بدأت مسيرة ريم فكري بتقديم الكوفرات على مواقع التواصل الاجتماعي، ما جذب إليها اهتمام الجمهور بسبب صوتها الدافئ والمليء بالعرب الحنونة. قدمت كوفرات لأسماء بارزة مثل إل غراندي طوطو وإنكونو وغيرهم، وقد فتح لها كوفر "واش عقلتي" مع سليم كرافاتا باب الشهرة المحليّة، واستطاعت بعده أن توظف موهبتها الصوتية لإطلاق مسيرتها الغنائية.
أطلقت ريم أولى أغانيها "ورقة وستيلو" سنة ٢٠٢١، وهي في بداية العشرينات، وأعلنت عن دخولها ساحة البوب المغربي بقوّة، كما كشفت عن ذكائها بالتعامل مع موهبتها حيث كتبت ولحنت الكلمات بنفسها. حملت هذه الأغنية ثيمة التجارب الشخصية، وحكت فيها ريم عن موت والدها خلال مراهقتها "بنيت حياتي بعين مغمضة/ بلا أب الي يحضنا". هكذا من الإصدار الأول كشفت ريم عن جديّتها بالعمل على صوتها وتطورها، كما تعاونت مع علاء الدين الريس واحد من أبرز المخرجين في المشهد المغربي، وقدمت كليب مليء بالمؤثرات البصرية الخاطفة، كاشفة عن اهتمامها العالي بالموضة والأزياء.
تحقق حلم ريم من الإصدار الأول خاصة وأن أغنيتها تصدرت منصات الاستماع، ووصلت إلى أكثر من ٤٤ مليون مشاهدة على قناتها اليوتيوب، وفتحت أمامها طريق الشهرة الذي عرفت تمامًا كيف تستغله بسبيل تقديم أسلوب فني متقن وجذاب. تتابعت إصداراتها في ٢٠٢٢، وقدمت "هو" أغنية رومانسية هادئة وحالمة، أعطاها نابز إيقاع مستلهم من الإيقاعات المغربية الشعبية، بينما زاد نضج صوتها وبان عليه التطور.
ظهرت ريم في كليب "ألطيف" على إنها لاعبة شطرنج، لتثبت مرّة جديدة أنّ صار لها مكان في اللعبة، وانضمت إلى قائمة الأصوات النسويّة التي أسست مشهد حديث من شكل الأغنية المغربية. عملت في هذا الإصدار أيضًا على دمج التأثيرات المغربية، تابعت تعاونها مع المنتجين زاك كوزموس وغيوم باربييه، وغرقت كلماتها بالحديث عن علاقتها بوالدتها وتجاربها الشخصية، بالإضافة إلى أحلامها التي تحققت بفضل قوتها وثباتها.
تقاطعت مسيرة ريم مع مشهد الهيب هوب أكثر من مرّة، كان أبرزها تعاونها مع الرابر حليوة في تراك "وحداني". دمج التراك بين إيقاع الـ ٨٠٨ وعيّنات السنث الهادئة من إنتاج نابز، بينما خرج تدفق ريم بسلاسة على البيت وقدمت قوافي لعوبة. دخلت مع حليوة في سردية التحدي ومواجهة الصعوبات، وحكت عن ما بنته واستعدادها الدائم للمخاطرة في سبيل إيصال صوتها.
خسرت ريم والدها في عمر ١٤ سنة لكنه حضر في أغلب إصداراتها عبر الكلام والحديث عن ذكرياتها معه، وقد ذكرت في واحدة من مقابلاتها مع مومو على هيت راديو أنها والدها كان يعزف أكثر من آلة، وهو من زرع حب الموسيقى في قلبها. كما تحدثت عن هذه الذكريات في تراك "بابا"، والذي يعتبر واحد من أكثر إصداراتها الشخصية والتي غاصت فيها بعمق مشاعرها.
أعلنت ريم عن زواجها في ٢٠٢٣، وأصدرت أغنية كاملة باللغة الفرنسية لأول مرّة " À Toi"، وعبّرت عن مشاعرها بالحب والفرح تجاه زوجها، الذي بقي وجهه وهويته مجهولة حتى هذا العام، عندما تناقلت الصحافة خبر مقتله في فبراير ٢٠٢٤. بعد أشهر من الصمت على مواقع التواصل الإجتماعي، أطلقت أغنية "٢٣" بداية شهر مايو/ أيار، حكت خلالها عن المعاناة التي عاشتها في هذه الفترة، وتطرقت للتغطية الصحفية التي اعتبرتها سيئة ومقرفة بحقها.
“موتي أحسن من حياتي أنا" بهذه الكلمات افتتحت أغنيتها الأخيرة "ضحكة صفرا"، والتي تابعت فيها نفس السردية عن الضغوطات النفسية من المجتمع بعد موت زوجها. لعبت في الكليب دور مصوّرة تلتقط وجوه الناس، وابتسمت أمام الكاميرا أكثر من مرّة لكن الحزن كان واضحًا على ملامحها. وصفت ريم نفسها "قانعة بالقليل، حنينة كالوردة"، ونقلت رسالة مهمة أن مهما عصفت بها الحياة تبقى الموسيقى وصوتها هي المحرك الرئيسي والدافع لحياتها.