ماد في ألبوم "سنسوس" : شخصية جديدة وتعاونات قوية

دخل ماد للمرة الأولى إلى قوائم بيلبورد عربية بعد إطلاق ألبومه الجديد "سنسوس"، الذي يحمل عنوانًا لاتينيًا يعني القدرة على إدراك الحياة من زوايا مختلفة. استكشف ماد في هذا الألبوم عددًا من الثيمات الشخصية والمهنية، حيث تناول الفترة الصعبة التي مرّ بها ليخرج منها إنسانًا جديدًا.

في العمل الفني والفيديو الترويجي للألبوم، تعاون ماد مع المخرج الإبداعي محمد صقلي، أحد الأسماء البارزة في المشهد المغربي والمنطقة بشكل عام. صقلي، الذي تعامل مع فنانين مثل عصام وتشوبي وتام تام، أضفى لمسة فنية مميزة على المشروع. حمل العمل الفني تصميم باترن ماندالا يتوسطه شكل عين من تصميم عين استديو، ما رمز إلى الإدراك والتعقيد والغوص في أعماق النفس. أرفق ماد الألبوم بنص خصصه للحديث عن ظروف العمل عليه، وأهداه إلى "الطفل الصغير النائم داخل كل واحد منا".

دخلت إصدارات الألبوم قائمة أعلى 50 هيب هوب عربي، ومن أبرزها تراك "سرت" الذي تطرق فيه ماد إلى أسلوبه المختلف وانتقد المشهد، معتبرًا أن بعض الرابر يقلدون بعضهم، وقد حصدت الأغنية المرتبة 11 لتصبح واحدة من أكثر الإصدارات استماعًا. 

استمرت هذه السردية التبجحية في "اكستندو" التي احتلت المرتبة 18، و"نوكومبلينتس" التي حلت في المركز 21، حيث يناقش ماد في هذين التراكات الصراع الداخلي والفترة الصعبة التي مر بها، بما في ذلك اكتئابه وكيف أن الموسيقى كانت وسيلته للخروج من الصعوبات. كما عكس "نوكومبلينتس" كيف انتهت شخصيته القديمة ليبدأ مرحلة جديدة مليئة بالواقعية والتحرر.

حمل الألبوم العديد من التعاونات التي دخلت أغلبها إلى القائمة، مثل تراك "لوكد آب" مع زامدان، الذي تحدث فيه ماد عن تجاربه الشخصية. كما تميز تراك "داوت" مع تشوبي بسردية سوداوية، ويُعد من أبرز التعاونات في الألبوم. دخلت أيضًا أغنيتي "نوبيرميشن" و"وال يو نيد از يو" مع خالي، وهو رابر من رواد الموجة الجديدة في مشهد الهيب هوب في فرنسا، حيث كانت هناك الكيمياء قوية بينهما، بالإضافة إلى تراك "ين يانغ" مع سمول إكس وإكسيب.

أما التعاون المنتظر مع صنور، الذي أُعلن عنه لأول مرة في 2022، جاء بأسلوب مختلف مع تغيير في البيت ليعكس تطور أسلوب ماد. خرج الكليب كأول فيديو من الألبوم، وحمل مشاهد لرحلة عبر الطرقات في باص كبير، تخللتها لقطات متكررة لأشباح ترتدي ملابس سوداء. جمع العمل بين الطابع السايكادالي لصنور المتمثل في قناعه وأسلوبه الغامض، وبين نهج ماد الذي أظهر نضجًا واضحًا.

دخل ماد للمرة الأولى إلى قائمة 100 فنان، محققًا المرتبة 13 مباشرةً في أسبوعه الأول، بفضل نسبة الاستماعات العالية التي حققها ألبومه. رغم تباين الآراء حول الألبوم والحديث عن خروجه عن إطار الهيب هوب التقليدي، حيث استكشف تأثيرات البوب والموسيقى الإلكترونية إلى جانب جنرات مثل اليو كي غاراج والتريب هوب، إلا أن "سنسوس" يشكل محطة فاصلة في مسيرته. الجدير بالذكر أن الألبوم كان ثمرة عمل جماعي شارك فيه أكثر من عشرين منتج موسيقي، من بينهم اكسيب وكايت.