ملحن أولًا: أغاني لا تعرفون أنها من توقيع عصام كريكا

نستعيد سبع أغاني لسبع نجوم مختلفين من الوطن العربي القاسم المشترك بينها هي لمسة عصام كاريكا في الألحان
عصام كريكا
عصام كريكا
Change Font Size 20

عرف عصام كاريكا بأغنياته الخفيفة على القلب وأسلوبه الغنائي الذي لا يشبه أحدًا من جيله. لكنه وقبل أن يظهر على الساحة الغنائية بحوالي عشر سنوات كان يمارس دوره الأساسي كملحن، وقد تعاون في أعمال مختلفة مع العديد من الفنانين. من الصعب معرفة الجانب المفضل لدى الجمهور لعصام كاريكا، فهل يفضلونه كمغنٍ معروف بأغانيه الخفيفة والمؤثرة؟ أم كملحن مبدع ساهم في إثراء المشهد الموسيقي خصوصًا في فترة نهاية التسعينيات؟ بالعموم، وبالتزامن مع يوم عيد ميلاده، نتتبع كيف نجح عصام كاريكا في الحفاظ على تواجده في الصناعة الموسيقية بفضل مواهبه المتعددة.

حكيم

جاءت أوائل تجارب عصام كاريكا في مجال التلحين مع حكيم بأغنية "بيني وبينك" الصادرة ضمن ألبوم "نظرة" في أوائل التسعينيات، من كلمات طارق تركي وطارق الشاعر وتوزيع حميد الشاعري. قدم هذا الفريق أغنية شعبية راقصة عابرة للزمن، قادرة على غمر المستمع بمشاعر البهجة والحيوية عند سماعها، فيما يحاول حكيم لفت نظر محبوبته بتغزله فيها.

مع النجاح الكبير الذي حققته الأغنية استمرّ التعاون بين حكيم وكاريكا، فقدما سويًا "فيها إيه" من كلمات مصطفى كامل وتوزيع حميد الشاعري و"محدش يلومني"، وصولًا لأغنية "طمني عليك". كان مقررًا أن تكون "طمني عليك" في الأصل إعلانًا لإحدى شركات الاتصالات، حتى أننا في بدايتها نسمع سمبلة لأصوات أزرار الهاتف النقال وجرس الرنين من قبل الموزع حازم رأفت، ولكن نجاح الإعلان الساحق أغرى حكيم ليطلب من عصام كاريكا والشاعر محمد هلال أن يكملا العمل عليها من مطلع فقط، إلى أغنية كاملة ليضمنها في ألبومه الصادر عام 2002 بعنوان "تلاكيك".

محمد محي

امتلك عصام كاريكا أذنًا موسيقية جعلته يضع بصمته في عالم موسيقى البوب والشعبي في آن واحد. ففي نفس الوقت الذي لحن لحكيم "بيني وبينك" ونجحت بشكل كبير، لحن أيضًا لمحمد محي أغنية "أعاتبك" من كلمات الشاعر مصطفى كامل الذي تعرف عليه كاريكا في بداية مشواره عن طريق الصدفة وحدث بينهما تناغم من أول لقاء وأبدعا سويا في العديد من الأغنيات. كانت "أعاتبك" بداية انطلاقتهما الفنية معًا، ورغم أن الأغنية مليئة بالحزن والشجن وعلى صعيد الموسيقى مليئةً بالإيقاعات الشرقية و الكمان، إلا أنها وجدت طريقها إلى الأفراح والمناسبات السعيدة في حقبة التسعينيات. أتبعا هذا النجاح بأغنية "أهل الملامة" الصادرة في ألبوم "روح قلبي" عام 1995، وقد كانت الإيقاعات الشرقية مسيطرة في تلك الفترة، بسبب تأثر البوب المصري بما سبقه من حقبة طربية ذات فواصل غنائية طويلة. برزت كذلك في توزيعات الأغنية الطبول والصاجات والأكورديون والكمان.

