جنرا الأسبوع: الريغي الليبي في تجارب أصيلة منذ الثمانينيات

عرف الريغي طريقه إلى ليبيا في فترة الثمانينيات، وانتشرت هذه الجنرا بين الفنانين الذين أضافوا إليها طبقة أصالة عبر دمجها مع الأنواع المحلية والشعبية
فرقة الطير الابيض
فرقة الطير الابيض
Change Font Size 20

تطورت موسيقى الريغي في استديوهات محلية في جامايكا، حيث طوّع الموسيقيون إيقاعات السكا ومؤثرات البلوز وحولوها إلى بنية موسيقية جديدة، حيث أصبحت مع السبعينيات صوتًا احتجاجيًا غير عنيف، وبابًا للتمرد ضد الظلم. انتقلت الموجة إلى بريطانيا مع المهاجرين وبعدها إلى أفريقيا والعالم، حتى وجدت طريقها بسهولة إلى ليبيا، وكأن خطًا موسيقيًا امتد من جامايكا وحطّ على آلات الموسيقيين المحليين، لتبدأ موجة جديدة من التجريب. 

حظيَ الريغي بشعبية كبيرة، خاصة أن إيقاعه قريب من الألحان الشعبية الليبية، وسرعان ما أصبح له تأثير ملحوظ على الإصدارات وقتها. أصدر أحمد فكرون ألبومه "Mots D'Amour" في منتصف السبعينيات، ومزج فيه التأثيرات المشرقية مع الشمال أفريقية التقليدية وإيقاعات الريغي، وتعتبر "اوعدني" مثالًا كلاسيكيًا عن بداية دخول الجنرا إلى المنطقة.  

                                                                                                                                                  

حملت الأغاني مواضيع حب الوطن والطبيعة والابتعاد عن الحروب، بالإضافة إلى الوحدة الأفريقية وإنهاء القمع والاستغلال، وأضافوا إليها في ليبيا ثيمات عاطفية جديدة غير الرائجة. يغوص صوت نجيب الهوش في أغنية "الموجعة" بسردية الحزن فوق خط سينث من الأورغ الشعبي، وكأنه فكفكَ إيقاع الأب-بيت وأعاد تركيب عناصره بطريقة مختلفة. تعتبر "وينهم" أيضًا مثالًا آخر على توليف الحديث عن اللوعة والحسرة على ألحان فرحة وكأنه تهكُّم من الحزن.

عندما بدأت موجة تطوير الريغي في جامايكا خلال الثمانينيات، استخدم المنتجون الكيبورد وتحديدًا آلة Casio MT-40، أما في ليبيا فقد استعملوا آلات مثل Casio AT-3 أو ما يعرَف بآلة السانترا التي تحتوي على سلّم موسيقي شرقي وتستخدم في المرسكاوي، وهو نوع شعبي ليبي يعتمد على بنية إيقاعية قريبة من الريغي. 

تناقل الليبيون الأغاني على ذاكرة هواتفهم المحمولة قبل أن تفتح المنتديات وتنتشر الإصدارات على الإنترنت. ظهرت فرق جديدة مثل الطائر الأبيض الذين أضفوا روحًا شرقية في "وين غزال الريم"، وحملت أصواتهم الحالمة واحدة من أشهر تجارب الريغي الرومانسي في "القلب حالف". كما تعاون إبراهيم الحسناوي مع فرقة أبناء الصحراء، وأصدر شريط "قارتي أفريقيا" الذي احتوى على ما أسماه ريغي شعبي وغنّى فيه عن الوحدة الأفريقية ورفض العنصرية.

على عكس باقي العالم بقيَ الريغي شائعًا في ليبيا، حيث ظهر جيل جديد في الفترة الأخيرة واشتهر بتقديم العروض الحيّة والحفلات والسهرات. تعتبر رويده عمر من أغنى التجارب الجديدة، خاصة أن صوتها باغت إيقاع الريغي بحنيّة واستعاد من أسلوب الراي في "عمر ولي ولي". كما دمج الشاب عبد الستار أيضًا الريغي مع الراي في "العشق الممنوع" المستلهمة من أغنية لـ الشاب عقيل. وقدّم عادل حوية هذه التجربة مختلفةً في "شن خطر عليك اليوم"، حيث غرق صوته بالأوتوتيون في نسخة معاصرة من الريغي.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع