يبدو أن شركة أفالون الهولندية تحصد نتاج الرهان على ديستانكت، فبعد خمس أعوام صار أي إصدار جديد له هو حدث موسيقي، مع اكتسابه قاعدة جماهيرية لدى المستمعين في العالم العربي، إلى جانب تحقيقه انتشارًا عالميًا. ينتقل ديستانكت مؤخرًا بسلاسة بين اللهجات المصرية والخليجية والدارجة المغربية، ويدمج في أغانيه بين المقسوم الشرقي والأفرو بيت، مركزًا على اللون العاطفي في الكلمات، بوضوح وبساطة بصرية ولغوية، ليرسخ مساحته كنجم عالمي. نستعرض فيما يلي الخمس أغاني الحاضرة بثبات لديستانكت على قائمة بيلبورد عربية هوت 100 بحسب ترتيبها هذا الأسبوع تحديدًا.
في المركز الرابع: "لا" من إنتاج يام وأنليديد، ورايدر وسينو، وأخرج الفيديو كليب المصاحب لها فيين كاتس. صدرت النسخة الأولى منها ضمن ألبوم "ليالي" منذ ثمانية شهور، بينما صدر الكليب في ديسمبر/ كانون الأول 2023 ليحصد شعبية كبيرة ويتحول غلى أبرز ترندات تيك توك في وقت قياسي.
في المركز الثاني عشر: "ولا 5,7,10" حيث يعود للهجة الدارجة المغربية مع مزيج في بداية الأغنية مع الأغنية الخليجية بشكل طفيف، وقد كان ديستانكست قد عبر لبيلبورد عربية في كواليس تصوير فيديو كليب الأغنية أنه لطالما أراد تقديم أغنية خليجية. اشترك في الإنتاج الموسيقي يام وأنليديد، وأخرج الفيديو كليب فيين كاتس، مستحضرًا الأجواء الصحراوية، والاعتماد على بساطة العناصر وقلتها لتكون الصحراء والناقة هما البطل الأبرز للكليب. يعتمد الغزل في الأغنية على الاستعادة من التراث البدوي المغاربي، سواء بالدق المتتابع على الطبول أو في الكلمات.
في المركز 16: "تيك تيك" الحفاظ على الشراكة مع يام وأنليدد لمشروع موسيقي ثابت ومتجدد تضع تيك تيك، بالتعاون مع إم إتش دي في مركز كتقدم ثابت أسبوعيًا رغم مرور حوالي العام على صدورها. تميزت الأغنية بكليب من إخراج تشاو سيلفا، وظّف فيه حركة الكاميرا المهزوزة، وانتقالاتها شديدة السرعة، واللعب على التبطيء والتسريع وألوان الإضاءة. أما لحن الأغنية فتميز بالبايس المشدود.
في المركز 43: "غزالي" بالاشتراك مع براين إم جي والتي ركزت بصريًا على الطبيعة في إخراج كاميرا فيلاز، بالإضافة إلى تضفير الفيرسات الفرنسية مع العربية والتي تعطي وقعًا موسيقيًا مختلفًا ومميزًا بالتزامن مع إيقاعات الأفرو بيت.
في المركز 63: "بيبيجيم" بالاشتراك مع علي471 جاء عنوان هذا التعاون باللغة التركية بفعل مقاطع علي ذي الأصول المغاربية/التركية والمقيم في ألمانيا. تداخلت في جمله اللغات الأجنبية مع اللهجة المحلية أما ديستانكت فالتزمت مقاطعه بالدراجة المغربية، مما منح الأغنية خصوصية كبيرة مع هذا المزيج اللغوي الغير مألوف، وإن بدا شديد الإنسجام عبر الموسيقى والإيقاعات. هذا التنوع الكبير في تعاونات ديستانكت نقل صورة عن المشهد الموسيقي للفنانين من شمال أفريقيا المغتربين في العواصم الأوروبية، حيث تعكس إصداراتهم تأثرات متنوعة في اللغات واللهجات والأنماط الموسيقية.