اختارت آمال المثلوثي عنوان "مْرا" لألبومها الجديد الذي صدر حديثا، ويحمل الألبوم 12 أغنية منها خمس تعاونات. اختارت آمال تعبيرة مباشرة في العنوان تحيل إلى رمزيات نسوية وأنثوية في المنطوق التونسي العامي، وراوحت بين استعمال الإنجليزية والفرنسية والفصحى والعامية التونسية.
تعزيزاً لرمزية الألبوم وثيمته الرئيسية، تعاملت آمال بشكل رئيسي مع تشكيلة نسائية صرفة في التعاونات والإنتاج وهندسة الصوت. فإلى جانب الماليّة آيمي يارووليو والفرنسية كاميليا جوردانا والبريطانية جوستينا والعراقية-السويدية نايومي والنيجيرية إيفا ألورديا، استدعت آمال المنتجة الهندية-الألمانية حنّة فاسانت بالإضافة إلى مهندسة الصوت المصرية هبة قدري، إحدى أهم الأسماء في مشهد الإندي العربي، و سُجّل الألبوم بين أستوديوهات باريس ولندن ونيويورك.
يطغى صوت تجريبي غني بالتأثيرات الإلكترونية على أغاني الألبوم، فيما حضر الراب في أغلب التعاونات. تميزت بعض الأغاني بطابع إيقاعي عنيف يعكس الحالات المزاجية المختلفة التي انتقلت بينها آمال على امتداد الألبوم، من الغضب والصدامية والتغني بالأنا النسوية المقاتلة في "نار" إلى استجداء الأمل في "تمنيت"، فيما تلين نبرة الألبوم لتتجه نحو المناجاة والتضرّع في "مازال" التي اقتربت فيها آمال صحبة كاميليا جوردانا من الترانيم الكنسيّة الجريجورية في جو أثيري حالم.
حافظت آمال على طابع كتابتها الشعرية الذي تمزج فيه معجم الطبيعة مع مفردات الثورة والحرية. اكتست أغلب الاختيارات النصّية بالمباشرتية، يظهر ذلك جليّا في إذا، ما حوّل الألبوم برمّته إلى أشبه بالمانيفاستو النسوي: "بنت السحاب بنت الرعد / بنت الريح / بنت الأنهار / بنت الليل والجمال".
يضع ألبوم "مْرا" آمال في مرحلة جديدة من مسيرتها نحو الانتشار العالمي، ويعزّز حضورها كصوت غنائي نسوي من العالم الثالث بمعايير ورؤية عالمية، والجدير بالذكر أن آمال مثلوثي حافظت على تواجدها بقوائم بيلبورد عربية لسبعة أسابيع وأغنيتها "حلم" وصلت للمرتبة السابعة في قائمة هوت 100.
