ذات يوم في خمسينيات القرن الماضي استيقظ الشاعر المصري مأمون الشناوي وارتدى ملابسه التي رتبتها خادمته في الخزانة وضع يده في جيبه، فعثر على ورقة كُتب عليها: "ع الحلوة والمرة مش كنا متعاهدين/ ليه تنسى بالمرة عشرة بقالها سنين". دندن الشاعر الكلمات فوجدها أقرب للشعر الغنائي انتابته الحيرة فهذا ليس لونه في الكتابة ولا يذكر أنه كتب هذه الكلمات من قبل.
سأل الخادمة عن الرسالة فأبدت عدم معرفتها، لكن حين حاصرها بالأسئلة اعترفت أن المكوجي يحبها ويضع لها رسائل غرامية في جيوب الملابس واعترفت أنهما ليسا على وفاق منذ مدة فبعث لها برسالة عتاب لم تتوقعها وهكذا انكشفت القصة.
ضحك الشناوي كيف تحولت ملابسه لساعي بريد بين العاشقين، وهاتف صديقه الملحن محمود الشريف كما استدعى المكوجي الموهوب. سأله الشناوي إن كان باستطاعته إكمال كلمات القصيدة فأخذ المكوجي يقول: "نسيت خلاص عهدنا ونسيت ليالينا/ ونسيت كمان ودنا ونسيت أمانينا/ كان أملي فيك غير كدة ليه تنسى ماضينا/ حرام عليك كل ده شمتهم فينا".
أُعجب الشناوي والشريف بما سمعاه، فاستل الأخير العود وبدأ بتلحين الكلمات على الفور. وصلت الأغنية بعد تلحينها إلى المطرب عبد الغني السيد الذي أعجب بها، لتصبح أشهر أغانيه. أما المكوجي واسمه سيد مرسي فمنحته كلمات "ع الحلوة والمرة" شهادة ميلاد جديد كشاعر لمع نجمه بعدما عرّفه الشناوي على كبار الملحنين، فعمل مع محمد عبد الوهاب وبليغ حمدي وحلمي بكر وغيرهم كما تغنى بكلماته العشرات من الفنانين الكبار مثل محرم فؤاد وعبد الحليم حافظ ونجاة الصغيرة وليلى مراد ووردة وهاني شاكر وغيرهمt.
توفي سيد مرسي في العام 1995 عن عمر ناهز 108 أعوام، تاركًا خلفه إرثًا غنائيًا ضخمًا، ورغم هذا الإرث الغني بقيت أغنية " ع الحلوة والمرة" الأهم فيه والأكثر شهرة.t