة لـ 28 أسبوعًا متتاليًا. كما يحضر على القائمة أسبوعيًا كذلك ديو "يا سبب فرحتي" الذي جمعها بأحمد سعد بمناسبة عيد الحب لهذا العام.
راغب علامة - "نسيني الدنيا"
إلى جانب أغانيه اللبنانية التي قدّمها في بداياته مثل "يا ريت فيي خبيها"، صعد راغب علامة إلى أوج النجومية في التسعينيات مع أغانٍ مصرية مثل "آسف حبيبتي" و"مغرم يا ليل" وغيرهما، وتتابعت هيتاته المصرية لعقود تالية مع هيتات أحدث نسبيًا مثل "اللي باعنا" و"يلا". ما بين هاتين الحقبتين، أصدر راغب أغنيته "نسيني الدنيا" من كلمات عاصم حسين وألحان خالد البكري وتوزيع هادي شرارة. ما زالت الأغنية تحصد شعبية متواصلة على المنصات بعد عشرين عامًا على صدورها، إذ لم تغادر قائمة هوت 100 منذ إطلاقها قبل 28 أسبوعًا.
الشامي - "خدني"
بعد أن عزز الشامي مكانته خلال مدة قصيرة كأبرز نجوم الليفانتين بوب الشباب، وقدّم هيتات دخلت قوائم بيلبورد بقوة مثل "يا ليل ويالعين" و"صبرًا"، قرر التوجه للغناء باللهجة المصرية للمرة الأولى مع أغنيته "خدني" التي كتبها ولحنها بنفسه وقام بتوزيعها فؤاد جنيد. دخلت "خدني" إلى هوت 100 بمجرد صدورها، ووصلت في أسبوعها الثاني إلى المرتبة الثانية وتحضر بين المراتب العشرة الأولى لخمس أسابيع متتالية.
وائل جسار - "كل وعد"
بمناسبة عيد الحب للعام 2024 أصدر النجم وائل جسار أغنية بعنوان "كل وعد"، وظهرت إلى جانبه في فيديو كليب الأغنية زوجته بعد مرور حوالي عقدين على زواجهما، ما منح الإصدار الرومانسي المزيد من الخصوصية والمصداقية. كتب الأغنية رفيق نجيب ولحنها أحمد زعيم، لتحجز مكانها على قائمة هوت 100 طوال 17 أسبوعًا متتاليًا، وتنضم لسلسلة هيتاته المصرية عبر السنوات مثل "خليني ذكرى" و"بتوحشيني" و"ظروف معنداني" وغيرها الكثير.
حسين الجسمي - "بشرة خير"
بدأت تجارب حسين الجسمي باللهجة المصرية للمرة الأولى مع أغنية "بحبك وحشتيني" التي صدرت لفيلم "الرهينة" عام 2006، وكانت من كلمات أيمن بهجت قمر وألحان وليد سعد. تكرر التعاون بعدها مع أيمن بهجت قمر في أغنية "بشرة خير" التي لحّنها عمرو مصطفى وصدرت عام 2014، والتي حققت منذ صدورها أكثر من 600 مليون استماع على يوتيوب وحده، ومن الواضح أنها مازالت تحقق أرقام استماع كبيرة على المنصات المختلفة وقد ظهرت على قائمة هوت 100 في 23 أسبوعًا.
هيفاء وهبي - "وصلتلها"
تفرغّت هيفاء وهبي في السنوات الماضية للفن المصري تفرغًا كاملًا مع تتالي هيتاتها مصرية اللهجة وتقديمها أدوار تمثيلية في إنتاجات مثرية بارزة من أفلام ومسلسلات. ورغم الشعبية الكبيرة التي حققتها أحدث أغانيها المصرية "يا نحلة" التي أطلقت لها تحدي رقص تصدر السوشال ميديا، إلا أن أغنيتها "وصلتلها" التي صدرت بداية العام الحالي 2024 مازالت الأبرز على قوائم بيلبورد عربية، حيث دخلت هوت 100 بمجرد صدورها وحضرت فيها لـ 22 أسبوعًا متتاليًا.