منذ الأسابيع الأولى التي نشرت فيها بيلبورد عربية قائمتي هوت ١٠٠ و١٠٠ فنان، كان الصوت المغاربي حاضرًا بقوّة عبر فنانين استلهموا من الإيقاعات والتأثيرات المحليّة في تونس والجزائر والمغرب، وقدموا صوتًا مميّزًا في عالم البوب والراي والأفروبيت. بعيدًا عن الهيب هوب المغاربي الذي نحلل تجربته في سياق منفصل، نتتبع في هذا المقال الجنرات المختلفة التي نجحت بالوصول إلى قوائم بيلبورد عربية من دول المغرب العربي الكبير.
الراي على القوائم
عرف الراي القادم من مناطق المغرب العربي عدة موجات تجديدية منذ بدايته في القرن العشرين، فقد عايش الشيوخ القادمين من أرياف الجزائر، وبعدها الشباب في التسعينيات، والمهاجرين المغاربة في ضواحي أوروبا في الألفية. اندمجت تأثيراته مع أنواع موسيقية مختلفة، واستطاع أن يطوع الآلات الغربية والتقليدية على حد سوّاء، حتى صار صوت هذه الجنرا خالدًا وحيًّا حتى اليوم، لذا لم يكن غريب أن تكتسح إصداراته قوائمنا من الأسابيع الأولى.
حققت إصدارات موسيقى الراي حضورًا قويًّا على قوائم بيلبودر عربية، بدايةً من دخول الشاب خالد منذ الأسبوع الأول إلى قائمة 100 فنان وحضور أغنيته "سي لا في" على قائمة هوت ١٠٠ لـ 24 أسبوعًا متتاليًا. إلى جانب خالد، حضرت مجموعة من الأسماء المحلية بقوة لأسابيع متتالية منها المنتج عقبة جوماطي، المعروف بمزج تأثيرات الراي مع الأسلوب الشاوي الجزائري عبر استقدام آلات مثل تقليدية مثل القصبة والبندير. كما عرفت إصدارات الشابة وردة شارلومنتي طريقها بسهولة إلى القوائم بفضل ملايين الاستماعات على مختلف المنصات، وتعتبر الشابة وردة من رائدات الراي النسوي في الموجة الحديثة.
أمّا شباب الراي من الموجة الحديثة كان لهم حضورهم الخاص أيضًا، من الشاب حميدو الذي بدأ مسيرته في ٢٠١٥، وساهم بتطوير صوت هذه الموجة، وقد حقق من الأسابيع الأولى مراتب متقدمة على قوائم بيلبورد خاصة بعد خروج أغنيته "عشقك إدمان". كما سجل الشاب هشام تي جي في حضورًا قوي على قوائمنا بداية هذا العام ٢٠٢٤ بعد أن أطلق أغنيته "فاتو ليام".
تقف تجربة منال على التقاطع المميّز بين جنرات البوب والراي والهيب البوب، وقد ظهرت هذه الاندماجات في ألبومها الأخير "قلب عربي مجروح"، لكن المفاجأة غير المتوقعة كانت الإصدار الأخير "مهبولة" والذي دخل فورًا المرتبة ٢٧ على قائمة هوت ١٠٠، وقد أعادتنا إلى أسلوب الراي التسعيناتي بنفحة تجديدية من الكليب إلى الكلمات وطريقة الأداء.
صوت البوب المغاربي
وجد البوب المغاربي طريقه إلى التجديد مع منتجين عملوا على دمج التأثيرات المحلية، وتأثروا بموجة تطوير البوب التي ضربت المنطقة في العقد الأول من الألفية. بعد سنوات من سيطرة البوب الشامي والمصري على الأسواق، صار للبوب المغاربي صوت جديد مع تجارب بدأت في التسعينيات، وتطورت مع الألفية حتى وصلت اليوم إلى شكلها الحالي المرتبط بجذور هذه المنطقة.
استطاعت هذه الأسماء الجديدة أن تلفت أنظار ملايين المستمعين حول العالم، ما جعل جنرا البوب المغاربي حاضرة بقوة على قوائم بيلبورد عربية من الأسابيع الأولى لخروجها. ضمت القوائم أسماء صاعدة في عالم البوب المغاربي من الأصوات النسوية مثل هند زيادي بأغنية "فولو" مع زهير البهاوي، ومروة لاود بأغنية "غير انتيا" في الأسبوع ٤٩.
هذا وقد وصلت أسماء من مشهد البوب المغاربي إلى المراتب الخمسة الأولى مع ديستانكت خاصة بعد نجاح عدد من أغانيه مثل "لا" التي وصلت إلى المرتبة الأولى على قائمة هوت ١٠٠، كما تصدرت تعاوناته مثل "تك تك" مع إم اش دي و"يدور" مع سولكينغ.
لمعت أسماء جديدة واستطاعت أيضًا دخول القوائم بفضل تأثيرها العالي على هذا المشهد، مثل زهير البهاوي المعروف بخطه التجديدي ودمج التأثيرات المحلية مع الموجة الحديثة من البوب في أغاني مثل "ديكابوطابل" و"روحي" واللتان حققتا مراتب متقدمة على قائمة هوت ١٠٠ من الأسابيع الأولى. كما حضرت أغنية "قولي متى" لسعد لمجرد على قائمة هوت 100 لـ 25 أسبوعًا ووصلت المرتبة الأولى لعدة أسابيع.
اتبع لارتيست نفس الخط الانتاجي في أغانيه، وتعتبر أغنيته "زرزور" من الأمثلة القائمة على تطور هذه الجنرا التي استمدت روحها الجديدة من التراث الشعبي والغني لهذه المنطقة، وقد حضرت على قائمة هوت 100 لـ 23 أسبوعًا متتاليًا.
جنرات المغاربي الفرعيّة
سطر مشهد الأفروبيت المغاربي حضوره أيضًا على هذه القوائم، قادمًا من مشهد الهيب هوب الغني لهذه المنطقة مع أسماء مثل ديدين كانون 16 وكوزان وسمارا وإل غراندي طوطو وغيرهم الكثير. كما استطاعت أغاني مثل "لوف" من ألبوم كوزان "أفرو بوي" أن تصل إلى مراتب متقدمة على قائمة هوت ١٠٠.
من الجدير بالذكر أيضًا، أنه دخل إلى القوائم جنرات فرعيّة اقتربت من البوب، مثل موح ميلانو من مشهد الزنقاوي الذي خرج من الجزائر، وقد دخل موح قائمة 100 فنان عدة أسابيع بعد أن أطلق أغنيته "شي ف شي".