ألحان صُبغت بالإيقاع الأندلسي، تناغمت فيها كلمات ليبية مع صوت تونسي، لتخلّدا معًا قصة حب جمعت بين ابن قائد إحدى القبائل مع جارية سمراء اللون عبر أغنية خالدة. لحّن الأغنية وغناها الفنان التونسي الهادي الجويني، أما الكلمات فسطرها الشاعر الليبي بشير فهمي الفحيمة، لتخفي بين حروفها قصة عشق يعود زمنها إلى أوائل سنوات القرن الماضي في ليبيا.
تقول الحكاية إن قائدًا في القبيلة أحضر لعائلته جارية سمراء اللون، حسناء وممشوقة القوام، تعمل بالبيت وتشرف على شؤون العائلة. أُعجب بها ابنه وعشقها إلى حد الجنون، لكن الأمر لم يطب للأب ولا للقبيلة، حتى إذ رفضوا زواج ابنهم من الجارية ذات البشرة السمراء، أصرَّ الشاب على حبه لها.
نهاية الحكاية غير معروفة وغير موثقة، إذ تعددت بشأنها الروايات التي لم تجتمع على خاتمة موحدة، فبعض الحكايات نسجت خيوط نهاية سعيدة للعاشقَين بهربهما معًا باتجاه تونس. أما في حكايات أخرى، فقد كُتب للعلاقة أن تنتهي بطرد الجارية وإعادتها إلى حيث كانت، أو حتى قيام الأب قائد القبيلة بنفي ابنه من القبيلة.
في العام 1955 اجتمع الشاعر بشير مع الفنان الجويني في تونس، وروى له قصة العشق، فتشجّع الفنان لأداء أغنية تجسّد قصة آلمت ابن القبيلة ومعشوقته، وقدّم الراحلان للعالم أغنية "لاموني اللي غارو مني"، دون أن تغفل سطور الأغنية عن وصف الفتاة بـ"الخادمة والسمراء"، للإشارة إلى الفروقات الاجتماعية التي كانت سائدة حينها، وكانت سببًا لاغتيال قصة الحب: "قالولي علاش تعشق خادم/ قولتلهم يزيو من الدوة/ سمرا وغنا عليها العالم/ والعالم كله شاهيها".
حكاية الوجع التي عاشها العاشق الليبي أصبحت واحدة من أشهر أغاني المغرب العربي، التي عبرت حدوده ووصلت آذان الجماهير العربية بصوت الهادي وفنانين آخرين كثر عزموا على أدائها وتغنوا بها.
ظهرت القصة للمرة الأولى عبر الشرق بودكاست.