محمد منير

كانت أغنية "عمر عيني" الصادرة في منتصف التسعينيات تعتبر لونًا جديدًا عمّا كان يقدمه منير حينها، حتى وإن امتزجت فيها بعض الإيقاعات النوبية في بدايتها ولكنها أغنية بوب مصري خالصة فيما كان جمهور منير قد اعتاد على تقديمه أشكال متنوعة من الروك والبلوز مجتمعين مع السلم النوبي الخماسي. لطالما كان التلحين لمنير حلمًا من أحلام عصام كاريكا، خاصةً وأن الاثنان يجمعهما قاسم مشترك هو أن كلاهما ينحدر من مدينة أسوان. إلا أن شهرة عصام الكبيرة عبر أغاني مثل التي لحنها لحكيم، جعلت منير يعتقد أنه من الصعب عليهما الالتقاء فكريًا، ولكن مع اصرار عصام على مقابلته لمدة خمس دقائق فقط ووساطة مقربين منه وافق منير، وجلس معه عصام ليسمعه ما لحنه وكتب كلماته مصطفى كامل. وبالفعل، حازت الأغنية على إعجاب منير وضمّها لألبومه "من أول لمسة" الصادر عام 1996 ويعتبر هذا التعاون الوحيد بين منير وكاريكا، ولكنه صرح مؤخراً بأن هناك تعاونًا ثانيًا من المفترض أن يصدر قريبًا بعنوان "أنا الذي".

عمرو دياب

التعاون الوحيد بين عصام كاريكا وعمرو دياب كان على يد الشاعر بهاء الدين محمد الذي كتب كلمات أغنية "وهي عاملة إيه" وأعجب بها عصام فخرج من الاستديو مكان التقائهما ليجلس مع العود الخاص به في سيارته ويلحن مطلع الأغنية. التقى عصام بعدها بعمرو دياب في الاستديو وعرض الأغنية عليه، فأعجب بها وطلب منه أن يكملها حتى يتمكن من ضمها لألبومه القادم، وبالفعل صدرت في ألبوم "تملي معاك" عام 2000، أحد ألبومات عمرو دياب الذي لا يختلف عليه اثنان، فقد ضمَّ عشر أغنيات كلها كانت هيت في وقت صدوره.

ديانا حداد

عرف الجمهور المصري جمال وقوة صوت ديانا حداد عندما قدمت أغنية "إمشي ورا كدبهم" التي كتبها سمير زكي ولحّنها عصام كاريكا. صدرت الأغنية ضمن ألبوم "يا مايا" عام 1999. جاءت قصة الأغنية مليئة بالعذاب والألم، الذي تسبب فيه حبيبها لسماعه لكلام الناس الكذابين على حد وصفها، الذين تسببوا في انفصالهما: "دلوقتي كلامك ليا/ مش هيطيب جراح/ ولا هترجع دموعك/ يوم واحد من اللي راح".

على صعيد اللحن أبدع عصام كاريكا، خصوصًا وأن لحن الأغنية قريب من الطرب، وبعيد عن منطقة راحته. ظهر ذلك من خلال تنوع الجمل اللحنية، وحتى الفواصل الغنية بالتلييل. تجدد التعاون بين الفنانين بعد ذلك في أكثر من أغنية، نذكر منهم "قبل الغرام" و"قدرت تنسى".

حماده هلال

استكمالًا لمسلسل الأحزان، نتذكر سويًا أولى ألبومات حمادة هلال الصادر عام 1996 بعنوان "الأيام". وكانت هيت الألبوم الرئيسية والتي حملت عنوانه من ألحان كاريكا وكلمات مصطفى كامل ووزعها أشرف عبده. روى كاريكا سابقًا أن الأغنية في الأصل كانت لمطرب آخر ولكنه عندما سمعها بصوت حمادة أدرك أنها ملائمة أكثر لصوته وإحساسه، وبالفعل كانت وش خير عليه، إذ نجحت نجاحًا كبيرًا، وساهمت في تثبيت أقدام حماده هلال في الوسط الفني. كذلك وفي نفس الألبوم، قدَّم له عصام لحنين آخرين هما أغنيتا "عزيز عيني" و"هوى الليالي".

راغب علامة

كان أول تعاون لكاريكا مع راغب علامة في ألبوم "فرق كبير" الصادر عام 1996، وقدَّم له واحدَا من أجمل وأقرب الألحان إلى قلبه بعنوان "لو دارت الأيام" التي كتب كلماتها طارق التركي ووزعها أشرف عبده. جاءت الأغنية غنية بالإيقاعات الشرقية، فيما امتازت التوزيعات بحوارية بين الأكورديون و الكولة في الفواصل الموسيقية.

ومن حب راغب بالأغنية فقد قام بتقديم استعادة لها بعد عقود بتوزيع مختلف، ضمن جلسة له مع أنغامي سيشنز، فصنع منها نسخة جديدة أقصر عام 2019، بأسلوب يتناسب أكثر مع الذوق العام حاليًا، وذلك بعد مرور حوالي 23 عامًا على إصدار الأغنية للمرة الأولى.

لم تكن هذه الأغنية الوحيدة في ألبوم "فرق كبير" من ألحان عصام كاريكا، فله مشاركة ثانية بأغنية "آه يا ليل" التي كتبها محمد القصاص ووزعها أيضًا أشرف عبده.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع