على مدار أكثر من 25 عاما، أبدع الموسيقار هشام نزيه في تقديم رؤيته الفريدة وبصمته المميزة في الأعمال السينمائية والدرامية. موسيقاه دائمًا ما تأخذنا إلى قلب أحداث الفيلم، لتجعلنا نعيش أجواء القصة بكل تفاصيلها، بغض النظر عن نوعها أو حبكتها.
أداء حي للمرة الأولى
في الدورة السابعة لمهرجان الجونة السينمائي الدولي، قدّم هشام أولى حفلاته الحية، حيث شارك الجمهور موسيقاه التي لطالما أبهرت الكثيرين. بهذه المناسبة قابلت بيلبورد عربية المؤلف الموسيقي لسؤاله عن المحطات المختلفة في مسيرته منذ بداياتها وصولًا إلى لحظة أدائه في الجونة، وكذلك عن سبب تأخره في اتخاذ خطوة الأداء أمام الجمهور، فأجاب: "بعض القرارات والخطوات باخدها ببطء وبتفكير طويل اوي اوي وأحيانا ببقى عايز حد يزقني وده اللي عملوه مهرجان الجونة".
هشام وبداياته مع الموسيقى
وُلد هشام نزيه في 23 أكتوبر/ تشرين الأول 1972، ومنذ طفولته برز شغفه واهتمامه العميق بالموسيقى، فحظي بتشجيع والديه على تنمية هذه الموهبة عبر تعلم العزف. في مطلع مراهقته، حضر لأول مرة عرضا لفرقة موسيقية تعزف مباشرة، وهو ما يعتبره محطة مهمة في حياته، إذ أسرته الموسيقى الحية رغم كون الفرقة من الهواة وتؤدي في حفل زفاف. ومع ذلك لم يتجه هشام لدراسة الموسيقى أكاديميًا، بل التحق بكلية الهندسة تلبية لرغبة عائلته.
أولى الخطوات السينمائية
لا يعلم الكثيرون أن هشام بدأ أولى خطواته في مجال السينما من خلال فيلم "آيس كريم في جليم" مع عمرو دياب، لكن التجربة لم تُكرر ولم تثر حماسه؛ فقد أوضح في تصريحات سابقة أنه كان حينها طالبًا في السنة الأولى بكلية الهندسة، وعندما طُلب منه المشاركة في الفيلم، أعتقد أن دوره سيقتصر على عزف الموسيقى فقط، إلا أنه لم يجد شغفه في التمثيل.
خلال فترة دراسته التقى بالملحن وجيه عزيز، الذي جمعته به علاقة صداقة قوية، وقام بتعريفه على المخرج عادل أديب الذي اختاره لتأليف الموسيقى التصويرية لفيلمه مع أحمد زكي "هيستريا". كانت هذه فرصة ذهبية لهشام، لكنها حملت تحديًا كبيرًا إذ كان عليه إنجاز الموسيقى بالكامل خلال أسبوع فقط، وهي أقصر مدة عمل فيها على مشروع فني. في مقابلتنا الحصرية معه، سألنا هشام عن هذه التجربة تحديدًا، فأجاب:" اللي جرى في هيستريا ان ده كان أول فيلم روائي طويل ألفله موسيقى في حياتي، ودي كانت فرصة رائعة ادهالي عادل أديب، وفيلم بطولة أحمد زكي وكانت حاجة يعني فظيعة، وأنا كنت مستني اللحظة دي طول عمري بس جت في ظروف ما أتمناهاش أبدا".
أعمال لا تنسى
بعد نجاحه في "هيستيريا" قدم هشام سلسلة من الأعمال المتميزة التي قادته إلى الصدارة بسرعة، وأثبت من خلالها مكانته كأحد الموسيقيين الواعدين. من أبرز هذه الأعمال: فيلم "الساحر" و "السلم والثعبانين" و "سهر الليالي" و "عن العشق والهوى" و "تيتو" و "إبراهيم الأبيض" و" بلبل حيران". انتقل بعدها إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدم موسيقى مسلسلات مثل "شربات لوز" و "نيران صديقة" و "السبع وصايا" و"في كل أسبوع يوم جمعة". يتميز هشام بتنوعه الكبير في اختيار الموضوعات، وهو ما ينعكس على الأساليب الموسيقية المختلفة التي قدمها، لكنه حافظ دومًا على عنصر التجديد، مما يجعل ألحانه فريدة ولا تتشابه مع بعضها. ظهر ذلك واضحًا في الأفلام التي لها أكثر من جزء مثل موسيقى فيلم "الفيل الأزرق" بجزئيه و"ولاد رزق" بأجزائه الثلاثة.
في عام 2022 دخل هشام عالم مارفل من خلال تجربة فريدة وهو مسلسل " Moon Knight" الذي أخرجه محمد دياب وعُرض على منصة ديزني بلس. سألناه خلال لقائنا معه عن تجربته في استخدام الأصوات الغنائية في هذا العمل المميز، الذي ترشح من خلاله لجائزة الإيمي، فأجاب: "احنا كنا مقررين، محمد دياب المخرج طبعا وأنا، انه الموسيقى لازم تكون الموسيقى القاهرية بتاعة النهاردة، بتاعة اليومين دول، جزء من العمل بيتكلم عن آلهة مصرية مقدسة في عهد مصر القديمة وده شئ عنده سحره".