دانا حوراني وأنس ونوردو في "أنا": بوب ليفانتين بروح مغاربية

صدرت "أنا" لتجمع بين ثلاث فنانين الذين ينتمون لثلاثة مشاهد موسيقية مختلفة، في فيديو كليب خاطف أمام عدسة المخرج أبانوب رمسيس
دانا حوراني وأنس ونوردو
دانا حوراني وأنس ونوردو
Change Font Size 20

في مساحة رمادية بما يتعلق في الجنرا، جاء التعاون في أغنية "أنا" ليقترب من ألوان موسيقية متنوعة، تأثر بها جميعها دون أن يصيب واحدةً بعينها. جمع الإصدار بشكل أساسي بين الأداء الصوتي المغاربي بامتياز من نوردو إلى جانب فيرس راب انسيابي من أنس، بالإضافة إلى حضور صوت الليفانتين بوب مع دانا حوراني والذي تبنته في إصداراتها الأخيرة.

توضّحت ملامح مسيرة دانا حوراني في السنوات الأربعة الماضية عبر لمسات وإضافات من شركائها الثابتين معظم الأحيان، من أنتوني أدونيس وتيم على صعيد الكلمات والألحان، إلى سليمان دميان في الإنتاج الموسيقي والهندسة الصوتية. منحتها هذه الشراكات ما بحثت عن تقديمه بالضبط: أغاني بوب بلهجتها اللبنانية على إيقاعات إلكترونية وتوزيعات غربية، وهو ما سمعناه في إصدارات مثل "انشالله خير" و"إنتا أنا". أما في التعاون الذي تقدّمه في أحدث أغانيها "أنا" مع أنس ونوردو، وهو التعاون الأدائي الأول رسميًا في مسيرتها، فتنتقل بمسيرتها إلى مساحات جديدة لم تختبرها في السابق، فيما تتوحد الجهود في الكلمات والألحان والإنتاج بين أنس ونوردو مع تيم وسليمان دميان.

رغم أن نوردو ليس برابر إلا أننا نجد الانتظام الإيقاعي في أسلوبه الأدائي ما يسهّل حضوره في تعاونات الراب، وعلى الرغم من أنه ليس مغني راي، إلا أن في خامة صوته المميزة ما يشابه تداخل الأوتوتيون مع الصوت الغنائي في الراي، وكأنه اختصر بصوته أجمل مافي المدارس الموسيقية المختلفة لشمال أفريقيا. كنا قد لمسنا هذا في السابق بحضوره المميز في أغنية "يا عرّاف" بالاشتراك مع أحمد سعد وزعيم، حين تسابق الثلاثة للتفوق بالأداء الصوتي، مقدمين هيت شديد الانسيابية ميّزها التنقّل بين اللهجتين المصرية والتونسية.

أما في "أنا" وجد نوردو موقعه في صدارة مقاطع الأغنية، ليغنّي مفرداته المعتادة عما اختبره واجتازه من مصاعب بنبرة جماعية، وكأنه يرفض الحديث عن نفسه كفرد وإنما بلسان جماعته ومحيطه الذي ينتمي إليه: "تعبنا باللي كان/ وبان للدوال كيف خلعنا البيبان/ شوفنا يا زمان/ كان إلي هاددلي حيلي". سلّم الراية بعدها لأنس لأداء الفيرس الخاص به، والذي استكمل بشكل مثالي استحضار روح شمال أفريقيا في التراك، رغم أدائه باللغة الفرنسية، إلّا أنها الفرنسية العامية للمهاجرين المغاربة التي ألفناها في الراي والراب الجزائري.

أضاف العنصر البصري المزيد من الإثارة على "أنا"، وكأن مزيدًا من المتعة تكمن في مشاهدة الكليب أثناء سماعها. انتظمت حركات الكوريوغرافي البسيطة مع الفصلات الإيقاعية، وتم توظيف المساحات بشكل مينيمالستك في اللقطات العامة، ضمن تصور نفّذه المخرج أبانوب رمسيس. اجتماع كل هذه التفاصيل مع تكرار الاستماع للحن الذي يعلّق في الرأس مباشرةً، أشعرنا بأننا أمام نسخة أكثر عصرية بتوزيعات إلكترونية، لدويهات مميزة حفظناها ورددناها في بداية الألفية، مثل "يوم ورا يوم" لسميرة سعيد وشاب مامي، و"عينك" لأمل حجازي والشاب فضيل، التي جمعت حينها بجرأة وللمرة الأولى بين المشهد المغاربي والبوب المشرقي.

+ اقرأ المزيد عن
أحدث المواضيع